الكويت على أعتاب أزمة سياسية.. ومحللون ونواب يتحدثون عن انقسام داخل الأسرة الحاكمة

كتب: وكالات الأربعاء 08-06-2011 17:59

تتجه الكويت نحو أزمة سياسية عميقة، فيما يكثف مجلس الأمة «البرلمان» الضغط على الحكومة بسبب عدم كفاءتها واتهامها بسوء الإدارة، ويرى محللون ونواب أن انقسامات داخل الأسرة الحاكمة بدأت تطفو علنا على السطح، بينما تنتظر البلاد عودة الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر، للبحث عن مخرج.

قالت صحيفة السياسة الكويتية إنه مع عودة أمير البلاد خلال ساعات بعد إجرائه فحوصات طبية ناجحة فى بريطانيا تنتعش الآمال بحسم القضايا والملفات العالقة، وعلى رأسها التوتر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، على خلفية «سباق الاستجوابات المحموم» فى البرلمان، لرئيس الوزراء ونائبه.

وفى مايو الماضى كشف رئيس الوزراء الكويتى الشيخ ناصر المحمد الصباح النقاب عن حكومته السابقة التى قدمت استقالتها، لتفادى استجواب من أعضاء مجلس الأمة، بشأن سوء استغلال الأموال العامة، وما لبثت أن عاود النواب هجومهم على الحكومة الجديدة وأبدوا رغبتهم فى استجواب رئيس الوزراء ونائبه الشيخ أحمد الفهد الصباح، بشأن مزاعم سوء إدارة أموال عامة وفساد وعدم الكفاءة، وهو ما نفاه رئيس الوزراء ونائبه.

ويقول نواب ومحللون إن الانقسام داخل الأسرة الحاكمة يزكى العداء بين الحكومة والبرلمان، لأن أفرادا بالأسرة الحاكمة يستغلون البرلمان كوسيلة ضغط من أجل تنفيذ أجندتهم. وفى مقال نادر دعت صحيفة «القبس» الكويتية أبناء الأسرة الحاكمة إلى إنهاء الصراع فيما بينهم واتهمت أفرادا لم تسمهم باستغلال البرلمان فى صراعهم على السلطة. وقالت «إنه لأول مرة يجرى الصراع فى العلن ويصل إلى هذه الحدة».

قال عبدالرحمن العنجرى النائب الليبرالى فى مجلس الأمة إن «الكويت تمر بمرحلة صعبة فى تاريخها، فأقطاب الأسرة الحاكمة كانوا متحدين دائما، لكن يوجد صراع فى الأسرة الأن»، وقال المحلل السياسى شفيق جبرة: «لن يتحسن الوضع، الحكومة ضعيفة وثمة فراغ والبرلمان يعارض رئيس الوزراء». ويواجه الشيخ ناصر معارضة فى البرلمان منذ توليه منصبه فى عام 2006، لكن محللين يقولون إن التوتر يتصاعد مع نزول نواب البرلمان ونشطاء المعارضة للشوارع، وسط مطالب بإقالة رئيس الوزراء، وتعهدت الحشود بمواصلة الاحتجاج حتى يرحل رئيس الوزراء، ولا يرى شفيق جبرة سبيلا للخروج من هذا المأزق، لأن الأسرة الحاكمة تعتبر الهجوم على رئيس الوزراء «خطا أحمر»، كما أن أمير الكويت سيواصل دعم الشيخ ناصر، ويقول محللون إن أمير البلاد يواجه موقفا صعبا، لأن حل البرلمان - كما حدث 6 مرات من قبل - ربما لن يجدى هذه المرة، لأنه لو تم حله سيتشكل برلمان أقوى وستتصاعد المطالب السياسية وسيصبح الوضع أصعب.

ويرى بعض المحللين أنه يبدو أن بعض أفراد أسرة الصباح يعدون أنفسهم ليوم يتعين فيه على شيوخ الأسرة الحاكمة تسليم الراية لجيل أصغر سنا ويشجعون النواب على الهجوم على الشيخ ناصر ونائبه الشيخ أحمد.

وفى الوقت نفسه، كشفت مصادر برلمانية أن النواب صالح عاشور والدكتور يوسف الزلزلة وفيصل الدويسان وعدنان المطوع - بحثوا مع رئيس الوزراء إحالة نائبه للاستجواب أمام اللجنة التشريعية وقالت المصادر إن الحديث تطرق لضرورة التضامن الوزارى من أجل عبور الاستجوابين، سواء الاستجواب الموجه إلى رئيس الوزراء أو نائبه. وفى الوقت نفسه، نفى مصدر كويتى موثوق أنباء أفادت باستقالة وزير الإعلام سامى النصف من منصبه . وقال المصدر إن النصف سيعود إلى الكويت خلال ساعات من رحلته العلاجية ليواصل عمله. ويبدى المستثمرون قلقهم من أن يعطل الجمود السياسى خطة الدولة للتنمية، لانشغال نائب رئيس الوزراء كونه المسؤول عن تنفيذها بمواجهة النواب، وتعانى البلاد تراجع الاستثمارات الأجنبية.