السيسي: «فلسطين» قضيتنا الأولى.. و«الهجرة» ستشهد تعاونًا مثمرًا بين العرب وأوروبا (فيديو)

كتب: نورهان مصطفى الأحد 24-02-2019 18:19

داخل مركز شرم الشيخ الدولي للمؤتمرات، بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، القمة «العربية- الأوروبية»، بتوجيه الشُكر والتحية إلى المُتحدثين الأساسيين المشاركين في الجلسة الافتتاحية، إذ قال: «أصحاب الفخامة والسعادة.. فخامة الرئيس دونالد توسك، معالي السيد أحمد أبوالغيط، رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي.. أرحب بكُم في مدينة السلام، شرم الشيخ، التي تجسد اقتناعًا مصريًا خالصًا نحو تحقيق السلام، كما تجسد هذه المدينة الآمنة، أسمى قيم التعايش والتعارف والمحبة، احتضنت ملتقيات تاريخية».

وأضاف: «من دواعي سروري أن تستضيف مصر أول قمة، وهذا ليس غريبًا على مصر، شهد تاريخها امتزاجًا بين الحضارات».

وتابع السيسي: «انعقاد قمتنا الأولى اليوم هو خير دليل على التعاون والاهتمام والحرص المتبادل بين الطرفين العربي والأوروبي، على فكرة تعزيز الحوار، وتدعيم قنوات التواصل المتبادلة، وأملاً في تقديم رؤية مشتركة لمواجهة الصراعات التي تواجه منطقتنا، لأن التصدي لتلك التحديات، بشكل فردي أمر يصعب تحقيقه».

وعن التحديات، قال السيسي إنها تتمثّل في عدة عناصر، أهمها، تفاقم ظاهرة الهجرة، تنامي خطر الإرهاب البغيض الذي بات يستشري في العالم كالوباء.

واستطرد: «إننا اليوم في أمس الحاجة لتأكيد وحدتنا وتعاوننا أمام هذا الخطر، والوقوف صفًا واحدًا ضد هذا والوباء، الإرهاب مختلف عن المعارضة السلمية الحقيقية، التي نقبلها جميعًا، كظاهرة صحية ومقوم أساسي لأي حياة سياسية سليمة».

وعن أهم الصراعات المُعاصرة، قال السيسي: «أصحاب الجلالة والفخامة، لقد تجسدت التحديات المشتركة في بؤر الصراعات في المنطقة، أهمها القضية الفلسطينية، التي تُمثل قضية العرب المركزية الأولى، وأحد الجذور الرئيسية لتلك الصراعات، بسبب استمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، في ظل غياب الرغبة الأساسية في التوصل على تسوية شاملة، رغم أن التسويات باتت معروفة، وموثقة في تشريعات عمرها من عمر الأمم المتحدة».

وحذّر السيسي من استمرار تداعيات هذا النزاع على كل الدول، نطالب بإحلال التسوية بين جميع الأطراف الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن ترك الصراعات سيمثل تقصيرًا ستسأله عننا الأجيال القادمة، مضيفًا: «هذه ليس رسم صورة قاتمة، إنما الغرض منه التحدث بالصراحة اللازمة، لا توجد حلول سحرية لتجاوز تلك الأزمات، لكن هُناك مفاتيح لحل ذلك.. من المفترض تعزيز التعاون بين دولنا، لمواجهة الطائفية والتطرف، مع التأكيد بالتوازي على حق الشعوب في تحقيق طموحاتها».

وتابع: «أتساءل بكل صراحة مع الأشقاء، ألم يحن الوقت للاتفاق على مقاربة لمواجهة الإرهاب؟، لمواجهة فكرية مستنيرة مع المنابع الأيدلوجية، ومنع التمويل والدعم المقدم لهم.. وبغرض إنجاح المقاربة، لابد من التنفيذ الكامل لجميع أركانها، مع تكاتفنا جميعًا لمواجهة ذلك.. أصبح من الضرورة القصوى، أن تتحول منطقة الشرق الأوسط من منطقة للنزاعات إلى النجاحات، ما يتطلب تعاونا صادقا بين الدول العربية والأوروبية، والعمل مع أطراف النزاع، لتسوية تلك النزاعات».

وأضاف الرئيس: «أصحاب الجلالة والفخامة، تتعدد التحديات وتتعدد الفرص أيضًا، والتي إذا استثمرناها جيدًا، سيصبّ الرخاء على ضفتيّ المتوسط، والتعاون في المجالات الصناعية والزراعية والطاقة.. إننا ننظر لقضية الهجرة، ليس كتحدي، وإنما كمجال واعد للتعاون، تتميز المنطقة العربية بوفرة الأيدي العاملة، والمنطقة الأوروبية تتطلب الأيدي العاملة، بتوفير هجرة آمنة.. واحترام مبدأ سيادة الدول. وأن نشير إلى أن مصر تستضيف عددا كبيرا من اللاجئين، وتكرم ضيافتهم، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة».

وأكد السيسي أن عام 2018 شهد تطورًا نوعيًا في الهجرة الآمنة والنظامية.

واختتم الرئيس كلمته قائلا: «اسمحوا لي أن أوجه حديثي لشعوب منطقتنا، أيتها الشعوب الملمة بالسلام، داعية إياكم بعدم الالتفات لدعاة الفرقة والكراهية.. كل فرد منّا على اختلافه، يسعى لعالم أفضل وللأجيال من بعده، وما من سبيل لذلك إلا بالتعاون والتعلم من الآخر، وسيأخذنا ذلك لرحاب أوسع من العمل المشترك مستندين إلى قيم حضارتنا الإنسانية ويقيننا في وحدة مصير جميع البشر».