قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن البحرية الإسرائيلية قد تتخذ إجراء ضد تهريب إيران للنفط، داعيا القوى العالمية لإحباط أى محاولة من طهران لتفادى العقوبات الأمريكية. وأضاف نتنياهو فى تصريحات لضباط البحرية الإسرائيلية أن إيران لاتزال تتبع إجراءات سرية لشحن الوقود، مثلما كانت تفعل قبل إبرامها الاتفاق النووى فى عام 2015، وانسحب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب العام الماضى من هذا الاتفاق وأعاد فرض بعض العقوبات بهدف وقف صادرات إيران النفطية تماما.
وقال نتنياهو: «تحاول إيران التحايل على العقوبات من خلال تهريب النفط خفية عبر مسارات بحرية، وبناء على مدى تلك المحاولات، سيكون للبحرية دور أكثر أهمية فى وقف هذه الأفعال الإيرانية، وأدعو المجتمع الدولى كله إلى وقف محاولات إيران للالتفاف على العقوبات عن طريق البحر، وقطعا، بأى وسيلة أخرى».
ولم يتضح كيف ستوقف إسرائيل أنشطة الشحن أو ما إذا كانت ستخاطر بمواجهة بحرية مباشرة مع سفن إيرانية. وتعد طرادات الصواريخ أكبر السفن الحربية لدى البحرية الإسرائيلية التى تمتلك أسطولا صغيرا من الغواصات، وأغلب نشاط البحرية الإسرائيلية فى البحرين المتوسط والأحمر، ووفقا لخبراء بحريين، تتضمن وسائل تهريب النفط الإيرانى تغيير أسماء السفن أو تسجيلها لدى دول أخرى، وإيقاف أجهزة تحديد مواقع السفن ونقل الشحنات من سفينة إلى أخرى فى عرض البحر وبعيدا عن المراكز التجارية الكبرى.
وفى المقابل، قال نائب وزير الخارجية الإيرانى، عباس عراقجى، إن بلاده تأمل أن يبدأ خلال أسابيع عمل الآلية الجديدة للتجارة مع أوروبا، التى تهدف إلى التعاون بين الجانبين فى التجارة إثر إعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات على طهران، ووضعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا الآلية الجديدة للتجارة بعملات غير الدولار الأمريكى مع إيران، ردا على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووى وإعادة فرض العقوبات الأمريكية التى تهدف إلى عرقلة اقتصاد إيران وقطاع النفط فى البلاد، وهو ما وضع الاتفاق على المحك.
وقال عراقجى فى تصريحات صحفية: «نأمل بأن تدخل آلية (إنستكس)، (آلية دعم المبادلات التجارية) حيز التنفيذ خلال الأسابيع المقبلة»، ويتعين على إيران أن تُنشئ آلية مناظرة لـ«إنستكس» يمكنها التعامل من خلالها. وقال عراقجى إنه يأمل أن يتم قبل العام الجارى إعداد الآلية الإيرانية.
ينظر إلى إنستكس على أنها وسيلة للمساعدة فى مقايضة صادرات إيران من النفط والغاز بمشتريات سلعية من الاتحاد الأوروبى، ويقول دبلوماسيون إنها فى الواقع ستُستخدم فقط للصفقات الأصغر، مثل مشتريات المنتجات الإنسانية أو الغذاء.
وقال عراقجى بعد اجتماع مع مسؤولين كبار من روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبى فى فيينا: «هذه لجميع البضائع والسلع الأولية، وليست فقط للسلع الإنسانية»، وأضاف: «لكن ربما تبدأ من السلع الإنسانية لتحديد أُطر تنفيذ أنشطة الأعمال مع إيران، وبعد تحديد الأُطر، يمكننا أن نحدد أنواع السلع الأخرى، بما فى ذلك السلع الخاضعة لعقوبات، والنفط بالطبع سيُضاف إلى هذه الآلية»، وقال عراقجى إن «إنستكس» خطوة فى الاتجاه الصحيح، لكن لم يتضح بعد حجم ما ستحققه، ونريد معرفة ما إذا كانت الآلية تستطيع تنفيذ المهمة عندما تدخل حيز التنفيذ، مضيفا أن المفهوم يمكن استنساخه فى مجالات أخرى. وصرح ميخائيل اوليانوف، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فى فيينا خلال الاجتماع، بأن سائر الموقعين على الاتفاق النووى «متحدون فى رأيهم بضرورة الحفاظ على الاتفاق». وقال: «هناك بعض المشاكل الخاصة بالمجال الاقتصادى، ولكننا نهدف إلى التغلب عليها بالسرعة الممكنة». وأضاف أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيران هى التى تحدد السرعة التى يمكن أن تصبح فيها آلية «انستكس» سارية بشكل تام، وأشار ممثل الاتحاد الأوروبى فى بيان بعد اختتام الاجتماع إلى أن الاتحاد الأوروبى سيواصل دعم العمل الجارى بهدف جعل هذه الآلية عملانية «بأسرع ما يمكن بالتنسيق الوثيق مع الآلية الإيرانية المقابلة».
وفى غضون ذلك، كشفت شركة مايكروسوفت أن إيران تهاجم خصومها عبر الفضاء السيبرانى، وأن مجموعة تدعى «هولميوم»، تضم قراصنة إيرانيين، نفذت أكثر من 2200 هجمة إلكترونية خلال العامين الماضيين.. ووفق المعلومات التى أوردها عملاق برمجيات الحاسب الآلى لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، فإن المجموعة التى اصطلح باحثون أمنيون على تسميتها بـ«إيه بى تى 33» استهدفت 200 شركة تمحور عملها فى مجال النفط والغاز وصناعة الآلات الثقيلة، كما شملت حملة القرصنة بلدانا عدة، من بينها السعودية وألمانيا والمملكة المتحدة والهند والولايات المتحدة، وتضمنت سرقة أسرار الشركات المستهدفة ومحو بياناتها، ما تسبب فى أضرار كلفت مئات ملايين الدولارات، وفق ما ذكرت «مايكروسوفت». وكانت واشنطن قد صنفت، الشهر الماضى، كيانين تابعين للحرس الثورى الإيرانى و10 أشخاص على قائمة العقوبات، بسبب تورطهم فى هجمات إلكترونية بالولايات المتحدة.