«الخشت»: التوجهات الوطنية بشأن الملف الأفريقي من أولويات الجامعة

كتب: محمد كامل الإثنين 18-02-2019 21:03

قال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة تضع على أجندة أولوياتها دعم التوجهات الوطنية بشأن الملف الأفريقي وربط البحوث العلمية بسياسات الدولة المصرية والاقتصاد القومي والأهداف الاستراتيجية للدولة الوطنية.

جاء ذلك، خلال كلمته في افتتاح الدورات التدريبية لمشروع 1000 قائد أفريقي، الذي أطلقته الجامعة في يناير الماضي، تزامناً مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، وذلك بحضور الدكتور محمد على نوفل، عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا، وأعضاء مجلس الكلية، وأكثر من 400 متدرب أفريقي من الدورة الأولى.

وأضاف «الخشت» أن كلية الدراسات الأفريقية العليا تسعى لاستعادة الدور الهام الذي أنشئ من أجله منذ البداية معهد الدراسات الأفريقية، قبل أن يتم تحويله إلى كلية، حيث تُعد الكلية من أكبر المؤسسات المتخصصة في الشؤون الأفريقية في المنطقة، ولها دور حيوي وفعال في خدمة السياسات المصرية في أفريقيا بوصفها بيت خبرة أفريقي في تدريب وتأهيل الشباب المصري والأفريقي في شتى الشؤون الأفريقية، بما يسهم في رسم سياسة تضع على رأس أولوياتها خدمة المصالح المصرية ومصالح الدول الأفريقية وتعظيم الاستفادة من الشباب لتحقيق النهضة والتنمية، مشيرًا إلى أن الكلية تعمل على أن يتم التسجيل لدرجات الماجستير والدكتوراة في موضوعات مرتبطة بتحديات واقعية تواجه القارة الأفريقية.

وأكد «الخشت» أن مصر لديها سياسة تدرك العمق الاستراتيجي لها على مستوى الدول العربية والأفريقية، وهي تعي أهمية أفريقيا كبعد اقتصادي وثقافي وسياسي وعمق استراتيجي، موضحًا ان مشروع 1000 قائد أفريقي مساهمة من جامعة القاهرة في المبادرة المصرية لتدريب وتأهيل 10 آلاف شاب أفريقي، التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال فعاليات منتدى أفريقيا 2018 ديسمبر الماضي في شرم الشيخ.

وأوضح رئيس جامعة القاهرة أن مشروع 1000 قائد أفريقي يخدم السياسة المصرية لتحقيق مزيد من الانفتاح على أفريقيا وتوطيد أواصر التعاون مع الدول والشعوب الأفريقية، من خلال توظيف العلم والبحث العلمي والطاقات الشبابية لخدمة أفريقيا، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد نشاطًا مكثفًا في جامعة القاهرة على مستويات متعددة لمساعدة القيادة المصرية في مهتمها في رئاسة الاتحاد الأفريقي، وذلك تأكيدًا لدور جامعة القاهرة نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية المصرية وتعزيز العلاقات المصرية الأفريقية، ومضيفًا أن القائد الأفريقي لابد أن تكون لديه مهارات قيادية.

وأشار «الخشت» إلى أن قارة أفريقيا من أقدم قارات العالم وهي غنية بمواردها، كما أن الإنسان الأفريقي يمتلك قدرات كبيرة وسيكون على رأس الحضارة في المستقبل، لافتًا إلى أن الإنسان الأفريقي المتواجد في الدول المتقدمة عندما يتوافر له التأهيل والتعليم الصحيح يكون هو الحصان الرابح للتقدم في هذه الدول، قائلًا: «نحن لسنا معنيين بالمضمون السياسي، ولكننا نهتم بالمهارات ولا فرق بين مصري وأفريقي أو بين مسلم ومسيحي أو أي ديانة أفريقية أخرى، فنحن هنا بصفة واحدة وهي أننا أفارقة».

ولفت رئيس جامعة القاهرة إلى أن إطلاق مشروع 1000 قائد أفريقي يستهدف بناء قدرات الشباب المصري والأفريقي وتجهيز مجموعة من المتدربين المؤهلين والمسلحين بالأدوات العملية والنظرية والقادرين على قيادة مجموعة من الملفات ذات الأهمية، وذلك من خلال التدريب المستمر وتنمية مهارات التفكير الإبداعي والمهارات العملية لديهم.

وأعلن «الخشت» أنه يتم الإعداد الآن على قدم وساق في كلية دار العلوم، لبدء مشروع تعليم اللغة العربية للأفارقة الناطقين بلغات أخرى، ويشمل في مرحلته الأولى ألف أفريقي، لافتًا إلى أن جامعة القاهرة ترحب بكل الطلبة الأفارقة وتقدم لهم كل الدعم والعون حتي يعودوا إلى بلادهم ولديهم مهارات تؤهلهم لتنمية بلادهم، مؤكدًا أن مصر تستعيد قوتها الناعمة، وأفريقيا تستعيد مصر مرة أخرى، لكي يسير الجميع في وحدة الحضارة والإنسانية لمساعدة الإنسان للعيش في سلام وتعاون مع الآخرين.

وقال الدكتور محمد على نوفل، عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا، إن الكلية تعني بالشأن الأفريقي والظهير الاستراتيجي الأفريقي على المستوى السياسي والأمني، موضحًا أن هناك توجهات للكلية نحو القارة الأفريقية في كافة المجالات خاصة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.

وأشار «نوفل» إلى أن مشروع ألف قائد أفريقي يتضمن تدريب الشباب على برامج عملية تطبيقية في مجالات، (الإدارة، السياسة، الاقتصاد، الإعلام، ريادة الأعمال المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر)، وذلك من خلال ورش عمل تطبيقية ونماذج محاكاة لتعظيم الاستفادة من التدريب وتكوين جيل من الشباب الأفريقي قادر على القيادة بشكل عملي وتطبيقي، لافتًا إلى أنه تم فتح باب التسجيل في المشروع في شهر يناير الماضي، وتقدم له أكثر من 5 آلاف شاب من 34 دولة أفريقية وعربية، وتم عقد مقابلات لجميع المتقدمين بالكلية، وأسفرت عن اختيار 1000 متدرب من أكثر من 20 دولة كمرحلة أولى تعقبها مراحل أخرى.

وقال «نوفل» إن جامعة القاهرة تضم 3500 طالب أفريقي، كما ترسل الجامعة العديد من البعثات والقوافل الطبية إلى دول أفريقية مختلفة.