القمة «العربية - الأوروبية».. علاقات المصير والمسار (فيديو)

كتب: محسن سميكة الخميس 21-02-2019 21:38

تنطلق فعاليات القمة العربية – الأوروبية، الأحد، في مدينة شرم الشيخ، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، ويمتلك العرب والأوروبيون تاريخا طويلا من التبادل الثقافي والاقتصادي والتجاري والسياسي، إضافة إلى القرب الجغرافي والاعتماد المتبادل.

وأعدت رئاسة الجمهورية مقطع فيديو عن القمة تحت عنوان «المنطقة العربية.. أوروبا.. المصير والمسار»، وحمل أبرز تصريحات الرئيس السيسي عن العلاقات العربية الأوروبية، حيث أكد الرئيس من قبل أن التعاون بين الدول العربية والأوروبية هو تعاون ممتد عبر التاريخ بحكم الجوار الجغرافي والصلات الممتدة والعلاقات المتشابكة، وهو الأمر الذي جعل أوروبا أكبر شريك للمنطقة العربية، وهناك إمكانيات كبيرة لتعميق التعاون على مختلف الأصعدة وفى شتى المجالات.

وأشار الرئيس إلى أن هذا التعاون بين المنطقتين العربية والأوروبية يعد أمراً مهماً، فعدم الاستقرار في المنطقة العربية يؤثر على أوروبا، والعكس أيضاً صحيح، وعلى سبيل المثال فإن الأزمات التي مرت بها بعض الدول العربية والتى أدت إلى تفاقم ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين، أثرت بشكل مباشر في استقرار الدول الأوروبية، ومؤدى ذلك أن هناك حاجة في المرحلة الحالية إلى مزيد من التواصل والتنسيق بين الجانبين لإيجاد أرضية مشتركة لمعالجة المشكلات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ولهذا تعد القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ فرصة وخطوة مهمة في هذا الاتجاه، وسيعقبها العديد من الخطوات الأخرى.

يعقد الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية لقاءات منتظمة على مستويات مُختلفة، ويتم تنظيم لقاءات لمسؤولين رفيعي المُستوى بشكل منتظم خلال العام، حيث يلتقي سفراء السياسة والأمن الأوروبيون مع الممثلين الدائمين لجامعة الدول العربية سنوياً، وتعقد لقاءات وزارية على مستوى وزراء الخارجية كل سنتين.

ويعمل الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية معا من خلال منهجية جماعية وتعاونية متعددة الأطراف على التعامل مع التحديات المُشتركة التي يواجهها الطرفان على المُستويات المختلفة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية أو أمنية.

ويعتبر التعاون الإقليمي القوي أساساً لإيجاد حلول للتحديات الحالية التي تواجهها الدول العربية الأوروبية، حيث يشترك الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية الالتزام في تعزيز التعددية ونظام دولي يقوم على أساس القانون الدولي والعمل من أجل زيادة التعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

ويضم الحوار السياسي والتعاون بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ملفات إقليمية عديدة ومواضيع أفقية تحتل أولويات الأجندات لدى الطرفين، من العملية السلمية للشرق الأوسط وسوريا واليمن وليبيا والعراق إلى محاربة الإرهاب والهجرة والهدف الوحيد المُشترك وهو البحث عن حلول دائمة من أجل تحقيق السلام والاستقرار.

يتعاون الاتحاد والجامعة في مواجهة تهريب الأسلحة المحظورة من خلال مشروع يقدر بمبلغ 2.7 مليار يورو لبناء القدرات والتدريب في مجالات مراقبة الأسلحة التقليدية لدى الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، كما تم إنشاء مجموعة عمل للرقابة على أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة والسلاح عام 2015 كجزء من الحوار الاستراتيجي بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، حيث تلتقي مجموعة العمل بانتظام لتقييم مدى تقدم عملها.

وتعد الجامعة والاتحاد ملتزمين بالحرب العالمية على الإرهاب من خلال عملهما المُشترك لدعم جهود التحالف العالمي ضد داعش، مع الحفاظ على الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وسيادة القانون والقانون الدولي الإنساني، كما يعمل الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، عبر إطار عمل الحوار الاستراتيجي بينهما، على تشكيل مجموعات عمل لمكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة.

وفيما يتعلق بالإنذار المبكر والاستجابة للأزمات عمل الاتحاد الأوروبي منذ عام 2012 على دعم مشروع تعزيز قدرات الاستجابة للأزمات لدى جامعة الدول العربية، حيث ساعد بمبلغ 4.4 مليون يورو على تمويل إعداد غرفة أزمات جامعة الدول العربية وتهدف إلى تعزيز قدرات جامعة الدول العربية على الاستجابة للأزمات.

أما التبادل الدبلوماسي بين الطرفين، فيهدف مشروع الدورة التدريبية والمعلوماتية حول الدبلوماسية الأوروبية العربية «الحوار» الممول من الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز الحوار بين المسؤولين العاملين في مؤسسات الاتحاد الأوروبي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

تهدف المرحلة الثانية من هذه المُبادرة إلى زيادة تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وتوسيع نطاقه ليشمل المزيد من الأشخاص والمجالات المتعددة ذات المصلحة المُشتركة ومن خلال الجهود الموحدة بين برامج العمل المشتركة التي تجمع بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.