سليم ولد صغنون، يا دوبك لسه على الحضانة بيروح، بيحب دايما يلعب بالألعاب والمكعبات، وكان كل يوم خميس فى نهاية الأسبوع بيروح على بيت جدو أمين علشان يلعب معاه ويبات كمان، وكان سليم كل يوم يسأل مامته: هنروح امتى عند جدو؟، ويستنى يوم الخميس. ولما خلص الأسبوع وجه اليوم، رجع سليم من الحضانة على بيت جدو أمين اللى كان قاعد مستنيه، اتغدى معاه وبدأوا يلعبوا مع بعض بالمكعبات وقضوا وقت جميل. وشوية وطلب سليم من جدو وقاله: أنا عايز أشترى حلويات.
نزل جدو أمين مع سليم على السوبر ماركت تحت البيت.
وهما ماشين لقى سليم كيس فلوس. قال لجدو: يلّا ناخد الفلوس، رد عليه: لا يا سليم!، الأمانة شىء مطلوب. لازم نشوف مين صاحب الفلوس ونرجعهم ليه، زمانه حزين مش مبسوط.
سأله سليم: يعنى إيه أمانة يا جدو؟، يعنى يا سليم ما نخدش حاجة مش بتاعتنا من غير ما نستأذن أصحابها أو إن حد يسيب معانا حاجة واحنا نستخدمها من غير ما هو يعرف. إيه دا يا جدو؟!، أنا أيمن صاحبى قالى خلى معاك كيس الشيبسى ودخل التواليت، وأنا أكلت منه واديت أصحابى كمان.
لا كدا غلط يا سليم، كان لازم تستأذن الأول وهو اللى يديك. لأنه لو عرف أكيد هيزعل. آه يا جدو دا زعل جدا لأن ما بقاش له غير شوية صغيرين، وقعد مخاصمنى يومين. لا لا لا يا سليم، تعالى اسمع حدوتة السنجاب من جدو أمين، ونشوف عمل إيه السنجوب.
السنجوب كان بيحب ياكل البندق. نده عليه باباه وقال له: روح هاتلنا بندق بخمس قروش. وهو فى الطريق شاف محل اللعب مفتوح، قعد يفكر وقال هجيب لعبة بقرش والبندق بأربع قروش!.
ولمّا رجع البيت وباباه شاف البندق قال: البندق ده مش مظبوط. روح يا سنجوب رجّعه وهات القروش. سكت سنجوب وبقى مش عارف إيه يقول!، اللعبة مش هينفع ترجع؛ أصلها وقعت منه وبقى فيها جزء مكسور!.
رجع سنجوب لباباه بالأربع قروش وهو حزين ومكسوف، واعتذر على طول، وقال إنه عمره للأمانة ما هيخون. وإنه غلطان غلط كبير واتعلم إنه للأمانة يصون.
فهمت يا جدو، ويلّا بينا نسأل على أصحاب الفلوس، ونرد الأمانة على طول، دول أكيد هيفرحوا قوى لما يلاقوا الفلوس. ومشيوا شوية ولقوا ولد بيعيط وحزين، سأله جدو أمين: مالك؟، قاله: كنت نازل أشترى العشا ووقعت منى كل الفلوس، وماما واخواتى فى البيت من الصبح مأكلوش. قاله جدو أمين: الفلوس كانت فى كيس مقفول؟، قال الولد بصوت عالى: آه قول إنك لقيتها أرجوك.
واداله جدو الفلوس وفرح الولد وقاله: شكرا جدا، إنت أمين. ضحك سليم، وقال للولد: واسمه كمان جدو أمين.