المشروع انطلق في السبعينيات.. و الإنتاج ظهر في التسعينيات

كتب: أحمد عبد السلام الأربعاء 13-02-2019 21:01

البداية كانت فى السبعينيات من القرن الماضى، إذ تم إجراء دراسات استكشافية للخام بالصحراء الغربية فى منطقة أبوطرطور قامت بها هيئة المساحة الجيولوجية بالتعاون مع الاتحاد السوفيتى، وقدر الاحتياطى الجيولوجى للخام فى مساحة قدرها 10/1 مساحة الهضبة بنحو مليار طن، وتم إسناد الدراسات الخاصة بالمشروع للخبراء السوفيت عام 1972، وذلك لإعداد الدراسات الفنية، وفى عام 1974 صدر القرار الوزارى بتولى الهيئة العامة لتنفيذ مجمع الحديد والصلب الإشراف على تنفيذ المشروع.

وفى عام 1975 تم إعداد الدراسة الخاصة التى قام بها الخبراء السوفيت من خلال هيئة «نفتى كيم بروم اكسبورت»، وخلص التقرير الفنى إلى أن حجم الإنتاج الاقتصادى يجب ألا يقل عن 6-7 مليون طن ركاز سنويا بجودة تتراوح بين (29.5- 30%) حتى يكون صالحا للتصدير، وفى سبتمبر 1975تم إدراج المشروع فى الخطة الخمسية للدولة لعام 1976 حتى1980 من خلال تمويل خارجى مع إعادة إجراء دراسة للمشروع من النواحى الفنية والاقتصادية، والتعاقد مع مجموعة من الاستشاريين الفرنسيين «سوفرامين/ الوسويس»، للأعمال الاستشارية اللازمة للمشروع، وقدمت المجموعة تقريرها فى نوفمبر 1977لإنتاج 7 ملايين طن ركاز سنويا، وفى عام 1982تم إعداد تقرير المشروع التفصيلى يتضمن الدراسة الفنية والاقتصادية لإنتاج 7 ملايين طن فى السنة خام فوسفات على مرحلتين، ومن خلال هذه الدراسة تم إنجاز منجم تجريبى لدراسة مدى ملاءمة المعدات المتاحة بالأسواق العالمية وظروف الخام.

وأجريت دراسة عام 1985 للتسويق، وأوضحت أن إجمالى ما تستوعبه السوق العالمية والمحلية من ركاز فوسفات أبوطرطور 1،9 مليون طن سنويا، الأمر الذى جعل الاستشارى الفرنسى (سوفرامين- الوسويس) يقوم عام 1987 بإعادة دراسة للمشروع بإجمالى إنتاج 2 مليون طن ركاز سنويا، وفى ذات العام أقرت اللجنة القومية المشكلة بقرار من وزير الصناعة حتمية تنفيذ المشروع بطاقة 2 مليون طن ركاز، حتى لا تضطر مصر لاستيراد الفوسفات.

كما أوصت اللجنة بضرورة إقامة مجمع كيميائى لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية استكمالا للمشروع، وتم فى نوفمبر 1989 توقيع اتفاقية للتبادل التجارى بين الحكومة المصرية والاتحاد السوفيتى، تتضمن عقد تصميمات المشروع وتوريد المعدات ووصول الخبراء السوفيت خلال الفترة من (1989- 1991)، حيث تم اعتماد التمويل اللازم لتنفيذ المشروع فى أغسطس 1991.

ونظرا لتفكك الاتحاد السوفيتى تم إعادة توقيع العقد الشامل لتوريد المعدات مع كل من روسيا وأوكرانيا عام 1992، حيث نص العقد على توريد معدات المرحلة الأولى للمشروع والتى تشمل معدات حائط طويل واحد تجريبى ومعدات خط واحد تجريبى بمصنع التركيز بالإضافة إلى معدات الخدمات الصناعية والمرافق، ونظرا لعدم توافر بعض المعدات اللازمة للمشروع بالمواصفات المطلوبة فقد تم التعاقد مع بعض الدول الأجنبية لاستيراد المعدات اللازمة.

وفى يوليو 1995بدأ الإنتاج للحائط الطويل بطاقة تصميمية 4،5 مليون طن سنوياً من المنجم، ولم تتمكن المعدات الروسية للحائط الطويل من إنتاج المعدلات التعاقدية وإمكانية تعديل المعدات تعذرت بسبب الفترة الانتقالية بالنظام داخل الاتحاد السوفيتى.

وبعدها بعامين صدر قرار من المشرف العام على المجالس القومية المتخصصة، بشأن تشكيل لجنة لدراسة واستكمال تقرير المشروع، وانتهت اللجنة إلى ضرورة الاكتفاء فى الوقت الحالى لاستكمال واجهتين فقط للإنتاج بغرض تغذية خط الإنتاج الأول لمصنع التركيز حتى يمكن عرض المشروع للاستثمار والطرح على الشركات الأجنبية والعربية والمحلية، بالإضافة إلى الاستمرار فى إجراء البحوث والدراسات والتجارب على مختلف المستويات لتحديد مدى ملاءمة ركاز فوسفات أبو طرطور لعمليات التصنيع الكيميائى لإنتاج حامض الفوسفوريك والأسمدة الفوسفاتية والأسمدة المركبة.

وتم التعاقد عام 1998 مع شركة جوى الإنجليزية لتوريد معدات الإحلال للحائط الطويل، ومعدات الحائط الجديد ذات إنتاجية 1.2 مليون طن/ سنة، وبدأت تجارب التشغيل من مايو 1999 ولم تصل إلى الطاقة الإنتاجية التصميمية، إلا أنه تم عام 2004 نقل تبعية المشروع للهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية التابعة لوزارة البترول بالقرار الجمهورى رقم 336، وعلى أثره تم نقل بعض أصول المشروع لوزارة التجارة الخارجية والصناعة.

ويتكون المشروع من المنجم تحت السطح الذى يضم مجمعين تعدينيين تحت السطح باستخدام نظام الحائط الطويل، ويتم ربط هذه المجمعات بثلاثة أنفاق حلقية، ويتكون الحائط من واجهة بعرض 150 مترا وارتفاعه حوالى 3.2 متر، وطوله يتراوح بين 1100 و1250 مترا، ويخدم كل حائط ثلاثة أنفاق، النفق الرئيسى لنقل الخام، والنفق المصاحب لنقل الأفراد والمعدات والتهوية، ونفق نهاية الواجهة، للتغذية الكهربائية والهيدروليكية، كما يضم المشروع مصنع التركيز الذى يتكون من 3 خطوط إنتاجية، إذ تم تنفيذ خط واحد ويتم التغذية بالخام من حوش التجنيس عن طريق سيور ناقلة، ويشتمل كل خط على وحدة غسيل ومناخل الخام الرطب بفتحات 2مم ومجموعة هيدروسيكلونات وماكينات فرك الخام والفواصل المائية والفواصل المغناطيسية وفلاتر ترشيح الركاز بخلخلة الهواء، بالإضافة إلى مخزن الخام الرطب وأفران تجفيف الخام ومخزن الخام الجاف ومحطة شحن.

كما يضم المشروع خط سكة حديد يربط بين سفاجا وقنا وأبوطرطور حيث تم إنشاء خط سكة حديد (سفاجا- الوادى الجديد) لخدمة قطاعات الإنتاج والتصدير والاستيراد للمشروعات الجديدة ومن بينها نقل ركاز فوسفات أبوطرطور، ويبلغ طول الخط 680 كم، لكن توقف بسبب سرقة قضبان السكك الحديدية، بالإضافة إلى خط التغذية الكهربائية نجع (حمادى- أبوطرطور)، حيث يتم تغذية المشروع بالتيار الكهربائى من كهرباء السد العالى عن طريق محطة المحولات الموجودة بنجع حمادى بإضافة عدد 2 محول 500 /220 كيلو فولت طاقة المحول 150 ميجا فولت أمبير، كما تم حفر 13 بئر مياه عميقة بمنطقة المشروع بأعماق تصل إلى 800 متر تحت سطح الأرض، لإمداد المشروع بالمياه اللازمة للعمليات الصناعية ومياه الشرب، وأقيمت المدينة السكنية التى تم نقل تبعيتها حاليا إلى محافظة الوادى الجديد جنوب الموقع الصناعى بمساحة 15 كم2، لتخدم المنطقة وتضم 1396 وحدة سكنية.

جميع الدراسات والأبحاث على المستويين المحلى والعالمى أكدت توافر رواسب ضخمة من خام الفوسفات بالهضبة، ولا يتخلل طبقة الخام مياه جوفية تعوق عملية الاستخراج، وأن الطبقات أفقية وذات ميول خفيفة.