بلهجة مصرية غير متقنة يطلب السائح «ديفيد» طلبه المعتاد وهو كوب من الشاى مع الشيشة على قهوة شعبية فى ضواحى القاهرة.. أصبح المنظر مألوفاً أن تجد المقاهى الشعبية فى مصر مقصدا للسياح بل إحدى أبرز المحطات على جدول زيارتهم للمحروسة.
«ديفيد» يقول إن أكثر ما يجذب السياح من كل الجنسيات إلى خوض تجربة المقاهى الشعبية هو أنها تتيح للأجنبى الانغماس فى تفاصيل الحياة المصرية البسيطة بعيدا عن صخب عالم المولات والكافيهات. وعند مرورك على مقهى شهير بالسيدة زينب تجد أمامك مجموعات من الأجانب تحتل مساحات واسعة فى المقهى، وعلى الرغم من أن هذا المقهى الشهير يقع بالقرب من المركز الثقافى الفرنسى إلا أن رواد المركز يفضلون تجربة المقهى على الجلوس داخل «الكافيتريا» الخاصة بالمركز.
وتقول «ريتا»:«أحب الأجواء الخاصة بالمقهى الشعبى، وأفضل منظر بالنسبة لى هو رجل الشيشة»، موضحة أنها تعلمت مصطلحات جديدة من خلال جلوسها على المقهى بشكل شبه يومى، ومن أبرز تلك المصطلحات أو المفردات كلمة «طقطوقة»، التى توصف بها الطاولات الخاصة بالقهوة، كذلك حجر الشيشة.
ويزداد ارتياد السياح المقاهى فى فصل الشتاء لأن الأفواج الخاصة بفصل الشتاء على عكس سياح المواسم الصيفية التى تكون فيها الأكثرية للسياح العرب بنسبة تزيد على الـ 09% عن الأجانب، وهى النسبة نفسها التى تشهدها زيادة الأجانب فى المواسم الشتوية، حيث اعتاد السياح الأجانب السكن فى الفنادق الصغيرة أو «البنسيونات» التى لا يزيد سعر الغرفة فيها على 20 دولارا فى الليلة، مقابل 300 إلى 350 دولاراً فى الفنادق الكبرى فى مصر.
محمد الطاهر، أحد الذين يرافقون الأجانب نسبة لمعرفته الجيدة باللغة الإنجليزية، يقول إن هؤلاء عندما يقدمون إلى مصر أو أى دولة أفريقية أو عربية للسياحة لا يحملون أمتعة كثيرة، ومبالغ لا تتعدى الألف دولار للفرد، فهم يعرفون قيمة الوقت والمال. وأشار إلى أن السياحة بالنسبة لهم تعنى اكتشافات جديدة ومبهرة، بحكم أنهم شغوفون بمعرفة كل التفاصيل عن المكان الذى يزورونه، لذلك هم يقومون بدراسة البلد الذى سيتوجهون له دراسة وافية عبر الإنترنت والخرائط التى يحملونها دائما معهم وبعد وصولهم، يستفسرون عن كل ما سمعوا أو قرأوا عنه، وحتى المشروبات الشعبية المصرية يسألون عنها بتفصيل كبير، مثل السحلب والقرفة والينسون، ومشروب النعناع، ويطلبونه دائماً أينما جلسوا فى المقاهى الشعبية.
والطريف أن أغلب هؤلاء عقدوا صداقات مع العاملين فى المقاهى الشعبية، وعرفوا أسماء المشروبات الشعبية وأصبحوا يطلبونها بالاسم وينطقونها باللغة العربية، حسب «عم أسامة»، عامل فى أحد مقاهى القاهرة الشعبية، الذى قال: «بالرغم من أن مجموعات الأجانب دائماً ما يرافقهم أحد المصريين، إلا أنهم يفضلون أن يطلبوا المشروبات بأنفسهم دون الاستعانة بالمترجم، وتجدهم سعداء عندما يطلبون مشروبا باللغة العربية».