أبدى مسؤولون بريطانيون وأوروبيون تشاؤمهم إزاء استمرار المأزق حول اتفاق خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى «بريكست»، بسبب العقبات خلال مفاوضات الجانبين بشأن تعديل الاتفاق، فيما يتعلق بأزمة الحدود الأيرلندية، بينما واصلت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، الرد على تساؤلات النواب حول القضايا الخلافية في الاتفاق، اليوم، بالتزامن مع احتجاجات عمال في شركة هوندا اليابانية أمام مقر البرلمان البريطانى، رفضا لقرار الشركة إغلاق مقرها في بريطانيا.
وقال كبير مفاوضى الاتحاد الأوروبى في ملف «بريكست»، ميشال بارنييه، أمس، إنه لم يتم التوصل لحل للخروج من مأزق «بريكست»، بحسب ما نقل عنه المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، مرجريتيس سكيناس، وأضاف المتحدث أن بارنييه أبلغ المفوضية بأنه «لم يتم التوصل إلى أي حل في هذه المرحلة يكون متماشيا مع اتفاق الانسحاب البريطانى من الاتحاد الأوروبي»، وذلك عقب جولة المحادثات بين الجانبين في بروكسل، أمس، التي شارك فيها بارنييه، والنائب العام البريطانى، جيفرى كوكس، المستشار القانونى للحكومة، ووزير شؤون «بريكست»، ستيفن باركلى.
واعتبر «كوكس» أن بنود «شبكة الأمان» في اتفاق «بريكست» قد تصبح دائمة، وهو ما رآه مسؤولون من الجانبين مؤشرا على احتمال رفض مجلس العموم البريطانى الاتفاق مجددا إن لم يتم تعديله، ويعتبر الاتحاد الأوروبى «شبكة الأمان» بوليصة تأمين للحفاظ على الحدود مفتوحة بين أيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبى، وأيرلندا الشمالية، والحفاظ على عملية السلام في الجزيرة، وتنص على بقاء أيرلندا الشمالية في الاتحاد الأوروبى الجمركى بمعايير بروكسل، وهو ما تخشاه لندن وتطالب بتغيير تلك البنود لتفادى وجود التزامات تمنعها من مغادرة الاتحاد الجمركى بشكل منفرد، وهو ما ترفضه بروكسل، ويحاول الجانبان تجنب الخروج دون اتفاق ما يهدد بفوضى في الأسواق المالية العالمية.
وقال وزير التجارة البريطانى، ليام فوكس، أمس، إن الحكومة البريطانية توصلت إلى اتفاق عام بشأن الرسوم الجمركية على الواردات إذا خرجت دون اتفاق، وأفادت تقارير صحفية بأن لندن تخطط لخفض الرسوم الجمركية لما يتراوح بين 80 و90% من السلع إذا غادرت الاتحاد دون اتفاق، بما سيحقق منفعة للمستهلكين، لكنه سيضر بالقدرة التنافسية للمصانع والمزارع البريطانية، فيما حذر وزير الأعمال البريطانى، جريج كلارك، من «أن هناك مجموعة من الخيارات شديدة الصعوبة التي يجب المفاضلة فيما بينها إذا غادرنا دون اتفاق».