شهر رحيل فارس الفرسان

كتب: اخبار الإثنين 18-02-2019 22:59

الراحل مجدى مهنا، ما تحرك لسانك طيلة حياتك بكلمة (لا)، ما طرق بابك مستجير، إلا وأجرته. ولا مستعين إلا وأعنته بعون الله وفضله. فكنت أهلا لقول أحد الشعراء فى مجال السخاء والكرم والجود والوفاء (ما قال لا قط إلا فى تشهده. ولولا التشهد لكانت لاؤه نعم) طيب الله ثراك وأكرم مثواك وجعل الجنة مأواك بما قدمت يداك.

لقد عرفت الحق، فعز عليك أن تراه مهضوما، وعرفت العدل فعز عليك أن تراه مهجورا، وعرفت الصدق فعز عليك أن تراه منكورا. ومن هنا انطلقت ممتطيا جوادك فارسا نبيلا، شاهرا قلمك متحديا ألمك، مخترقا جسور الفساد، مقتلعا جذور الفاسدين. بإیمان متين وعزيمة لا تلين، دون أن تخشى فى الحق لوم اللائمين.

ولعل فى مقولتك لأحد الضالين المنافقين (یا ضلالی!) والتى مازالت محفورة فى الأذهان، لخير دليل وبرهان على جرأة وجسارة قلم، قلما يجود به الزمان. ماخضت هذا من أجل عرش تعتليه، ولا مقام تجتبيه ولا مال تجتنيه. ولكن من أجل وطن تحميه ومظلوم ترضيه، وظالم ترديه وحق تعليه. مهما قلنا فيك فلن نوفيك ولن نكفيك. وتكفيك الحشود التى توافدت من كل حدب وصوب، لتصلى على جثمانك الطاهر وتودعك بكل معانى الحزن والأسى، داعية لك بالرحمة والمغفرة.

عميد متقاعد- محمد محمود سلامة- الإسكندرية