بدأت نيوزيلندا الاستعدادات لدفن ضحايا مذبحة مسجدى النور ولينوود، التى ارتكبها الإرهابى الأسترالى، برينتون تارانت فى مدينة كرايس تشيرش، بعد أيام من حالة الحزن الشديد على مقتلهم، فى أسوأ هجوم على الإطلاق فى البلاد، ويجرى غسل جثامين الضحايا وتجهيزها للدفن وفقا للشعائر الإسلامية، وقال سفير مصر فى نيوزيلندا، طارق الوسيمى، إن الضحايا المصريين 4 أشخاص.
ولفت «الوسيمى» إلى أن 3 عائلات من المتوفين طلبوا دفن الشهداء فى نيوزيلندا، وعائلة الشهيد الرابع طلبت دفنه فى مصر، منوهاً بأن السفارة تقوم حالياً بإنهاء جميع الأمور المتعلقة بنقل الجثمان إلى مصر.
وقال «الوسيمى» إن عدد أبناء الجالية المصرية فى نيوزيلندا يتراوح ما بين 3 و5 آلاف مصرى. ورَدّاً على سؤال حول ما إذا كانت السفارة قد طلبت من السلطات النيوزيلندية تشديد الإجراءات الأمنية على دُور العبادة التى يتردد عليها المصريون، أوضح «الوسيمى» أن جميع الجاليات المسلمة فى نيوزيلندا طلبوا هذا الأمر، مشيراً إلى أن السلطات النيوزيلندية قامت بالفعل بتشديد الإجراءات الأمنية حول المساجد.
وأشار إلى أنه من المهم تشديد الإجراءات الأمنية حول الكنائس القبطية المصرية فى نيوزيلندا، حيث توجد أكثر من كنيسة مصرية.
وأكد، فى تصريحات لـ «المصرى اليوم»، أنه قدم التعازى لأسر الشهداء المصريين فى الهجوم، كما قدم تعازى الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الخارجية سامح شكرى، لأسر الشهداء الأبرياء، وأوضح أنه زار المصابين للاطمئنان على صحتهم ومتابعة تقديم الرعاية الصحية لهم، موضحا أنهم بصحة جيدة بعد إجراء بعض العمليات الجراحية لهم، فضلا عن خروجهم من مستشفى كرايست تشيرش.
وفى خطاب مواساة فى البرلمان النيوزيلندى، بدأته رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن بتحية الإسلام «السلام عليكم»، ودعت فيه البلاد إلى دعم الطائفة المسلمة المكلومة، لاسيما عند عودتها إلى صلاة الجمعة المقبل، وبدأ البرلمان بتلاوة القرآن ترحما على شهداء أسوأ مجزرة تشهدها البلاد، وقالت أرديرن: «نحن واحد، إنهم نحن»، وأضافت أن المتطرف الأسترالى، برينتون تارانت، الذى ألقت قوات الأمن النيوزيلندية القبض عليه عقب المجزرة، «سعى من عمله الإرهابى إلى الحصول على أشياء كثيرة، أحدها الشهرة، ولهذا السبب لن تسمعونى أبدا أذكر اسمه»، وأوضحت «إنه إرهابى، إنه مجرم، إنه متطرف، عندما أتكلم، سيكون بلا اسم»، مؤكّدة أنّه «سيواجه كل قوة القانون»، وقالت أرديرن التى حضرت إلى البرلمان مرتدية ملابس سوداء: «أناشدكم أن تلفظوا أسماء الذين قضوا وليس اسم الرجل الذى قتلهم»، وأثنت أرديرن على شجاعة وجسارة المصلين الذين كانوا فى مسجدى كرايست تشيرش أثناء الهجوم قائلة «إن البلاد تقف إلى جانب الجالية المسلمة المكلومة فى أحلك الأيام»، وأشارت بوجه خاص إلى 3 مصلين بينهم واحد من أوائل ضحايا الهجوم، وقالت إن القتيل، ويدعى حاجى محمد داود نبى (71 عاما)، فتح باب مسجد النور وقال مخاطبا الإرهابى: «أهلا يا أخى. مرحبا»، كانت هذه هى كلماته الأخيرة، وأضافت «لم تخطر على باله بالطبع الكراهية التى كانت تنتظر وراء الباب لكن ترحيبه يخبرنا بالكثير، يخبرنا بأنه كان يؤمن بعقيدة ترحب بكل أفرادها وتتسم بالانفتاح والاهتمام.
وأشارت فى ختام كلمتها إلى أن «يوم الجمعة المقبل سيصادف أسبوعا على الهجوم، وسيتجمع المسلمون لأداء الصلاة، فلنقر بحزنهم»، وأنهت أرديرن خطابها بعبارة «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته» التى نطقتها بالعربية، وأضافت: «فليكن سلام الله ورحمته وبركاته معكم أيضا».
وجاءت كلمتها فيما بدأ العشرات من أقارب الضحايا، الوصول من أنحاء العالم للمشاركة فى الجنازات التى أخرتها عمليات التأكد من الهويات وإجراءات الطب الشرعى، وأعلنت شرطة نيوزيلندا انتهاء تشريح جثامين ضحايا الهجوم وتسليم عدد منها إلى ذويهم، وأوضحت أنه تم التعرف رسميا على هوية 12 شخصا من بين 50 قتيلا وتم تسليم 6 منها إلى عائلاتهم، وأن أهم أولوياتها القيام بالأمر على الوجه الصحيح وتفادى وقوع أخطاء، حسبما ذكرت شبكة «إيه. بى. سى» الأمريكية، وأعلنت الشرطة فى بيان: «نحن نبذل كل ما باستطاعتنا لإنجاز هذا العمل بأسرع وقت ممكن من أجل تسليم جثث الضحايا لأحبائهم»، وأوضحت أن عملية التعرّف على الضحايا التى قد تبدو بسيطة هى فى الواقع معقّدة جدا خاصة فى وضع كهذا، وقالت سلطات الهجرة فى نيوزيلندا إنها أصدرت 65 تأشيرة لأفراد الأسر، وقالت السلطات إن الهجوم أسفر عن إصابة 50 شخصا آخرين بينهم 30 لايزالون فى مستشفى كرايست تشيرش، بينهم 9 فى حالة حرجة، وجرى نقل طفل فى الرابعة من عمره إلى مستشفى فى أوكلاند فى حالة حرجة. وجاءت فرق من المتطوعين من الخارج للمساعدة فى ترتيبات الجنازات.