قال جريجور أروين، مدير القسم الاقتصادى بالخارجية البريطانية، إن مصر ستواجه خيارات صعبة فى المرحلة المقبلة وعلى رأسها إعادة هيكلة دعم الطاقة الذى يستنزف وحده 20% من الإنفاق العام، ويذهب قسط غير قليل منه إلى غير مستحقيه ملمحا إلى أن أى حل لهذه المشكلة سيسبب إحباطا للبعض لكن لا مفر من العلاج.
وأضاف أروين فى لقاء صحفى بالسفارة البريطانية، مساء الثلاثاء، أنه لاحظ خلال زيارته التفقدية الحالية للقاهرة أن كل المصريين يريدون نموذجا اقتصاديا جديدا لبلادهم يحقق النمو القوى والعدالة الاجتماعية وأن هذا التوجه يفرض على كل القوى السياسية ضرورة تقديم برامج تقنع الناخبين بأنها تستطيع تحقيق هذا الحلم.
وأشار إلى أن المناقشات السياسية مازالت تغلب على الساحة رغم أن إعلان مشروع الموازنة الجديدة فتح مجالات للحوار حول الأجور والدعم والعجز المالى.
وذكر أن إبرام اتفاق مع صندوق النقد أمر مهم لأن دولا ودوائر استثمارية عديدة تنتظر تقرير الصندوق عن مصر لتعرف منه نقاط القوة والضعف فى الاقتصاد المصرى مشيرا إلى أن الاستثمارات الأجنبية تنتظر حسم ملفى الأمن والسياسة حتى تعود للعمل بمصر.
وتوقع أن يتحسن تصنيف مصر عالميا بفضل التغيرات فى نظم الضرائب وقوانين مكافحة الفساد غير أن مؤسسات التصنيف تراعى فى المقام الأول قدرة البلد على سداد التزاماته الخارجية.
من جانب آخر قال دانييل دراك، سكرتير أول اقتصادى وسياسى بالسفارة، للصحفيين إن بريطانيا أجرت مناقشات فنية مع معنيين مصريين مؤخرا حول إجراءات تجميد الأموال المهربة وطرق استعادتها، مؤكدا أن بلاده لم تتأخر فى تطبيق قرار الاتحاد الأوروبى بتجميد أموال الرئيس السابق وأركانه غير أنه قال إنه لا يستطيع الكشف عن تفاصيل أرقام الأموال لأن القانون الإنجليزى يمنع ذلك.
نفى دانييل قيام إنجلترا بعرض بيع معدات أمنية على مصر مشيرا فى الوقت نفسه إلى اهتمام الأمم المتحدة ودول كثيرة منها إنجلترا بتقديم العون فى مجال استعادة الأمن وتنشيط دور الشرطة مرة أخرى.
وأضاف أن مصر كانت آمنة جدا وأن الوضع الحالى غريب عليها ويقلق المصريين والأجانب.
وأوضح دانييل أنه لم يصدر أبدا تحذيراً للسياح البريطانيين من القدوم إلى مصر، وأن كل ما جرى هو التنبيه بالابتعاد عن القاهرة والإسكندرية فقط مشيرا إلى أن السائحين الإنجليز يفدون إلى المدن السياحية المصرية المعروفة بشكل طبيعى.
ولفت إلى أن ديون إنجلترا لدى مصر محدودة جدا ولذا لم تدر حولها مناقشات أو محادثات بغرض مبادلتها أسوة بدول أخرى مثل إيطاليا.