أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أهمية تعظيم التعاون والتنسيق المصري السعودي، كدعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون السيادية لدول المنطقة ومحاولات بث الفرقة بينها، والتي أفضت مؤخرا إلى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية والمتطرفة.
وشدد الرئيس السيسي، خلال استقباله الملك سلمان، مساء السبت، على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج العربي كامتداد للأمن القومي المصري ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، السفير بسام راضي، بأن الرئيس السيسي رحب، خلال اللقاء، بزيارة العاهل السعودي ضيفا عزيزا على مصر، لا سيما في ظل هذا التوقيت الدقيق الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط العديد من التطورات المتلاحقة، معربا عن التقدير والمودة التي تكنها مصر قيادة وشعبا لشخص الملك وللأواصر التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين.
من جهته؛ أكد الملك سلمان أن زيارته الحالية لمصر تأتي استمرارا لمسيرة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين وما يجمعهما من مصير مشترك ومستقبل واحد، ودعما لأطر التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، مبديا تطلعه لأن تضيف هذه الزيارة زخما إلى الروابط المتينة والممتدة التي تجمع بين الدولتين على المستويين الرسمي والشعبي.
وأشاد العاهل السعودي بالجهود المصرية التي أفضت إلى تنظيم القمة العربية الأوروبية الأولى في شرم الشيخ، والتي من شأنها أن تسهم في تعظيم آليات التشاور المتبادل بين العالمين العربي والأوروبي، فيما يخص التهديدات المشتركة المتصاعدة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن المباحثات بين الزعيمين تناولت سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين لاسيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة في ضوء ما يتوافر لدى الجانبين من فرص استثمارية واعدة، فضلا عن الاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما.
وأضاف السفير بسام راضي أن المباحثات تطرقت كذلك إلى عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، كسوريا واليمن وليبيا وأمن البحر الأحمر والقضية الفلسطينية، حيث عكست المناقشات تفاهما متبادلا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، وتم الاتفاق على مواصلة بذل الجهود المشتركة؛ سعيا نحو التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة؛ بما يحفظ سيادتها وسلامتها الإقليمية، لا سيما من خلال العمل على بلورة رؤية شاملة تكفل تعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.
وأشار إلى أن الزعيمين تبادلا وجهات النظر بشأن آفاق التعاون بين البلدين في أفريقيا، لا سيما في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي، وذلك عن طريق استثمار الفرص التنموية الواعدة والوفيرة بالقارة فضلا عن العمل على صيانة استقرارها وأمنها.