قال المهندس فخرى عيد، رئيس شركة «الشركة الهندسية للصناعات البترولية والكيماوية- «إنبى»، إن عمليات الصرف التى تقوم بها الشركة على فريق كرة القدم حققت شهرة للشركة خلال 9 سنوات لم تحققها على مدار تاريخها، مشيراً إلى أن النادى غطى خلال العام الجارى 90٪ من نفقاته عبر بيع مجموعة من اللاعبين بقيمة 40 مليون جنيه فيما قامت الشركة بتوفير النسبة الباقية.
وكشف عيد فى حوار خاص لـ«المصرى اليوم» أنه سيتم تحويل النادى إلى شركة مساهمة مصرية بدءاً من العام المقبل لتلافى اعتراضات الأندية المحتجة على تواجد أندية تابعة لهيئات وشركات حكومية، وتماشياً مع تطبيق دورى المحترفين.
وشدد رئيس شركة إنبى فى هذا الحوار على عدم تواجد أى مستشارين أو رياضيين معينين فى الشركة، مشيراً إلى أن ذلك ينطبق على الأجهزة الرياضية الفنية التى يتم تسريحها بمجرد انتهاء علاقتها بالنادى، وقال إنه تم توجيه إنذار لجميع العاملين فى الشركة الذين يعملون فى أندية أخرى بالالتزام بالقواعد أو الحصول على إجازة بدون راتب.
■ لماذا تحافظ شركة «إنبى» على النشاط الرياضى رغم الانتقادات الحادة والمستمرة لها؟
- الحقيقة أنه منذ إنشاء الشركة فى عام 1978 حتى الالتحاق بالدورى فى 2003 لم يكن أحد يعرف اسم الشركة، ومع صعود الفريق للدورى الممتاز والمشاركة فى البطولة العربية وحصولنا على المركز الثانى فيها حققنا شهرة عالمية وعربية.
■ وهل حققت الشركة مكاسب من نشاط كرة القدم؟
- المكاسب المحققة من وراء فريق القدم فى الدعاية للشركة تفوق ما يمكن تصوره، ففريق كرة القدم الذى نجح فى 9 سنوات فى نقل إنبى من الشركات المجهولة الاسم بالنسبة لغالبية الناس، إلى شركة يعرفها الجميع، فنحن أدخلنا النشاط الرياضى بهدف تحقيق الدعاية للشركة، ومن حقنا الدعاية عن أنفسنا ليعرفنا الناس.
■ ما تبريرك لحجم الإنفاق المالى الذى يرى البعض أنه مبالغ فيه على فريق كرة القدم؟
- كل الشركات العالمية تصرف للدعاية على فريق رياضى ليس تابعاً لها، فما بالك بامتلاك فريق يحقق لك هذه الشهرة دون أن تصرف مبالغ ضخمة.
كما أننا بدأنا اتباع سياسة تعتمد على أن يصرف النادى على أنشطته من خلال عمليات بيع اللاعبين والتى بلغت 40 مليون جنيه العام الماضى من بينها 22 مليون جنيه من صفقة بيع أحمد المحمدى لساندرلاند الإنجليزى و8.5 مليون من بيع وليد سليمان للنادى الأهلى وغيرهما من اللاعبين، وقبل ذلك بيع عمرو زكى لنادى دينامو كيييف بـ12 مليون جنيه.
■ لكن الناس ترى أن عمليات شراء اللاعبين ورواتبهم فى شركات البترول خاصة إنبى وبتروجت بذخ غير مبرر؟
- الناس لازم تفهم إن ده مش بذخ أكثر من كونه تحقيق هدف، وعلى فكرة الكلام ده مش صحيح، المفاجأة أن الناس مش عارفه إن أكبر لاعب فى إنبى بيأخذ مليون جنيه فقط فى السنة مقابل 3 ملايين جنيه يتقاضاها أقل لاعب فى ناديى الزمالك والأهلى، فنحن لا نغرف، وكل شىء فى النادى منظم ومرتب وبيمشى بنظام زى الساعة.
■ وما حجم المخصصات المالية التى تقوم الشركة حالياً بصرفها على فريق الكرة؟
- تبلغ النسبة حالياً 10٪ فقط من المخصصات المرصودة للنادى، فيما يعتمد الفريق على 90٪ من موارده الذاتية فى عمليات الإنفاق، ونحن نسعى جاهدين لتخفيض هذه النسبة إلى الحد الأدنى خلال السنوات المقبلة لتصل إلى 100٪، بل ونحقق أرباحاً للشركة من خلال النشاط الرياضى، لكن لا أستطيع الإفصاح عن الرقم المالى.
■ كيف ستتعامل شركة إنبى مع «المادة 18» من لائحة الاحتراف بالاتحاد الدولى التى تمنع الهيئات والشركات الحكومية من المشاركة فى الدورى إلا بفريق واحد؟
- فى الفترة المقبلة تنوى الشركة تحويل النادى إلى شركة مساهمة مصرية مملوكة بالكامل لها مع إمكانية تخصيص نسبة منها للعاملين بما يتفق مع القانون، بهدف توفير الشفافية حتى نتوافق مع «المادة 18» من قانون الاحتراف خلال العام المقبل، وتلافى أى مشاكل قانونية، علماً بأن ما سيطبق على إنبى سينطبق على بتروجت.
■ لكن هل سيقبل الناس عملية تحول أندية البترول إلى شركات مساهمة؟
- يجب أن يعلم الجميع أن تحويل بتروجت وإنبى لشركتين مساهمتين أكثر سهولة وينطبق مع القواعد واللوائح أكثر من انطباقه على النادى الأهلى، فالمجلس القومى للرياضة لايزال صاحب الولاية على مجالس إدارات هذه الأندية. فيما سيحقق ناديا بتروجت وإنبى بعد التحول استقلالية متفقة مع سليم القانون أكثر من الأندية الشعبية.
■ كيف ستصبح علاقة الشركة بالنادى بعد تحويله إلى شركة مساهمة؟
- سيكون النادى منفصلاً تماماً، وقد قررنا طرح مزايدة رعاية على الشركات، ويمكن لشركة إنبى التقدم لها مثل باقى الشركات، كما يحدث فى أندية ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر سيتى ترعاها شركات عالمية، فنحن ندير النادى بمفهوم اقتصادى.
■ وما حقيقة تعيين مستشارين رياضيين فى النادى يتقاضون مبالغ ضخمة؟
- هذه فكرة مغلوطة للغاية، وعلى مسؤوليتى الشخصية لا يوجد لدينا أى مستشاريين معينين فى الشركة من الخارج، وهناك شركات مثل «جاسكو» و«بتروجت» كانت تقوم بتعيين اللاعبين، لكن فى إنبى لا يوجد أى لاعب معين.
■ ما حقيقة أن وزير البترول السابق قام بتعيين لاعب الأهلى محمد أبوتريكة فى شركة «إنبى» بعد فوز مصر ببطولة الأمم الأفريقية فى أنجولا 2008؟
- ليس صحيحاً أنه تم تعيين محمد أبوتريكة- رغم احترامى الشديد له- أو أى لاعب كرة قدم فى «إنبى» وعلاقة الأجهزة الرياضية المكلفة بإدارة فرق القدم بالشركة قائمة على أداء عملهم فقط، وتنتهى تلك العلاقة بمجرد فك الارتباط.
■ خلال رئاستك لشركة بتروجت.. هل تم تعيين رياضيين فى الشركة؟
- بالفعل كان هناك رياضيون ومستشارون معينون وكانوا يتقاضون رواتب ضخمة، لكننى حاولت على قدر استطاعتى تسريحهم بطريقة لائقة، فطالما لم يلتزم الرياضى بقواعد العمل المنصوص عليها فى اللائحة عليه أن يقدم على إجازة مفتوحة أو يستقيل، وخلال رئاستى لشركة بتروجت منذ عام لم أعين أى رياضى أو مستشار فى الشركة. لكن الوضع الحالى فى الشركة يفضل أن يتحدث عنه مسؤولوها الذين يحرصون على الصالح العام أكثر من أى شىء.
■ وهل هذا ينطبق على رياضيى شركة إنبى؟
- ينطبق على الجميع، فالقواعد ولوائح العمل يجب أن تحترم، وعلى سبيل المثال خالد خليل، مدرب حراس مرمى الجونة، موظف فى شركة إنبى، وقد طلبت منه إما التفرغ للعمل أو تقديم إجازة بدون راتب من الوظيفة وهو ما حدث.
فالذى يعمل فى ناد يجب عليه الالتزام بقواعد العمل فى الشركة أو تقديم إجازة بدون راتب أو يستقيل من الشركة إذا لم تعجبه اللوائح.