تتسع الفجوة بين طرفي الصراع في فنزويلا مع تمسك الرئيس نيكولاس مادورو بالسلطة، واستمرار الدعم الأمريكي والغربي لزعيم المعارضة خوان جوايدو، فيما باتت المساعدات الإنسانية غطاء تستخدمه واشنطن لتبرير تدخلها في شؤون كراكاس، حسب محليين.
«جوايدو» أعلن السبت دخول أول شاحنة مساعدات إنسانية عبر الحدود البرازيلية، في تحد لنظام الرئيس «مادورو» الرافض للمساعدات باعتبارها «ذريعة للتدخل الأمريكي»، وقرر إغلاق الحدود مع البرازيل لمنع وصول المزيد من الشاحنات عبر حليفة واشنطن.
كولومبيا سارت على نهج البرازيل في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى فنزويلا، وشهدت الحدود بين البلدين مناوشات عسكرية، فيما قررت كراكاس قطع العلاقات الدبلوماسية مع بوجوتا، وأمهل «مادورو» الدبلوماسيين الكولومبيين 24 ساعة لمغادرة البلاد.
«مادورو» قال في خطاب: «نفد الصبر، لا أستطيع أن أتحمل الأمر بعد الآن، لا يمكننا الاستمرار في تحمل استخدام الأراضي الكولومبية في الهجمات على فنزويلا. ولهذا السبب قررت قطع كل العلاقات السياسية والدبلوماسية مع حكومة كولومبيا الفاشية»، على حد قوله.
الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو عبدالعاطى، يرى أن «المساعدات الأمريكية غرضها الأول سياسي، ترامب لا يهتم بحقوق الإنسان أو الديمقراطية إلا إذا كانت تخدم مصالحه، وأمريكا تريد التخلص من أكبر دولة اشتراكية في أمريكا اللاتينية».
يقول «عبدالعاطى» لـ«المصري اليوم»: «الولايات المتحدة تريد إضعاف صورة مادورو أمام الرأي العام الدولي بإظهار عجزه عن السيطرة»، فيما يرى الباحث في مركز الأهرام، مصطفى كمال، أن «المساعدات قد تشكل خطرا أمنيا على فنزويلا بتسلل المقاتلين عبر الحدود».
يعول «كمال» على المؤسسات الفنزويلية، خاصة المؤسسة العسكرية، في ترجيح كفة أحد طرفي الصراع، ويقول لـ«المصري اليوم«: «بقاء مؤسسات كبيرة بحجم القوات المسلحة إلى جانب مادورو يعزز صموده ضد أي تهديد»، مؤطدًا أن «الخيار العسكري مطروح بقوة».
يضيف «تاريخيًا، كان للولايات المتحدة تدخلات سياسية وعسكرية في شؤون جيرانها الجنوبيين، منذ أعلن الرئيس الأسبق جيمس مونرو شكلا من أشكال الحماية على الدول اللاتينية مطلع القرن الـ19»، مشيرا إلى أن «ترامب دائما ما يلوح في خطاباته حول فنزويلا بالحل العسكري».
في المقابل، يستبعد الباحث عمرو عبدالعاطى أي خيار عسكري في فنزويلا، ويقول «الأزمة تأتى في سياق صراع دولي، ومادورو يلقى الدعم من روسيا والصين، ولا تضمن واشنطن عواقب الحل العسكري، فضلا عن أن الأستراتيجية الأمريكية الحالية تميل إلى الانسحاب من مناطق الصراع».
يرى «كمال» أن خيارات النظام الفنزويلي باتت ضئيلة، خاصة بعد دخوله في عزله إقليمية واعتراف أغلب الدول اللاتينية بـ«جوايدو» رئيسا، فضلا عن توسع «مادورو» في قطع العلاقات مع الدول، مشيرا إلى أنه رغم ذلك إلى تلقيه الدعم من المؤسسة العسكرية.
يتمتع «مادورو» بدعم «حلفاء أقوياء مثل روسيا والصين وتركيا وإيران»، يقول «كمال»، ويضيف «موسكو وبكين عطلتا مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن لدعم البرلمان الفنزويلي بقيادة جوايدو»، متوقعا اتجاه كراكاس لإنشاء قوات دولية لحماية حدودها».