يوميات سوري تحت الحصار.. أهالي حمص للوفد العربي: «شو بدكو في المحافظ»

كتب: أسامة شاهين الأربعاء 28-12-2011 16:07

مجريات الحياة اليومية لأبناء مدينة حمص السورية، لم تختلف كثيرا قبل زيارة وفد اللجنة العربية، وبعدها، حيث كان من المتوقع أن يكون، الثلاثاء، يوما مفصليا في تاريخ الثورة السورية، بعد أن تأكد أخيراً نبأ زيارة الوفد للمدينة المضطربة، التي قدمت حتى الآن نصف شهداء الثورة «قربانا للحرية»، على حد تعبير أبناء تلك المدينة المنكوبة.


«أشخاص غير مرغوب بهم».. هكذا نظر الكثيرون من أبناء حمص لأعضاء الوفد العربي لمدينتهم الأكثر تضرراً من العمليات الأمنية التي يشنها نظام «البعث»، والتي توجت بالتدخل العسكري من قبل قوات الجيش، «بهدف القضاء على المسلحين»، حسب رواية النظام وأنصاره، وهي الرواية التي تعاكس تماما رواية الأهالي والثوار.


ما أن وصل أعضاء البعثة إلى حمص، حتى خلفوا استياء كبيرا بين المتظاهرين، هذا ما أكده «جعفر»، الذي استنكر استهلالهم الجولة بزيارة المحافظ، قائلا بغضب: «بدي أفهم شو دخل المحافظ باللجنة لحتى اللجنة تروح تشوفوا بالأول. ما هو بالأصل خصم وليس حكم لحتى تأخد برأيو»، وأضاف في اتصال هاتفي: «اللجنة عندها هدف واضح جاي مشانو (من أجله)، ومن هادا  الهدف تنجز مهمتها، ومهمتها الرئيسية أن تتأكد من أننا محاصرين من الجيش والشبيحة، وتانيا تشوف أحوالنا المعيشية السيئة وكيف عايشين».


وعلى الرغم من الكثير من التفاصيل الواضحة للعيان، مثل تلك الحفريات التي أقامها النظام حول المدينة، وهي ليست مخفية عن أحد، بل واضحة وظاهرة لجميع السيارات الذاهبة والقادمة من المحافظات الساحلية والشمالية والوسطى، التي تحت سيطرة الجيش، يصر أنصار النظام على إقناع الآخرين برواياتهم المخالفة لرواية المتظاهرين.


أثناء زيارة اللجنة، كان واضحا أن عدد الشهداء في حمص، الثلاثاء، أقل من كل الأيام، لكن «سنان»، المعروف بين جيرانه بموالاته للنظام، يبرر ذلك قائلا: «الحمدالله اليوم الجو كان هادي وما سمعنا كتير انفجارات لا أصوات الصواريخ ولا أصوات القذائف، لكن هاد ما بيعني أنو المدينة ما فيها شي، بالعكس ما في شارع واحد بحمص سالك، لأنو خلال 3 أيام يلي سبقت جية اللجنة كنا بحرب حقيقية متل تورا بورا وقندهار فرد شكل»، في إشارة إلى الهجمات «المزعومة» للمسلحين والمندسين التي تؤدي إلى ندخل الجيش لاعتقالهم، حسب رواية أنصار النظام.


لكن المتظاهرين لهم رأي منافي تماما لرأي الموالين بحيث يكذبون كل ما يقوله أنصار النظام، ويؤكد «عامر» قائلا: «كل ما طالعوه كذب بكذب، لانون عملوا المستحيل ليقضوا على المناطق الثائرة خلال الـ 3 أيام يلي راحت ما قدروا، حتى صارت معهم هيستريا فراحوا يضربوا القذائف بكل الاتجاهات، ومن حارة لحارة ومع ذلك ما طلع بأيدون شي»، ويقسم عامر باليمين: «والله العظيم كانوا جايين ليبيدوا بابا عمر قبل ما تجي اللجنة بس أكلوها أكتر خرجون، الله لا يردون ناس ما بيعرفو الرحمة».


أما «أبو مروان»، الكبير في العمر، فكانت لديه شكوك باللجنة عبر عنها: «لو اللجنة عنجد جاي تشتغل وتساعدنا وتكتب تقريرها بحيادية كانت رفضت تشوف المحافظ، أو بالأحرى كانت خوزقت ¬النظام (تجاهلته) وحولت مسارها فورا لدير بعلبة، وبابا عمر، والخالدية، والحولة. مو تروح لعند محافظ هو بالنهاية رجل كرسي عند النظام»، ويكمل أبو مروان حديثه غاضبا: «لك يا أخي مادام صايرلون 3 أيام قاعدين مع القيادة بالشام عرفوا موقفون كاملاً شو كان بدون من المحافظ لحتى يروحوا لعندو».


أما الشاب «عبد الله»، المشارك الدائم في المظاهرات، حسب وصفه، فقال: «كل شي بالمدينة بعدوا متل ماهو، الجيش ما انسحب إلا من الشوارع يلي فات منها اللجنة عالحارات، والباقي ضل مكانه ما تحرك ويلي بيقول غير هيك كذاب، أو إذا مانو مصدق يجي لعندنا لحتى نورجيه الحقيقة مو يروح لعند جماعة كذابين، ويشوف مين عم يضرب بالرصاص». ويؤكد عبد الله: «ما بدنا من اللجنة غير تضل يوم واحد مشان ما يصير ضرب علينا وتشوف أديش المتظاهرين بالآلاف راح ينزلوا عالشوارع».