«البعثة العربية» تبدأ مهمتها فى سوريا الثلاثاء .. و«العربى» يطالبها بـ«الشفافية»

قبل ساعات من زيارة بعثة المراقبين العرب المرتقبة إلى مدينة حمص المضطربة، اليوم الثلاثاء، شهد حى بابا عمرو المتمرد المحاصر بآلاف الجنود قصفاً عنيفاً بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، الإثنين ، من قبل القوات الأمنية السورية، مما أدى إلى سقوط 23 قتيلاً وعشرات المصابين، فيما تم اعتقال 34 مواطناً فى حى صلاح الدين، فى مدينة حلب، خلال تفريق مظاهرة، الأحد، مما أسفر عن إصابة 7 أشخاص.

ونقل «المرصد» السورى عن ناشط من الحى قوله «إن الوضع مخيف جداً.. والقصف اليوم أعنف من الأيام الـ3 الماضية التى تعرض فيها الحى للقصف».

وطالب «المرصد» مجدداً، المراقبين العرب - الذين باشروا عملهم الإثنين فى المدن السورية وذلك تماشياً مع خطة سلام عربية - بالتوجه الفورى إلى حى بابا عمرو كى يتوقف القتل المستمر بحق أبناء الشعب السورى.

وفى الوقت نفسه، أكد رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، مدير مركز «لاهاى» لملاحقة المجرمين ضد الإنسانية فى سوريا، عبدالكريم ريحاوى، أن الحكومة السورية استبقت البعثة العربية ونقلت المعتقلين الذين يزيد عددهم على 70 ألف معتقل، للثكنات العسكرية التى تمنع منعاً باتاً من زيارتها.

ونقلت صحيفة «الشروق» الجزائرية عن «ريحاوى» قوله إن الحكومة السورية عمدت إلى «تغيير أسماء بعض الشوارع لتضليل البعثة العربية، وذلك بعد علمها بالشوارع التى ستزورها الوفود العربية».

وقال «ريحاوى» إن السودانى محمد أحمد مصطفى الدابى، رئيس بعثة المراقبين العرب التى تتوجه إلى دمشق حاليا على دفعات لتطبيق اتفاقية المراقبين، كان «مطلوباً للجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال عمله فى دارفور وأسقط اسمه، ثم إنه من حزب البعث السودانى، ولهذا لن يلتزم الحياد فى تقاريره، بل سيبدى تعاطفاً معه».

وبدوره، بحث الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربى، الإثنين ، مع الوفد العربى المشارك فى مهمة بعثة المراقبة فى المدن السورية تفاصيل المهمة والأهداف التى يجب أن يحققها من خلال الرصد والمتابعة فى «المدن الأكثر التهابا»، وهى: حمص وأدلب ودير الزور ودرعا.

وقال نائب رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان، محمد سالم الكعبى، إن العربى طالبهم «بالمصداقية والشفافية فى عمليات الرصد والمراقبة لما يجرى على الأراضى السورية، والبعد عن أى تأثيرات خارجية»، فيما قال مصدر مسؤول بالجامعة العربية إن بعثة المراقبة سيصل عددها إلى حوالى 80 مراقبا فى الأيام المقبلة، وذلك بعد التحاق الوفد العراقى والسودانى بمهمة البعثة».

فيما أكد نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير أحمد بن حلى، قائلاً: «ناقشنا جميع الإجراءات الخاصة بمهمة المراقبين، وأماكن تنقلهم وإيوائهم، وسيتواصل الحوار والاتصالات بين الجامعة العربية ورئيس البعثة فى دمشق، الذى سيحدد أماكن تنقلهم». وأوضح أن «كل مدينة سيكون فيها مكتب لأفراد البعثة».

وبدوره، شدد عضو البعثة من المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أنور مالك، على أن البعثة ستكون لديه الحرية المطلقة فى تحركاتها فى المدن السورية.

جاء ذلك فى الوقت الذى نظم فيه عشرات النشطاء السوريين وقفة بالشموع، مساء الأحد ، أمام مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة تحية لأرواح الشهداء، واحتجاجاً على برتوكول «الجامعة العربية». ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بحماية الشعب السورى والاعتراف بالمجلس الوطنى السورى، وهتف المتظاهرون: «ياللا إرحل يا بشار.. زى معمر يا بشار»، و«بالروح والدم نفديك يا شهيد».

يأتى ذلك فيما نفت وزارة الخارجية الروسية، الإثنين ، أنباء ترددت عن قيام فاروق الشرع، نائب الرئيس السورى، بـ«زيارة سرية» إلى موسكو، مشيرة إلى أن لعبة الدبلوماسية السرية لا تتناسب مع روسيا، وأن الاتصالات مع القيادة السورية تجرى فى موسكو وفى دمشق وفى نيويورك وفى عواصم أخرى، وأضافت: «هذه الاتصالات معروفة جيدا».

كانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية ذكرت فى وقت سابق أن روسيا اقترحت على فاروق الشرع تولى مهام الرئيس السورى، بشار الأسد، لفترة انتقالية وحتى إجراء انتخابات، على أن يحصل الأخير على لجوء سياسى فى موسكو.