شهدت فنزويلا يوما حاسما، السبت، مع توجه زعيم المعارضة رئيس البرلمان، خوان جوايدو، وأنصاره إلى كولومبيا، لإدخال المساعدات الأمريكية المكدسة منذ أيام، فيما واصلت قوات الجيش الموالية للرئيس الفنزويلى، نيكولاس مادورو، إغلاق حدود البلاد لمنع دخول المساعدات التى اعتبرها مادورو ستارا لتدخل عسكرى أمريكى ومؤامرة للإطاحة به، وحشد كل من مادورو وزعيم المعارضة الذى نصب نفسه، رئيسا بالوكالة للبلاد، أنصارهما للتظاهر، فى العاصمة أمس، وقرب مناطق حدودية، على خلفية الصراع حول إدخال المساعدات الأمريكية، بينما أطلقت القوات الفنزويلية، أمس، الغاز المسيل للدموع وطلقات مطاطية لتفريق حشد معارض كان يطالب بعبور جسر أورينيا المؤدى إلى كولومبيا، وردد أنصار المعارضة هتافات: «نريد أن نعمل» أثناء مواجهتهم شرطة مكافحة الشغب التابعة للحرس الوطنى الفنزويلى التى كانت تقطع المعبر، وهو أحد المعابر العديدة التى أمر مادورو بإغلاقها، وسعى أنصار جوايدو فى كولومبيا عبور الحدود حاملين مواد الإغاثة إلى فنزويلا.
وانتقل جوايدو من العاصمة كراكاس فى موكب سيارات نوافذها معتمة إلى كولومبيا عشية الموعد الذى حدده لدخول عشرات الأطنان من الأغذية والأدوية التى تم تجميعها منذ 7 فبراير فى مستودعات فى كوكوتا، وأعلن جوايدو أن الجيش ساعده على تحدى حظر السفر الذى فرضته عليه حكومة مادورو، خلال ظهوره المفاجئ، أمس الأول، فى حفل موسيقى خيرى فى كولومبيا للضغط من أجل إدخال المساعدات، عند الحدود مع البرازيل، وقال جوايدو بينما كان يقف إلى جانبه رؤساء كولومبيا وتشيلى وباراجواى والأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية إن «السؤال هو كيف وصلنا إلى هنا بينما أغلقوا المجال الجوى وكل أنواع العبور البحرى وسدوا الطرق»، وأضاف: «نحن هنا لأن القوات المسلحة أيضا بالتحديد شاركت فى العملية»، وأعلن جوايدو «قررنا فتح كل الحدود»، بينما دعا الرئيس الكولومبى إيفان دوكى الذى يصف حكم مادورو ب«الديكتاتورى»، ونظيره التشيلى سيباستيان بينييرا، الجيش الفنزويلى إلى الوقوف فى «الجانب الصحيح من التاريخ» والسماح بدخول المساعدات.
وقال سفير فنزويلا الجديد فى القاهرة، ويلمر عمر بارينتوس، إن رئيس بلاده، نيكولاس مادورو، ملتزم باليمين الدستورية التى أداها، مؤكدا فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن التاريخ سيحاسب رئيس البرلمان، خوان جوايدو، الذى انقلب على الشرعية والذى يتبع واشنطن، التى تريد نهب ثروات بلادنا النفطية، وأشار إلى أن الحوار هو الحل الوحيد بعيدا عن التدخلات الأجنبية فى الشأن الداخلى الفنزويلى، وأكد أن الجيش والشعب الفنزويلى مستعدون للدفاع عن البلاد ضد التهديدات الأمريكية.
وأدانت الولايات المتحدة «بشدة» استخدام الجيش الفنزويلى القوة بعد مقتل شخصين من السكان الأصليين فى فنزويلا خلال محاولتهما منع جنود من إغلاق معبر حدودى مع البرازيل، وقال البيت الأبيض فى بيان إن «الولايات المتحدة تدين بشدة استخدام الجيش الفنزويلى القوة ضد مدنيين عزّل ومتطوعين أبرياء».
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أمس الأول، السلطات الفنزويلية إلى عدم استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين، بعد أن أطلقت الشرطة النار على شخصين وقتلتهما خلال محاولتهما منع إغلاق معبر حدودى مع البرازيل.
وقال جوتيريش فى بيان: إن «الأمم المتحدة ستستمر فى العمل بما يتوافق مع مبادئ الإنسانية والحيادية والنزاهة والاستقلالية والعمل مع المؤسسات الفنزويلية لتقديم العون للناس الذين يحتاجون إلى المساعدة».
وكشف وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، عن دور بلاده فى الأزمة المحتدمة بفنزويلا، وحث مواطنى كوبا ونيكاراجوا على القيام بما سماه تغييرا سياسيا فى بلديهما، وأعرب بومبيو عن أمله فى أن يكون شعب فنزويلا، وشعب نيكاراجوا وكذلك كوبا، أدركت الحاجة إلى التغيير السياسى فى بلدانها، حسب تعبيره، وأكد فى مقابلة مع صحيفة «تيليموندو» الناطقة بالإسبانية، أن الولايات المتحدة بدورها مستعدة لدعم هذه التغييرات، إذا كانت شعوب هذه الدول تريدها.