أقام الفنان محمود حميدة تدريب «ماستر كلاس»، أمس، ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بصفته الرئيس الشرفى لها، بحضور مديرة المهرجان د. عزة الحسينى، والناقد رامى عبدالرازق، وفى البداية طلب «حميدة» من كافة المصورين والصحفيين عدم التصوير نهائيا، وهو ما أثار حفيظة البعض واعترضوا على أسلوبه، وقال «حميدة» إنه تعلق وارتبط بالفن من خلال بعض الفنون التي كان يقدمها الغجر في قريته التي كان يقطن بها، وأشار إلى أن جده من أمه «عبدالهادى» كان رافضا تماما حبه للفن لأنه كان قاضيا عُرفيا معروفا وقتها، ويرى أن الفنان «أراجوز»، لكنه أصر على تحقيق حلمه منذ أن كان عمره 5 سنوات، وأنشأ مسرحا يتكون من «مصطبة»، وكتب مسرحيات من تأليفه، وشارك أهل قريته كممثلين فيها، في وقت كانت أعمال الترفيه محتقرة.
وأضاف «حميدة»: فترة تعليمى الجامعى كانت 11 عاما منها 7 سنوات بكلية الهندسة، وفشلت، ثم درست 4 سنوات بكلية تجارة بجامعة عين شمس، وفيها تعلمت وتعلقت برقص الباليه، وعملت كراقص بالفعل لفترة بأحد الفنادق الكبرى، بصحبة فرقة أمريكية يقودها فنان اسمه تومى فيليب.
وتابع: فن التمثيل عمره ٢٠٠٠ سنة، والممثل دائما ما يتعلم من خبرته ومشواره، وفى أوائل القرن العشرين بدأت تتشكل مدارس لتعليم التمثيل، والفن، والتمثيل غير أي فن لأنه ليست له قواعد كباقى الفنون، وهناك قواعد مثل تدريب الجسد والصوت والذاكرة، والتى بدورها تعد الممثل وشخصيته، والبشر ملهم للممثلين لكن كل منا يمثل بذاته وشخصيته، الممثل لا يكذب على المتلقى، لكنه يعمل على إسعاده، ولذلك يجب أن يكون في كل مدرسة مسرح وموجه مسرحى يقدم مسرحية كل عام للطلبة.
وتابع: قرأت كتابا عن الفنان الشامل القائم على فكرة احترام العمل الذي تقوم به، واشتمل على ١٢ تكنيكا، وبدأت أعمل التمرينات بمفردى لمدة ٦ سنوات، واستخدمت المرايا، وهو خطأ كبير لأن تمرينات التمثيل لا يجب أن تتم إلا في وجود مدرس.
وطالب «حميدة» كل ممثل يطلب التدريب بضرورة الوقوف أمام مدرس والانتباه لتعليماته، ومن الخطأ أن يتعلم الممثل «صولفيج»، في نفس الوقت الذي يتعلم فيه التعبيرات الحركية، لأن وقتها سنلاحظ أنه يؤدى وفقًا لنوتة موسيقية ولن يستطيع الخروج منها، وتابع: «عايزين تعرفوا إزاى بيحصل، شوفوا الممثلين اللى بيقلدوا الممثلين، هتعرفوا يعنى إيه بيقول بنوتة موسيقية، والصولفيج ممنوع لأنه بيبوظ حاجات عند الممثل».
وأضاف «حميدة»: كان هناك ناقد ألمانى كبير جدًا في القرن الثامن عشر قال نمتلك ممثلين، لكن ليس لدينا فن تمثيل.
وأكد أن كل عصر وله رؤيته، قائلا: «هيبصولنا على أننا عفى علينا الزمن، زى ما فيه ناس بتشوف أفلام زمان هبل، لا ده مش هبل، بل محاولة لإسعاد الجمهور وفقا لأرضيتهم المعرفية آنذاك».
وتابع: «وصلت بمنهجى في التمثيل بالصدق، وهناك أمراض للمهنة لازم نبقى واعين لها ليس من بينها الرهبة، فالرهبة عرض حصل مرة واحدة معى، حين شاركت بمسلسل اسمه (الرجل والقطار)، ولكى أجد الشخصية لأننى كنت لا أريد أن أظهر في التليفزيون، وكنت أرسم الشخصية وأتمرن على الحركة الخاصة بها ولون الصورة، وأول مشهد لى في ستوديو جلال بحثت عن الشخصية مش لاقيها». وعن المخرجين الذين تعاون معهم قال: «محمد خان الممثل المفضل عنده كان أحمد زكى، وأدركت ذلك، ولم يوجهنى سوى مرتين، إحداهما طلبت منه ذلك، وكان (خان) يوحى للممثل أن هذا الإيحاء (مينفعش)، ولو أكملت معه هنتخانق كتير خناقات زى اللى كانت بينه وبين أحمد زكى وقت التصوير». وعن تعاونه مع المخرج يوسف شاهين قال: فيلم «إسكندرية نيويورك» لم أتعامل معه على أنه جزء لأفلام سابقة، ولا أنه شخصية يوسف شاهين، فقد سألته عن اسم الشخصية، فقال «يحيى»، فقلت له «يعنى مش يوسف» لأنه ليست سيرة ذاتية بالمعنى المعروف، وتابع: «كنت أتعامل معه بشكل أبوى، وعامة كل المخرجين بتوعنا، التوجيه الدرامى منهم ليس مبنيا على أسس علمية، ولكن على موروثات معرفية، وكذلك يوسف كان يوجه بطريقة خاطئة، ويقول «بص في عينيا»، وحين قال لى ذلك قلت له «لا بص لى انت في ودنى».
وتابع «حميدة»: الأجيال القديمة لما نتكلم عنهم لازم ندرسها بشكل موضوعى دون مبالغة أو انتقاص، فجيل يوسف شاهين يجوز نقول عليه جيل الرواد، قليل منهم من تلقى العلوم السينمائية الأكاديمية، والآخرون خريجو ورش، وجيل محمد خان خريجون أكاديميون لم يعملوا مع الجيل القديم وحصلت بينهم قطيعة.