مؤسسات إعلامية تسقط في فخ «الأخبار الكاذبة» وتُعين مواطناً مُتوفَّيا وزيراً للنقل

كتب: عمر الهادي الأحد 03-03-2019 20:54

سقطت مؤسسات إعلامية مصرية ودولية بارزة، ضحية لتداول الأخبار الزائفة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرت خبر اختيار مواطن مُتوفَّى منذ 11 عاماً، وزيراً للنقل، خلفاً للدكتور هشام عرفات، الذي استقال عقب كارثة حريق محطة مصر.

وأسهبت فضائيات ومواقع صحف في ذكر مناقب المرشح «دكتور مهندس محمد وجيه عبدالعزيز» الذي أجمعت على أنه «صاحب إنشاء جميع محطات وأنفاق السكة الحديد المطورة بفرنسا وصاحب الطفرة في السكك الحديدية التي حدثت بالسويد على مدار ١٨ سنة الماضية، وحاصل على الأوسمة العليا من فرنسا في السكك الحديدية».

ونسبت أغلب وسائل الإعلام المتورطة الخبر إلى «مصادر مطلعة» و«مصادر بوزارة النقل» وصولاً إلى «مصادر بمجلس الوزراء»، لكن بعضها اكتفت بنسبه إلى وسائل إعلام أخرى.

واتضحت حقيقة الأمر حينما كشف المواطن خالد محمد وجيه، عبر حسابه على «تويتر»، أن المرشح للوزارة ليس سوى والده المتوفى عام 2008، وأنه كان وراء الترويج للخبر الزائف في تغريدة نشرها، مساء السبت، ثم حذفها بعد مرور ساعة و13 دقيقة، ولم يشر فيها إلى كون الاسم يخص والده، لكن وسائل إعلام عديدة كانت التقطت الشائعة وأعادت نشرها بوصفها من مصادرها الخاصة، دون الإشارة إلى التغريدة.

وأوضح «خالد» لـ«المصرى اليوم» أن والده الراحل لم يكن مهندساً من الأساس ولا علاقة له بملف النقل، بل كان يشغل موقعاً إدارياً بإحدى الشركات الحكومية قبل وفاته.

وحول دوافعه لاختلاق الخبر، قال «خالد»، الذي يعيش خارج مصر: «لقيت الناس بتردد شائعات كتير، ومحدش فكر يتأكد من حقيقتها، فقررت تأليف الخبر واختلاق تفاصيل عن دور المرشح في مجال السكك الحديدية بفرنسا والسويد لإثبات عدم مهنية بعض المنصات الإعلامية».

وأشار إلى أنه فوجئ بانتشار الخبر الملفق في العشرات من وسائل الإعلام: «بفتح التليفزيون لقيتهم قاعدين يمدحوا في أبويا الله يرحمه وإنجازاته الرهيبة، ولقيت مواقع نشرت صور لناس تانية على إنها صوره».

وتابع: «الرئيس عبدالفتاح السيسى يوجه انتقادات لمهنية الإعلام ومحدش بيصدق، فحبيت أثبت إن أي تويتة غير صحيحة ممكن تتحول لقصة في الإعلام».

وقال خالد وجيه إنه لا يخشى اتهامه بترويج الشائعات، مؤكداً أن ما نشره «لم يضر أحداً، والهدف منه تقديم درس في عدم الانسياق وراء ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى».

وشملت قائمة وسائل الإعلام التي تورطت في نشر القصة عدداً من الفضائيات المصرية، ومواقع صحف مصرية خاصة ومملوكة للدولة، فضلاً عن موقع قناة روسية دولية.