تعيش الجزائر حالة استثنائية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 18 من شهر إبريل المقبل، ذلك بعدما خرجت مظاهرات في الشارع الجزائرى، تقدمتهم المناضلة «جميلة بوحيرد» وعدد من السياسيين، احتجاجا على ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة، بسبب حالته المرضية التي أعاقته عن الحركة وتسببت في جلوسه على كرسى متحرك بعد إصابته بجلطة دماغية في عام 2013 قبل ترشحه للمرة الرابعة بسنة.
وشهدت الجزائر حالة من الغضب الشعبى عقب تأكيد ترشح الرئيس بوتفليقة في 10 من شهر فبراير الماضى، وبعد 12 يوما من الإعلان، انطلقت المظاهرات وهو ما دفع أجهزة الأمن لفض الكثير من الاحتجاجات بإطلاق الغاز المسيل للدموع، واعتقال عدد من الصحفيين، فيما قامت بالإفراج عنهم، وسقط حسين بن خدة (60 عاما) نجل الشخصية التاريخية، يوسف بن خدة، الذي كان أحد أبرز قادة ثورة التحرير، وشغل منصب رئيس الحكومة المؤقتة الثالثة بعد استقلال الجزائر، فيما تضاربت الأنباء حول ملابسات الوفاة.
وزادت حدة الغضب بعد تصريحات الوزير الأول، أحمد أويحيى، التي حذر فيها المتظاهرين بالقول: «إن الثورة السورية بدأت بالورود وانتهت بالدم» وهو ما اعتبره البعض رسالة لتخويف المتظاهرين السلميين، كما لاتزال ردود فعل غاضبة إثر تصريحات رئيس المجلس الشعبى الوطنى معاذ بوشارب، التي قال فيها إن الله بعث بوتفليقة رسولا لإصلاح الجزائر، وفى الوقت نفسه أكد مالك بلقاسم أيوب، عضو لجنة الإعلام المركزى بالحزب الحاكم، لـ«المصرى اليوم»، أن ترشيح بوتفليقة «ضمانة حقيقية للشعب الجزائرى من أجل الاستقرار الذي شهدته البلاد على مدار الأعوام الماضية»، موضحا أن مرضه لا يمثل إعاقة لعمله، في الانتخابات الرئاسية المقبلة حيث هناك قرابة 24 مليون جزائرى يحق لهم التصويت.
ومع ترشح ما يقرب من 200 مرشح محتمل للانتخابات الرئاسية أغلبهم مغمورون، يبقى 6 مرشحين بارزين على الساحة، وهم: عبدالعزيز بوتفليقة، وعبدالقادر بن قرينة، وعبدالعزيز بلعيد، وعبدالرازق مقرى، واللواء على غديرى، وعلى بن فليس، مما وضع الناخب في حيرة من الاختيار في ظل عدم وجود مرشح توافقى في صفوف المعارضة.
«المصرى اليوم» التقت مرشحين اثنين بارزين، هما: عبدالعزيز بلعيد وعبدالقادر بن قرينة، للوقوف على موقفيهما مما تشهده الجزائر، وكيف ينظران إلى المعركة الانتخابية المقبلة، التي تشير كل الظروف إلى أنها ستكون ساخنة للغاية، بشكل لم تألفه الجزائر منذ عقود.
قال المرشح الرئاسى الجزائرى، عبدالقادر بن قرينة، رئيس حزب حركة البناء الوطنى، إن التجربة أكدت أن مرض الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة فوَّت على البلاد مواقع مهمة، ووضع الدبلوماسية الجزائرية في حرج شديد أمام العالم عدة مرات.
وفى حواره مع «المصرى اليوم»، أضاف «بن قرينة»- الذي شغل منصب نائب رئيس البرلمان الأسبق، الوزير الأسبق للسياحة والصناعات التقليدية، وأسَّس الحركة مع عدد من رفاقه، بعدما خرج من «حركة مجتمع السلم»، التي تُعد الذراع السياسية لشجماعة الإخوان في الجزائر- أن الاتفاق على مرشح بعينه غير منطقى، فالجزائر لم تعد في مرحلة الزعيم «الملهم».المزيد
قال المرشح الرئاسى الجزائرى، عبدالعزيز بلعيد، رئيس جبهة المستقبل، المرشح الرئاسى في انتخابات 2014، إن الأزمة في بلاده «سياسية» في المقام الأول، مفضلا عدم ترك الساحة الانتخابية خالية حتى لا تكون في صالح السلطة الحالية، مشيرا إلى أن الشعب الجزائرى خرج في مظاهرات رافضة ترشيح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة من أجل التغيير.
المزيد