تساءلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الجمعة، عن أسباب قدرة بعض الحكام المستبدين على البقاء فى السلطة فى حين يسقط آخرون، وقالت إن الحكام المستبدين استطاعوا البقاء من خلال مكافأة مجموعة صغيرة من الأنصار، تتكون غالبا من كبار الضباط وموظفى الخدمة المدنية، أو من أفراد الأسرة الحاكمة ورجال القبائل، موضحة أن المسؤولية الأساسية لهؤلاء الموالين هى قمع المعارضة للنظام. لكن هذه الزمرة لا تقوم بذلك العمل القذر بدون مكافآت سخية.
وأضافت «إذا رفض مؤيدو الديكتاتور قمع الانتفاضات الجماهيرية أو إذا انشقوا عليه، فعندها سيكون فى ورطة حقيقية»، فالسبب الأول فى نجاح الحكام المستبدين أنه يجعل الأولوية الأولى مكافأة المقربين، وبعد ذلك يأتى الشعب. وبعد أن يضمن الأتباع الحصول على المنافع، فستقمع أى حركة احتجاج وبشدة.
وقالت الصحيفة إن هناك 3 أنواع من الحكام معرضون لأن يتخلى عنهم أتباعهم: الزعيم الجديد والزعيم الضعيف والزعيم المفلس، موضحة أن الديكتاتور الحديث العهد بالسلطة لا يعرف الدهاليز المؤدية إلى خزائن المال، ولا يعرف كيف يشترى ولاءات رخيصة وفعالة فى الوقت ذاته. لذلك فخلال المراحل الانتقالية، يمكن لأصحاب المشاريع الثورية انتهاز الفرصة للإطاحة بنظام جديد هش.
أما الحاكم المستبد الذى ضربته أو نظامه الشيخوخة، فيتسرب إلى المقربين منه الشك بأن نظامه قادر على تقديم الامتيازات والأموال التى تضمن ولاءهم. وهم يعلمون أنه لا يستطيع أن يدفع لهم من داخل قبره. عندئذ يتراجع الولاء، مما يزيد من احتمالات بقاء قوات الأمن فى مقارها بدلاً من وقف الانتفاضة.
وقالت الصحيفة إن العدوى أيضا تلعب دوراً مهماً فى زمن الثورات لكنها لا تؤدى تلقائيا إلى انفجار ثورات مستنسخة، فمثلا فى دول الخليج الغنية بالنفط إما لم يكن هناك أى احتجاج وإما تم إسكات الاحتجاجات بالقوة وهو ما حدث فى البحرين موضحة أن السبب هو أن الأنظمة المستبدة الغنية بالموارد لديها إيرادات، لكن قادة الدول الفقيرة لا يتمكنون من منع التعبئة الشعبية بسهولة، وهذا هو السبب فى أننا نتوقع من دول مثل المغرب وسوريا القيام بإصلاحات.