يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأحد، بمدينة شرم الشيخ، أول قمة على مستوى القادة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، بحضور رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية، لبحث سبل تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية.
وتناقش القمة عدة قضايا مهمة، حيث ترى الدول الأوروبية أن التعاون الإقليمي القوي يعد مفتاحا لمواجهة التحديات الحالية في ضوء التزام كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي نحو دعم النظام الدولي ومتعدد الأطراف استنادا إلى القانون الدولي، وذلك من خلال دعم التعاون مع منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، والذي تجلي بوضوح في مشاركة الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني في الرباعية الدولية المعنية بالأزمة في ليبيا وترويكا (جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة).
كما تتعاون جامعة الدول العربية مع الاتحاد الأوروبي في العديد من ملفات الأمم المتحدة مثل أجندة 2030 للتنمية المستدامة والجهود الدولية للتصدي لتغير المناخ ومنع انتشار الأسلحة.
ويركز الحوار السياسي والتعاون بين الجانبين على العديد من الملفات الإقليمية مثل عملية السلام في الشرق الأوسط والأزمات في كل من سوريا واليمن وليبيا والعراق، ومواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، بهدف إيجاد حلول دائمة لضمان الأمن والسلام في المنطقة.
وتتطلب التهديدات المتنامية والتحديات المشتركة للإرهاب عابر الحدود، التوصل إلى موقف موحد بشأنها، وذلك من خلال التعاون المشترك لدعم جهود التحالف العالمي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي مع الالتزام الكامل لكل من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية باحترام حقوق الانسان وسيادة القانون والقانون الدولي الإنساني.
في سياق متصل، شهدت العلاقات العربية– الأوروبية تطورا كبيرا في السنوات الماضية حيث دخل الحوار والتعاون بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية مرحلة جديدة خلال الأزمة الليبية عام 2011 من خلال فتح حوار رفيع المستوى يعقد بشكل دوري ويركز على التحديات الإقليمية.
وقد عقدت خمسة اجتماعات بين وزراء الخارجية العرب ونظرائهم الأوروبيين، الأول في مالطا عام 2008، والثاني في القاهرة عام 2012، والاجتماع الثالث في أثينا عام 2014، والاجتماع الرابع في القاهرة عام 2016 والذي اتخذ قرارا بعقد قمة على مستوى القادة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي.. وأخيرا، الاجتماع الخامس في بروكسل في الرابع من فبراير الجاري للأعداد لهذه القمة.
وعلاوة على ذلك، تم تشكيل مجموعة عمل معنية بأسلحة الدمار الشامل والأسلحة الصغيرة والخفيفة عام 2015 والتي تجتمع بشكل دوري فضلا عن تشكيل مجموعات عمل لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وذلك في إطار الحوار بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.