تترقب باكستان غدا، زيارة ولى العهد السعودى محمد بن سلمان لإبرام عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بقيمة 20 مليار دولار بما يسهم فى إنقاذ اقتصاد البلاد المتعثر، وذلك فى مستهل جولة ولى عهد السعودية الآسيوية التى تشمل باكستان وإندونيسيا وماليزيا والهند، وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس»، أن الملك سلمان بن عبد العزيز، فوَّض ولى العهد، فى إبرام الاتفاقيات مع باكستان خلال جلسة مجلس الوزراء التى عقدت فى 12 من فبراير الحالى.
وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية، أمس، أن ولى العهد السعودى سيبدأ زيارة دولة إلى إسلام آباد فى 16 فبراير تأمل باكستان أن يتم خلالها التوقيع على العديد من اتفاقيات الاستثمار لدعم اقتصادها المتعثر، وأوضحت الوزارة فى بيان أنه «خلال الزيارة ستوقع باكستان والسعودية على عدد من الاتفاقيات المتعلقة بمختلف القطاعات»، وقال البيان إن «البلدين سيناقشان طرق وسبل تطوير آلية متابعة قوية لضمان التطبيق الفعال وإحراز التقدم السريع حول قضايا التعاون الملموس»، وحجز الوفد السعودى فندقين 5 نجوم، ووصلت قوات الحرس الملكى الخاصة إلى باكستان فى وقت سابق للمساعدة فى ترتيبات الأمن، بحسب مسؤول فى بلدية إسلام أباد، ويضم الوفد السعودى المرافق لولى العهد، حوالى 1100 مسؤول ورجل أعمال، وتم الانتهاء من تجديد المقر الرسمى لرئيس الوزراء الباكستانى، عمران خان، وسيكون ولى العهد أول ضيف دولة يقيم فى المبنى الحكومى المخصص لرئيس وزراء باكستان، والذى سيستقبل ضيفه فى المطار، كما سيكون ولى العهد ضيف الشرف فى مؤتمر الاستثمار الدولى المقرر عقده فى إسلام آباد خلال زيارته. ومن بين الاستثمارات المتوقع الاتفاق عليها خلال الزيارة، بناء مصفاة نفط بقيمة 10 مليارات دولار فى باكستان، وتشييد مجمع للنفط فى ميناء جوادر الاستراتيجى على بحر العرب الوجهة النهائية لما يعرف بالممر الاقتصادى الصينى- الباكستانى الضخم، كجزء من «طريق الحرير»، وهو الميناء المواجه لميناء جابهار الإيرانى.
ويرى خبراء أن حزمة الاستثمارات الضخمة التى تعدها السعودية لباكستان، ستسهم فى تخفيف الأزمة المالية التى تعانى منها إسلام آباد، بالإضافة إلى التصدى للتحديات الجيوسياسية فى المنطقة، وقال مسؤول كبير بوزارة المالية الباكستانية إن «نتائج المحادثات مع الرياض إيجابية للغاية وستكون هذه من أكبر الاستثمارات السعودية على الإطلاق فى باكستان».
وقال رئيس الوزراء الباكستانى خلال مشاركته فى الدورة السابعة للقمة العالمية للحكومات بدبى: «إن المستثمرين يبحثون فى مشاريع فى باكستان، ونحاول تحسين كافة سياساتنا الاقتصادية، وخفض العجز المالى لدينا، وتحسين الصادرات وخفض الواردات»، موضحا أن «لدى باكستان فرصة الآن، وبالفعل نشهد تفاؤلا، المستثمرون يأتون إلى بلادنا».
وتأتى زيارة ولى العهد السعودى، بعد أسابيع من استقبال باكستان ولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعد أن تعهدت أبوظبى بتوفير مبلغ 3 مليارات دولار لمساعدة الاقتصاد الباكستانى، وقامت الرياض وأبو ظبى بتأجيل دفعات بقيمة 6 مليارات دولار من مستحقات الواردات النفطية، مع فشل باكستان فى الحصول على قروض جديدة من صندوق النقد.
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية ذكرت، الشهر الماضى، أن السعودية والإمارات، أكبر شريك تجارى لباكستان فى الشرق الأوسط، عرضتا استثمارات وقروضاً على إسلام آباد بقيمة 30 مليار دولار، وسعت باكستان منذ أشهر إلى خطب ود حلفائها الخليجيين فى إطار جهود الحكومة لوقف الأزمة الحالية فى ميزان المدفوعات، وخفض حجم المساعدة التى يمكن أن تحصل عليها البلاد من صندوق النقد، وقام عمران خان بزيارة السعودية مرتين منذ توليه منصبه فى يوليو الماضى، وحضر فى أكتوبر الماضى منتدى «دافوس الصحراء» فى الرياض، كما زار قطر وتركيا والصين سعيا للحصول على استثمارات.
وعلى صعيد متصل، قال المتحدث باسم الرئاسة فى إندونيسيا، جوهان بودى إن الأمير محمد «سيصل إلى إندونيسيا فى 18 فبراير وسيلتقى الرئيس جوكو ويدودو فى 19 فبراير»، وزار محمد بن سلمان إندونيسيا مع الملك سلمان فى 2017 فى إطار جولة آسيوية للبحث عن فرص استثمارية، ووقعت الرياض وجاكرتا العديد من الاتفاقيات حول التجارة والطيران وتعزيز التعاون فى مجال العلوم والصحة ومكافحة الجريمة، كما وقعتا اتفاقاً بين شركة النفط السعودية «آرامكو» ونظيرتها الإندونيسية «بيرتامينا»، لتوسيع مصفاة لتكرير النفط فى إندونيسيا بقيمة مليارات الدولارات.