ترامب يتراجع: بيونج يانج مسؤولة عن وفاة الطالب الأمريكى

كتب: محمد البحيري, وكالات السبت 02-03-2019 22:18

تراجع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن تصريحاته السابقة التى قال فيها إنه يصدق زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون فيما يتعلق بقضية طالب أمريكى سجن هناك قبل عودته ووفاته، فيما أعلن مسؤول أمريكى أنّ الولايات المتّحدة وكوريا الجنوبيّة تعتزمان وقف مناوراتهما العسكريّة السنويّة المشتركة.

وواجه ترامب سيلاً من الانتقادات فى بلاده لقوله إنّه يصدّق ما ذكره الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون من أنّه لا علاقة له البتّة بوفاة طالب أمريكى كان مسجوناً فى كوريا الشمالية وأعيد إلى الولايات المتحدة فى حالة غيبوبة، حيث فارق الحياة. وعقب القمة الثانية التى جمعت بينه وبين «صديقه» كيم فى هانوى، الخميس، وانتهت إلى الفشل، سئل ترامب، خلال مؤتمر صحفى، عمّا إذا كان قد تطرّق مع الزعيم الكورى الشمالى إلى قضية الطالب أوتو وارمبير، الذى توفى فى يونيو 2017 عن 22 عاماً.

ورداً على هذا السؤال قال ترامب إنّ كيم «أبلغنى أنّه لم يكُن على علم بالأمر وأنا أصدّقه». وأضاف أنّ الزعيم الكورى الشمالى «يشعر بأسى إزاء هذه القضية. تحدّثت بشأنها معه وكان فعلاً يشعر بالأسى. كان على دراية تامة بالملف، لكنّه علم به لاحقاً». لكنّ كلمات ترامب فى هانوى كان لها صدى مزلزل فى الولايات المتحدة، حيث أثارت عاصفة من الانتقادات الشديدة حتى فى صفوف حزبه الجمهورى. غير أنّ ترامب عاد فى وقت لاحق وكتب على تويتر: «بالطبع أنا أحمّل كوريا الشمالية مسؤولية سوء معاملة وموت وارمبير»، مضيفاً: «لا أحبّ أن يُساء فهمى». لكنّ ترامب، وفى رسالته على تويتر، لم يأت على ذكر كيم جونج أون بالاسم. وكانت محكمة أمريكية قضت، قبل حوالى شهرين، بإلزام بيونج يانج بدفع مبلغ 501 مليون دولار كتعويض لتسببها فى وفاة وارمبير، مرجّحة تعرّضه للتعذيب أثناء اعتقاله فى كوريا الشمالية. ورفع والدا وارمبير دعوى قضائية ضد كوريا الشمالية فى محكمة منطقة واشنطن بعد إعادة الشاب البالغ 22 عاما من كوريا الشمالية، التى كان يزورها، إلى الولايات المتحدة فى 2017 وهو فى غيبوبة، ليتوفى بعد ذلك بأيام.

وسافر أوتو، الذى درس الأعمال والاقتصاد فى جامعة فيرجينيا، إلى كوريا الشمالية من أوهايو، لكنه اعتقل فى مطار بيونج يانج واتهم بارتكاب جرائم ضد الدولة بزعم إزالته ملصقاً دعائياً لكيم جونج أون. لكنّه عندما عاد إلى الولايات المتحدة بعد 17 شهرا كان فاقداً للبصر والسمع ويتناول الطعام عبر أنبوب ويصدر أصواتا غير مفهومة، وحدّد طبيبه السبب بتلف فى الدماغ ناجم على الأرجح عن عدم تدفق الدم إلى المخّ لفترة من 5 إلى 20 دقيقة. ونفت كوريا الشمالية أن تكون أساءت معاملة وارمبير، مؤكدة أنّه أصيب بنوع من التسمم الغذائى الذى يؤدى إلى خلّل فى الجهاز العصبى. من جانبه، أعلن مسؤول أمريكى أنّ الولايات المتّحدة وكوريا الجنوبيّة تعتزمان وقف مناوراتهما العسكريّة السنويّة المشتركة.

وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكى، الذى اشترط عدم كشف هوّيته، بعد يومين من قمّة بين ترامب والزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون فى هانوى، لم تُسفر عن أى اتّفاق، غير أنّ كلا الطرفين راغب فى إبقاء باب الحوار مفتوحًا.

وكان موقع «إن بى سى نيوز»، الأمريكى، قد نقل فى وقت سابق عن مسؤولين دفاعيَين أمريكيين أنّه تمّ تأجيل مناورات «فول إيجل» العسكريّة التى تُجرى عادةً فى الربيع.

وتُثير المناورات العسكريّة المشتركة، التى يُنظّمها الحليفان بانتظام، غضب بيونج يانج، التى ترى فيها تهديدًا لها. فى السابق، كان مئتا ألف جندى من كوريا الجنوبيّة وزهاء 30 ألف جندى أمريكى يشاركون فى مناورات «فول إيجل» و«كى ريسولف» العسكريّة المشتركة. لكن منذ أوّل قمّة بين ترامب وكيم فى سنغافورة، فى يونيو، قلّصت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أو ألغتا تدريبات عسكريّة مشتركة عدّة، ولم تعد القاذفات الأمريكية تحلّق فوق كوريا الجنوبية. واشتكى الرئيس الأمريكى مرارًا من كلفة هذه التدريبات.

من ناحية أخرى، طلب ترامب من الصين إلغاء الرسوم الجمركيّة على المنتجات الزراعيّة المستوردة من الولايات المتّحدة، بما فى ذلك لحوم البقر والخنزير، مشيرًا إلى أنّ المحادثات التجاريّة بين البلدين تسير جيّدًا.

وبرّر الرئيس الأمريكى طلبه هذا بالتقدّم الجيّد للمفاوضات الجارية حاليّاً بين البلدين، وكذلك بقراره القاضى بأن يُمدّد، إلى موعد غير مسمّى، المهلة التى منحها للصين قبل فرض زيادة الرسوم الجمركيّة التى كانت مقررة فى الأول من مارس.

وأضاف ترامب: «هذا مهم جدًا بالنسبة إلى مزارعينا العِظام - وبالنسبة لى!».

وأعلن مستشار البيت الأبيض، لارى كودلو، الخميس، أنّ «التقدّم (فى المفاوضات بين البلدين) كان مذهلاً»، مضيفًا «أعتقد أننا متّجهون نحو اتّفاق تاريخى». على صعيد آخر، طلب محامو بول مانافورت، المدير السابق لحملة ترامب الانتخابية، من القاضى المكلف، تحديد الحكم على موكلهم، بالحكم عليه «بأقل بكثير» من العقوبة القصوى التى يواجهها وهى السجن 24 عاما.

وكانت محكمة فى فرجينيا أدانت بول مانافورت (69 عاما)، فى أغسطس 2018، بالاحتيال الضريبى والمصرفى. وسيقرر القاضى عقوبته فى 7 مارس.

وترى وزارة العدل أن مانافورت أحد المقربين من ترامب وقاد حملته لشهرين، يجب أن يحكم عليه بالسجن لمدة تتراوح «بين 235 و293 شهرا»، أى بين 19 و24 عاما.

وقال محاموه إن هذه العقوبة «غير متناسبة مع الجرائم التى أدين بها مانافورت»، طالبين عقوبة «أقل بكثير» من الهامش الذى حددته وزارة العدل. وأشاروا إلى أن مانافورت لم يرتكب جنحا من قبل، وأن صحته تدهورت بعد 9 أشهر أمضاها فى السجن. وكتبوا أيضا أن «مانافورت يعترف بأن محاكمته كانت عادلة ويقبل حكم هيئة المحلفين ويشعر بالندم على أفعاله».

وفى محاكمة أخرى فى واشنطن، وافق مانافورت فى سبتمبر على الإقرار بتهمة تشكيل عصابة أشرار ضد قوانين الولايات المتحدة وبعرقلة عمل القضاء.

إلا أن القضاء رأى أنه كذب على مكتب التحقيقات الفيدرالى فى إطار اتفاق التعاون، وطالب مكتب المدعى الخاص لهذا السبب بعقوبة قاسية. بول مانافورت هو أحد 7 شركاء أو مستشارين سابقين لترامب اتهموا فى إطار التحقيق الذى يجريه المدعى الخاص روبرت مولر حول تواطؤ محتمل بين حملة ترامب وروسيا فى الانتخابات الرئاسية التى جرت فى 2016.