وزيرة الصحة تلقي كلمة بمنتدى أفريقيا للأعمال والاستثمار في المجال الصحي

كتب: إبراهيم الطيب الثلاثاء 12-02-2019 16:11

ألقت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، كلمة، بمنتدى أفريقيا للأعمال والاستثمار في المجال الصحي Africa Business and Investment forum، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في دورته الثانية والثلاثون، والذي يأتي هذا العام برئاسة مصر، وحضر المنتدى، رئيس بتسوانا، ورئيس جيبوتي، ورئيس وزراء إثيوبيا، وعددًا من ممثلي الدول الأفريقية، وذلك بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وأوضحت وزيرة الصحة خلال كلمتها أن منتدى أفريقيا للأعمال والاستثمار يمثل فرصة عظيمة لخلق برنامج مشترك لجميع الشركاء والمنظمات، والمجتمعات، ويساهم في خلق مجتمع صحي جيد، مشيرة إلى وجود صلة وثيقة بين الصحة والاقتصاد، فالدول الغنية لابد أن يكون لديها شعوب أصحاء لتحقيق أي انطلاقة تنموية، موضحة أن الدول ذات الظروف الصحية، والتعليمية، الضعيفة تواجه صعوبة شديدة في تحقيق التنمية المستدامة، حيث أكدت المؤشرات الاقتصادية أن تحسن متوسط عمر الشخص منذ الولادة له صلة وثيقة بزيادة النمو الاقتصادي.

وأكدت وزيرة الصحة أن الأمراض تعوق عمل المؤسسات وتدمر الإنتاج بما يؤثر سلبًا على سير العمل، ويترتب عليه عبئًا ماليًا على المجتمع ككل، مشددةً على أن الالتزام السياسي القوي للصحة في أفريقيا لا يتم ترجمته حاليًا في صورة زيادة المنح للقطاع الصحي نظرًا لوجود العديد من التحديات التي قد تكون مرتبطة بالتنفيذ أو التمويل.

ولفتت الدكتورة هالة زايد في كلمتها إلى الدور الذي يجب أن تلعبه وزارات الصحة في حالة عدم زيادة المنح المادية للصحة، مشيرة إلى أن الحكومات لابد أن تركز على مصادر الأنفاق والمنح بصورة عادلة وعلى الحكومات أن توجه المجتمعات إلى الاستثمار في الصحة وخلق بيئة جماعية يستطيع بها مختلف الشركاء العمل سويًا لتحقيق أهداف الحكومات.

وأشارت وزيرة الصحة إلى أن مصر حاليًا مستمرة في تنفيذ عملية الإصلاح الاقتصادي الشامل بما يساهم في ضبط الأوضاع المالية بشكل عام، حيث توضح مؤشرات الاقتصاد الكلي حالة الثبات والاستقرار التي تشهدها مصر، لاقتةً إلى برنامج الاصلاح الحالي الذي يتم تنفيذه بالقطاع الصحي في مصر والمنفذ تحت شعار «100 مليون صحة»، والذي يرتكز على عاملين أساسيين أولهما اختيار الأهداف الصحية والثاني وضع خطة زمنية محددة.

وقالت وزيرة الصحة، إن الحملة الأولى التي قامت مصر بتدشينها هي حملة قومية لمسح وعلاج المصريين من فيروس «سي» والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية، وذلك بعد دراسة مسببات الامراض؛ مشيرة إلى أن الحملة تستهدف مسح 50 مليون مواطن في 7 شهور، موضحة أنه حتى الآن تم مسح ما يقرب من 30 مليون مواطن في 5 شهور فقط، مؤكدة على أن وضع خطة زمنية وهدف طموح يساعدنا على التغيير بالتعاون بين القطاعين الصحى العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، ويساهم في اعادة ترتيب الأولويات.

وقالت إن منظمة الصحة العالمية هي واحدة من الجهات الرئيسية الداعمة لهذه الحملة، بما تمنحه من مساعدات فنية هامة، بالاضافة إلى دورها كجهة مراقبة خارجياً للحملة، تعمل بصفة مستمرة على التتحقق من صحة الإجراءات لضمان الاستحدام الامثل للمصادر وكفاءتها، مشيدة بدعم شركات الادوية والتي قامت بتوفير كافة الادوية اللازمة لعلاج فيروس «سي» والضغط والسكري.

كما أشارت وزيرة الصحة إلى قيام مصر بإنشاء نظام تأمين صحي جديد يمنح مصر اطار استراتيجي لإصلاح نظام التمويل الصحي بأكمله من خلال منظومة تأمين صحي جديدة تتكون من 3 هيئات هي «الرعاية الصحية» و«التمويل» و«الرقابة والاعتماد»، وبما يتيح ويعظم فرصة القطاع الخاص للمشاركة في تقديم الخدمة، حيث يمكن لهيئة التأمين الصحي المسؤولة عن التمويل التعاقد مع أي من مقدمي الخدمة الصحية شريطة أن يتوافق مع معايير الجودة التي وضعتها هيئة الرقابة والاعتماد، بما يؤكد على تضافر العمل المؤسسي، والذي يلعب فيه القطاع الخاص دورًا هاما في تقديم الرعاية الصحية.

وأكدت وزيرة الصحة أن تقديم الخدمة الصحية تتطلب توافر أدوية ذات جودة عالية، مشيرة إلى أن قارة أفريقيا تصنع عدد أقل من الأدوية المستهلكة، منوهة أن مصر ماضية في خلق بيئة خصبة لتحفيز كافة المستثمرين لتكثيف الاستثمار في مجال الادوية، مؤكدة على العمل لتعزيز تصنيع المنتجات الحيوية لعلاج الأورام، حيث سيتم تصنيع حوالي 70 منتجًا محليًا لعلاج الأورام بنهاية عام 2019، كما تعكف مصر حاليًا على المشروع القومي لتجميع وتصنيع البلازما لسد احتياجات السوق المصري والافريقي من مشتقات البلازما.

وأشارت إلى احتياج «القارة» إلى دعم تأسيس منطقة تجارية حرة أفريقية قارية تعمل على تسهيل نمو الصناعات الدوائية الأفريقية وتبادل الدواء بين دول أفريقيا، لافتة إلى السعي لتوحيد تسجيل جميع المنتجات الدوائية الافريقية بما سيساهم لتيسير التبادل التجاري بين دول أفريقيا.

وقالت وزيرة الصحة خلال كلمتها إنه مازال لدينا المزيد من العمل من اجل تحقيق أهداف أفريقيا 2063، مشيرة إلى أن بعض الدول الأفريقية تعي جيدًا الخطوات المطلوبة لوضعها في مكانها، ودول أخرى أثبتت مدى قابليتها لتحقيق أهداف رائعة في وقت قصير، ولابد أن تتكاتف الدول معًا للبناء على ما وصل إليه الآخرون حتى نتغلب على التحديات المشتركة ونزيد من الاستثمار في المجال الصحي، لافتة إلى سعي مصر للعمل مع كافة الدول الافريقية لنعطي لكل فرد في أي مكان رعاية صحية جيدة.

يذكر أن المنتدى يهدف إلى تسليط الضوء على دور القطاع الخاص في المجال الصحي وتحديد الفرص الاستثمارية من خلال التشاور بين القادة الأفارقة والقطاع الخاص، ومن المقرر إطلاق تحالف مجتمع الأعمال الأفريقي من أجل الصحة، وكذا إطلاق التقرير الذي أعدته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا حول الرعاية الصحية والنمو الاقتصادي في أفريقيا.