خلق نظام مبارك من جماعة الإخوان «فزاعة» استخدمها لترهيب الغرب المطالب بإصلاحات ديمقراطية من جانب، ولتخويف الأقباط من وصولها للحكم وتطبيق الشريعة الإسلامية من جانب آخر، ولكن بعد زوال النظام بأيدى ثوار التحرير من الأقباط والمسلمين، تبنت جماعة الإخوان المسلمين خطاباً مماثلاً للنظام السابق، ومنها تطبيق دولة الحدود والتصريحات حول النسبة التى حصلوا عليها، ولم يشفع للجماعة لدى الأقباط اختيارهم قبطياً ليكون نائبا لرئيس حزب الحرية والعدالة وهو رفيق حبيب ابن رئيس الطائفة الإنجيلية الأسبق فى كسر حاجز العداء مع الأقباط، بل ازدادوا بعداً عن الإخوان وألغوا الحوار المشترك، واعتبروا رفيق حبيب شخصا يبحث عن شهرة شخصية.
القمص صليب متى ساويرس، عضو المجلس الملى العام، راعى كنيسة مارجرجس بشبرا، أشار إلى أن الحديث عن وصول الإخوان للحكم «سابق لأوانه»، موضحاً أن الأقباط «لن يقبلوا بحكم دينى».
أما ممدوح رمزى، الناشط والمحامى القبطى، فيرى فى وصول الإخوان للحياة السياسية «إفساداً لها»، متهماً إياهم بـ«الكذب»، لأنهم يملكون أجندتين إحداهما - حسب قوله - معلنة والأخرى خفية.
وأشار رمزى إلى «عدم صدق» الإخوان، مؤكداً أنهم «لا يؤمنون بالآخر».
وقال: «الإخوان يريدون العودة بمصر لعهد الخلافة والصراع المستمر بينهم وبين الأقباط سيؤدى لصدام سياسى، ويجعل الأقباط يفكرون فى البعد عن الاندماج فى الدولة»، مؤكداً أنه لو قام الإخوان بتكريس دولتهم الدينية سيكون للأقباط رأى فى منتهى الشدة، وقد يؤدى - حسب قوله - إلى الانفصال سياسياً والدفع فى تكتلات أخرى.
وأضاف رمزى: «إن الإخوان أقلية ولن يفرضوا رأيهم على الأغلبية من دعاة الدولة المدنية، كما استبعد تحقيقهم للأغلبية فى البرلمان المصرى أو تشكيلهم للحكومة التى ستكون ائتلافية بكل الأحوال».
ووصف «رمزى» الأقباط المنضمين لحزب الإخوان، بـ«الأقزام»، وقال: «إن أغلبهم من الإنجيليين الذين لا يمثلون الأغلبية المسيحية فى مصر، وانضمامهم هو نوع من النفاق السياسى، لأن أيديولوجية الأقباط لا يمكن أن تتفق مع أيديولوجية الإخوان» .
وأكد كمال زاخر، المنسق العام لحركة العلمانيين الأقباط، أن الإخوان لا يستطيعوا حكم مصر، وذلك لوجود متغيرات خارجية ترتبط بحاجة الاقتصاد المصرى للمنح والمعونات، والعلاقات الدولية مع العالم، ولذلك فأى نظام حاكم لا يمكن أن يأخذ قراره بعيداً عن المتغيرات الدولية المحيطة .
وقال زاخر: «فى إطار مد حركة حقوق الانسان فى العالم ومصر لن يستطيع الإخوان تنفيذ أجندتهم الرافضة للآخر، خاصة أن قوة الإخوان انكشفت حينما غابوا عن جمعة الغضب الثانية وتخلوا عن الثورة كما يفعلون دائماً بالتحالف مع النظام».
وأشار إلى أن مواجهة الإخوان لن تكون أمام الأقباط، وإنما فى مواجهة القوى الليبرالية والمدنية.
وأضاف: «حتى لو وصل الإخوان للسلطة فلن يحتكروها للأبد، ولا يوجد اى تخوف من وصولهم» .
وطالب إكرام لمعى، رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الإنجيلية، الإخوان بأن يكونوا صادقين. وقال : «المشكلة تكمن فى أدبيات الإخوان والكلام الموثق المنسوب لحسن البنا وحتى مهدى عاكف مروراً بسيد قطب يجعل الأقباط يشكون فى نواياهم» .
فيما أكد شريف دوس، المنسق العام للهيئة القبطية العامة فى مصر، أنه لا يعتقد بوصول الإخوان للحكم، لأن نسبتهم لا تتجاوز «10%» - حسب قوله - وكانوا يكسبون تعاطف الناس نكاية فى الحزب الوطنى وفساده، وبالتالى لن يحصلوا على أكثر من 20% من مقاعد مجلس الشعب.
وقال «دوس»: «فى حالة حدوث مفاجآت غير متوقعة ووصل الإخوان للحكم سيكون عواقبه شديدة الخطر، لأن الإخوان غير مقبولين من الأغلبية الصامتة المسلمة ومن جموع الأقباط، لتوجههم الدينى فى الحكم»، مشيراً إلى أن المصريين يريدون حكومة مدنية ذات مرجعيات قانونية، وليست دينية سواء كانت إسلامية أو مسيحية، تتحكم فى الشأن العام.
وأضاف دوس: «قابلت فى منزلى وجموع الهيئة القبطية فى مصر ومائة ناشط سياسى، القيادى الإخوانى عبدالمنعم أبوالفتوح، أحد المرشحين المحتملين للرئاسة، لأنه أعلن إيمانه بدولة مدنية ذات مرجعية قانونية يحكمها الحق والعدالة، ونوه بأنه ليس مرشحاً للإخوان المسلمين، وبحكم علاقتى الطويلة بالدكتور عبد المنعم ابو الفتوح أصدق ما يقوله، لكن جموع الشعب المصرى الصامته والأقلية القبطية التى تزيد بكثير لا تقبل الحكم الدينى ونحن لسنا إيران ولا السعودية».