اختتم المؤتمر الدولي السنوي للسمنة والتغذية العلاجية، فعالياته الجمعة، بحضور المئات من الخبراء الأجانب والمتخصصين من الأطباء ويناقش الجديد في تشخيص وعلاج السمنة ومضاعفاتها، ويستعرض الأبحاث المصرية والدولية وتبادل الخبرات في هذا التخصص.
وخلال جلسة «100 مليون صحة» عرض الدكتور جمال عصمت، أستاذ الأمراض المتوطنة والجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة القاهرة، عضو اللجنة القومية العليا لمكافحة الفيروسات الكبدية، جهود الدولة في مكافحة فيروس سي، ودور اللجنة في الحملة القومية لمسح فيروس سي والأمراض غير السارية، مشيرا إلى أن نظام ممارسة الطب في مصر، سوف يختلف تماما بعد انتهاء هذه الحملة القومية، وسوف تعيد الحكومة توزيع الخدمات جغرافيا طبقا لنتائج المسح، حسب أعداد الإصابات بكل مرض في كل محافظة ومنطقة وإقليم جغرافي.
وفقا لنتائج المرحلة الأولى قال عصمت: بلغ متوسط نسبة الإصابة بفيروس سي 4%، تصدرتها الفيوم ب 6%، أما نسبة ارتفاع السكر بالدم فوق 200، بين المفحوصين، فبلغ متوسطها 4%، تصدرتها بورسعيد بـ 6%، وبلغ متوسط ارتفاع ضغط الدم عن 140/90، ملل زئبق 21%، حيث بلغت بورسعيد 30%، وبلغ متوسط نسبة الإصابة بالسمنة 37%، تصدرتها دمياط بنسبة 47%.
وتحدثت الدكتورة غادة نصر، أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية الطب جامعة القاهرة عن وضع الأمراض غير السارية في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، والذي يضم 22 دولة.
وقالت أن الأمراض غير السارية الرئيسة أربعة، وهي القلب، والأوعية الدموية، والسرطان، والسكري، والأمراض التنفسية المزمنة، ويتزايد عبء هذه الأمراض بشكل غير متناسب بين البلدان ذات الدخل المنخفض، وتتسبب في 60% من الوفيات بالإقليم.
وتحدثت نصر، عن أسباب الوفيات المبكرة من الأمراض غير المعدية، والتي يتصدرها الفقر، والذي يتسبب في عراقيل للوصول إلى الأدوية، والتكنولوجيا الآمنة، والجودة، والفعالية، للوقاية من الأمراض غير السارية والكشف عنها وفحصها وتشخيصها وعلاجها. وثاني الأسباب، هو تأثير عولمة تسويق وتجارة المنتجات الضارة بالصحة وكذلك قلة النشاط البدني.
عرضت غادة نصر عوامل الخطر السلوكية وتتضمن تعاطي التبغ، واستهلاك الكحول على نحو ضار، والنظام الغذائي غير الصحي، بما في ذلك تناول الملح وكمية الصوديوم، وعدم النشاط البدني، وزيادة الوزن والسمنة، وهناك عوامل الخطر الفسيولوجية الرئيسية، منها ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع السكر في الدم، وارتفاع الكوليسترول.
وواصلت نصر: وتحتوي خطة العمل الدولية لمنظمة الصحة العالمية على 9 أهداف طوعية وقائمة السياسات وعددا من التدخلات منها تقليل الملح في الغذاء والتخلص من الدهون الصناعية المتحولة والمشبعة، وتقليل استهلاك السكر، وتشجيع الرضاعة الطبيعية الخالصة في الـ 6 أشهر الأولى من العمر، وتناول الخضر والفاكهة، وإعداد حملات إعلامية جماهيرية للتوعية بالغذاء الصحي.
وقالت الدكتورة مايسة شوقي أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية الطب جامعة القاهرة، نائب وزير الصحة للسكان سابقا، خلال المؤتمر، أن الحكومة المصرية تقوم بجهد كبير في الحد من الفقر منذ عام 2015، وأثنت على إعلان البنك المركزي انخفاض نسبة التضخم بالتزامن مع تدشين منظومة التأمين الصحي، مما سيضمن استقرار برامج الوقاية والعلاج لكل فئات المجتمع. وأن الحملات الرئاسية تقوم بجهود كبيرة لبناء المواطن المصري من خلال توفير منظومة صحية تضمن التغطية الشاملة والجودة العالية، وذلك من خلال تدشين التأمين الصحي الشامل، والقضاء على قوائم الانتظار، ومبادرات قومية «نور حياة» و«حياة كريمة»، وغيرها..
وأكدت شوقي، أن الإصابة بفيروس سي وارتفاع ضغط الدم والداء السكري وزيادة الوزن والسمنة، تتطلب جميعها تدخلا تغذويا يرتبط بوجود كوادر طبية مؤهلة، من أطباء التغذية العلاجية والتمريض وأخصائيو التغذية، وتوصي بضرورة التوسع في إنشاء أقسام التغذية العلاجية في كليات الطب والتمريض، وكذلك التوسع في التدريب المهني المعتمد، لإعداد كوادر طبية تعمل بجودة فائقة تلبي احتياجات المجتمع.
وتتوقع شوقي أن الخريطة الصحية في مصر سوف تتغير، وسوف يعاد توزيع الخدمات، بشكل يتناسب مع نتائج الحملة الرئاسية «100مليون صحة» .