أجراس الخطر «7»
■ وأنا أكتب هذه السلسلة، أغمضت عينى متذكرا الزمن الجميل ونحن صغار.. الإمكانيات لا تُقارن بما نحن عليه الآن.. ما نتمتع به حاليا من اختراعات وتكنولوجيا فى شتى المجالات يفوق الوصف.. من قاموا به وقدموه لنا هم أهل الغرب ومعظمهم لا يدين بالإسلام، بينما معظم المسلمين مستهلكين ومستخدمين لما يقدمه هؤلاء، ومشاركتنا فى الاختراعات والتطوير محدودة للغاية.. الخلاصة تمتعنا ونحن صغار أكثر مما يتمتع به أحفادنا الآن!!
■ دعونى أطرح بعض الأمثلة: ما أنا عليه الآن سببه الرئيسى التعليم، تولى تعليمنا مدرسات ومدرسين مخلصين منهم قدوة لنا، كان التعليم مجانيا وكانوا يوزعون علينا وجبة غذائية ومواد تموينية نسلمها لعائلتنا.. كانت الأولوية للمدارس الحكومية فهى أفضل كثيرا من المدارس الخاصة.. للعلم منذ بداية المرحلة الابتدائية وحتى تخرجت فى هندسة القاهرة لم أحصل على أى درس خصوصى، ونادرا ما سمعنا عن معلم يسعى لذلك.. كانت هناك رحلات مدرسية مجانية للمتاحف والآثار منها زيارتنا للأقصر وأسوان ومشاهدة العمل فى السد العالى، والزيارة بمأكلها ومشربها وكل ما فيها.. مجانا.. «كانت أيام».