مرشد «الإخوان»: لن نرشح أحداً لـ«الرئاسة» ومن يخالف فلينتظر قراراً بالفصل من الجماعة

كتب: هاني الوزيري الأربعاء 08-06-2011 18:10

أعلن الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن «الجماعة» لن ترشح أحداً من أعضائها فى انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، وتوعد أى عضو يخالف القرار وقال: «من يخالف القرار عليه انتظار قرار مجلس شورى الجماعة بفصله منها».


وأضاف «بديع»، خلال مؤتمر جماهيرى فى سوهاج لافتتاح مقر «الجماعة» الجديد بالمحافظة: نحن لا نلعب بالسياسة ولا نكذب ولا نداهن، ونحن قوة تنظيمية كبيرة بفضل حب الناس لنا لأنهم جربوا صدقنا وأكد أن «الجماعة» دفعت دماءً كثيرة من أبنائها، طوال السنوات الماضية، من أجل الوصول إلى هذه القوة، وأنها لا تقبل أى دعم أو أموال من أى جهة أو دولة خارجية، «ومن يتهمنا بذلك عليه إثبات ما يقول».


وأشار إلى أن المرجعية الإسلامية للدولة المدنية هى الضمان الوحيد لكل المصريين، مسلمين وأقباطاً، ومن يرفضون ذلك ويطالبون بمدنية الدولة، بعيداً عن المرجعية الإسلامية، يناقضون أنفسهم لأنهم يرفضون القيم والأخلاق.


وأضاف: «المواطن المصرى لن يصبح صالحاً بعد أن ضيعه النظام البائد، إلا إذا التزم بقيم السماء، وأولها الإيمان ومكارم الأخلاق، التى دعا إليها الإسلام ومن قبله المسيحية».


وأكد «بديع» أنه سيرتب لرئاسة وفد من «الإخوان» لزيارة البابا شنودة، داخل الكاتدرائية المرقسية فى العباسية، عقب عودته من رحلته العلاجية من أجل الاطمئنان على صحته. ولفت إلى أنه سبق له الاتصال بـ«البابا» تليفونياً بعد ثورة 25 يناير، من أجل الاطمئنان على صحته وطلب منه أن يُسمعه نكتة.


وقال: «الخليفة عمر بن الخطاب أوصى بالأقباط وهو على فراش الموت، والشيخ سيد قطب أوصانا بالأقباط فى أسيوط، لكن (مبارك)كان يسعى لتأجيج الفتنة بين المسلمين وبعضهم البعض من جانب، وبين المسلمين والأقباط من جانب آخر».


وأضاف «بديع» موجهاً حديثه إلى شباب الإخوان: «ضعوا أيديكم فى أيدى أبناء المحافظة مسلمين ومسيحيين، واحرسوا ثورتكم، وضعوا فى آذانكم قطناً، ولا تستمعوا إلى دعاة الفتنة، وارجعوا صفاً واحداً، كما كنتم فى التحرير». وأكد أن «الذين يحاولون التفريق بين أبناء هذه الأمة هم أعداؤها».


وتابع: «نظام مبارك البائد كان يعمل على إحداث الوقيعة بيننا وبين الجيش، بإحالتنا إلى المحاكمات العسكرية، لكننا لا نكره جيشنا، ونعلم أنه كان مجبراً على ذلك».


وقال «بديع»: «جماعة الإخوان تتمتع الآن بروح جديدة، وهناك أكثر من 90 دولة حول العالم تحمل دعوتها لأننا نحمل الخير لكل الناس، واعتبر أن الثورة كانت ثأراً من الله للإمام حسن البنا، بعد 62 عاماً على استشهاده» - وفق قوله.


وهاجم «بديع» جريدتى «المصرى اليوم» و«الأهرام» واتهمهما بعدم الدقة فى نقل تصريحات وأخبار «الجماعة» وصياغتها وتأويلها على خلاف الحقيقة. وفق قوله - وقال فى رده على سؤال لمراسل «المصرى اليوم»: «بينى وبين جريدتكم خلاف شديد، فأنتم تحبون الجدل فى الجوانب الخلافية، والناس عندها ضيق من طريقة عرضكم لأخبارنا و(الإخوان) كلمتها واحدة، ورأيها واحد وقرارها صادق، لأن أعضاءها يخافون الله والمؤمن لا يكون كذاباً».


فى سياق متصل، أكد «بديع»، خلال الجزء الثانى من حواره للتليفزيون المصرى، عبر برنامج اتجاهات للإعلامى محمد موافى، أن «الجماعة» لا تريد المنافسة على رئاسة الجمهورية، حتى لا يقال إنها متصدرة المشهد السياسى، وتابع: نبحث عن آلية لا تأتى بديكتاتور جديد. وقال: عندما يخالف شخص قرارات الجماعة لابد من اتخاذ موقف منه، وأنه عندما يخرج شخص ويقول سأترشح للرئاسة نقول له: «خالفت المبدأ»، وأنه فى هذه الحالة لابد من إعادة الأمر إلى مجلس شورى الإخوان، لاتخاذ القرار تجاهه. وأوضح أن الخلاف مع الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، الذى أعلن نيته الترشح لرئاسة الجمهورية، ليس شخصياً، وأن «الجماعة» لن تدعمه أو غيره، حال مخالفته قرارها.


وتابع: «لا يوجد شخص أقرب للحصول على دعمنا فى انتخابات الرئاسة المقبلة حتى الآن، ولن نقول رأينا إلا بعد إغلاق باب الترشيح، وإذا وجدنا إجماعاً على شخصية من القوى الوطنية فلابد أن نحترم هذا القرار ونتشاور فيه».


وأوضح أن «الجماعة» أعيدت إليها كل الجمعيات والمدارس والمستشفيات التى أغلقها النظام السابق. ولفت إلى أن رجال جهاز مباحث أمن الدولة السابق كانوا لا يأمنون على أبنائهم سوى فى مدارس «الإخوان». وأوضح أن حزب «الحرية والعدالة» والقناة الفضائية التابعين للجماعة، سيكونان مفتوحين لكل المصريين، وأشار إلى أن القناة لن تكون موجهة، ولن تفرض عليها «الجماعة» أى وصاية، وستكون قناة حوارية وإخبارية ولها حرية الإدارة، مع احترام الأخلاق التى ينادى بها الشعب.


وكشف «بديع» أن «الإخوان» كان لديها 92 فريق كرة قدم فى عهد حسن البنا، مؤسس الجماعة، منها فريقان حصلا على موافقة اتحاد الكرة، وكان لديها شركة مناجم ومحاجر، و«فنانون إخوان». ولفت إلى أن «الجماعة» تبحث حالياً عن وسيلة لإنشاء ناد رياضى، وشراء أرض له وإشهاره، ودعا إلى إنشاء لجان شعبية مشتركة لتحقيق الأمن وتقديم الخدمات للمحتاجين والأيتام.


وانتقد ما يتردد عن أن النظام السابق كان يستخدم «الإخوان» ثم يطيح بهم، وأنهم لم يتعلموا من الدروس، بقوله: الإخوان قدموا نصائح للنظام البائد، لكنها لم تجد استجابة، وتابع: مازلنا نقدم النصيحة للسلطة، وقلت للمجلس العسكرى عندما تحسنون سنقول لكم أحسنتم، وعندما تسيئون سنقول لكم أسأتم، ولن نخوّنكم فيما تخطئون فيه. ودعا القوى السياسية إلى ترك أجندتها والتوحد من أجل مصر لحماية ثورتها.