رحب البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، برؤساء الكنائس في مصر خلال اجتماع أسبوع الصلاة لأجل وحدة الكنائس، الذي بدأ في مركز لوجوس البابوي في دير وادى النطرون، مساء الاربعاء.
وقال البابا: «أرحب بالأحباء الأساقفة والكهنة والرهبان وأحبائنا من كنائس مسيحية في مصر وأشكر كل الذين تكلموا هذه الكلمات التي قالوها من قلوبهم، ونرحب بكل الآتين والمشاركين في مؤتمر سان مارك والشباب من إيبارشية النمسا، وأرحب بالجميع وبهذا الاجتماع الذي يعقد لأول مرةً في قلب البرية ونشترك في هذه المناسبة التي نصلي فيها معاً من أجل وحدتنا في هذا العام».
وأضاف: «نتكلم عن اللسان والكلام ويقولون أن الإنسان يقضي نصف حياته يتكلم وكل واحد يطبق شعار أتكلم براحتك، وأصبح موضوع الكلام موضوع خطير وأصبح الكلام تجارة رائجة في العالم (ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا) وهذه الوصية بها 3 أشياء: أنها وصية قصيرة ومفهومة للكل صغير وكبير وتوضح أن كثير يقع في خطية اللف والدوران».
وتابع في عظته: «ضابط نفسه خير من مالك مدينة، فالأمر خطير بالفعل والذي يزيد الخطورة عبارة (بكلامك تتبرر وبكلامك تدان) فصار الكلام عمل إنساني مرتبط بيوم الدينونة ليس المقصود أن الكلام الذي يقال في العالم بل الذي يقال في السر، كلامك وصلواتك في المخدع يمكن أن تبررك، وذلك الأمر في غاية الخطورة عند الكلام عن اللسان (وليكن كلامكم نعم نعم ولا لا)، القاعدة الذهبية في هذا الأمر نأخذها من آباء البرية وهم مشهورين بالصمت، إذا كان الكلام من أجل الله فهو جيد وإذا كان الصمت من أجل الله فهو جيد».
وأردف قائلًا: «حتى في الصلاة الجماعية توجد لحظات صمت للصلاة، ليكن كلامكم قليل وواضح وصريح وبلا خبث أو نفاق لأن الكتاب يؤكد أن كثرة الكلام لا تخلو من المعصية».
ووجه البابا عدة نصائح للكهنة والأساقفة والرهبان قائلاً: «عايز أقول بعض النصائح لنطبق هذه الوصية، فالأمر بالغ الأهمية، اجعل لسانك منضبط عن طريق العقل، وليكن كل إنسان مسرعا في الاستماع مبطء في التكلم، وفكر قبل قول أي كلمة، ممكن كلمة تقتل إنسان، وممكن كلمة تنقذ إنسان من اليأس، واجعل لسانك منضبط، وفكر قبل أن تتكلم، واعرف متى تتكلم ومتي تصمت».
ومضى يقول: «الوصية تقول: تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في وقتها، في شخص يتكلم في موضوع غير مفيد في وقت حرج، وشخص مباح له الكلام في أي وقت، وهذا انتشر عن طريق الموبايل، وحاول أن تحفظ آيات وأقوال آباء تكون شاهدة على كلامك، وحاول تتعلم من الآخرين الذين يتكلموا، وكن حذرا من الذي يتكلم كلمات قاسية لأن دائما حجته تكون ضعيفة، لذا يستخدم هذه الكلمات القاسية، اجعل كلماتك بها بركة وكلمة تسند الآخر، وقوة كلمة بها تعزية ونصح وتعليم، وكلمة بها حق، كلمة للتشجيع».
واختتم عظته بقوله: «أكرر الشكر لكل الحضور معنا والمطران منير حنا وأوجه التحية لمجلس كنائس مصر الذي أسس في عهد المتنيح البابا شنوده الثالث ومجلس كنائس الشرق الأوسط، وكلنا مشاركين فيه منذ 45 عاما، ومجلس كنائس مصر يخدم الكل».