عقد المجلس العربي للمياه اجتماعاً لمجموعة العمل حول «التكيف مع مخاطر التغير المناخي وتدهور الأراضي»، والتى تم تشكيلها من قبل جامعة الدول العربية.
وقال الدكتور محمود أبوزيد، رئيس المجلس العربى للمياه، ووزير الرى الأسبق إن «الاجتماع هو الأول برئاسة المجلس بعد اختياره من جانب إدارة التنمية المستدامة بجامعة الدول العربية كمنسق عام لمواجهة التغيرات المناخية وتأثيراتها الخطيرة على تدهور الإنتاجية الزراعية، وانتشار الفقر والجوع بالبلدان العربية.
وأوضح أن الاجتماع شارك فيه العديد من ممثلي الجهات المانحة والمنظمات الدولية والإقليمية (IOM، WFP، FAO، ACSAD،RAED، AOAD) والمنظمة العربية لحماية البيئة وممثلي القطاع الخاص، واستعرض خطة عمل المجموعة ووضع الجدول الزمني والأنشطة وآليات العمل المنوطة.
وكشف «أبوزيد» عن أن البلدان العربية تصنف من ضمن البلدان الأكثر تأثرا بمخاطر التغير المناخى، حيث أثبتت أبحاث الجهات المنظمات الدولية والعلمية أن هناك تغيرات مناخية بالفعل تتجلى صورها في المنطقة العربية في زيادة الجفاف والعواصف والفيضانات،لافتا أن شبح الجوع يخيم على نصف الدول العربية ويهدد بالاتساع، وبات العالم العربى مهددا في أمنه المائي والغذائي والطاقة نتيجة للجفاف والتصحر.
وقال إن «التغيرات المناخية تهدد بغرق نحو 100 مليون شخص في الدول الفقيرة بحلول عام 2030»، مشيرا إلى أن هناك 5 في المنطقة العربية من مجموع 10 دول جيبوتى ومصر والعراق والمغرب والصومال، هي الأكثر تعرضا لمخاطر تأثيرات التغير المناخى.
وشدد «أبوزيد» على ضرورة اتباع «سياسات صارمة لحماية أشد الفئات ضعفًا في العالم من فشل المحاصيل والكوارث الطبيعية والأمراض التي تنقلها المياه والآثار الأخرى المترتبة على تغيُّر المناخ»، خاصة أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى فشل 5٪ من إنتاجية المحاصيل بحلول عام 2030، وفي أفريقيا قد يصل هذا المستوى إلى 12%.
وقال: إن استراتيجيات التأقلم مع التغيرات المناخية في الوطن العربي تشمل العديد من النقاط، منها مواجهة الآثار الاقتصادية وزيادة الأبحاث العلمية وإيجاد وسائل سياسية وتخطيط، لافتا أن هذه الجهود لا تقتصر على الحكومات بل تمتد إلى المؤسسات المدنية والمجتمع الأهلي والأفراد.
من جانبه، أكد الدكتور حسين العطفى، الأمين العام للمجلس العربى للمياه، وزير الرى الأسبق، أن الآثار المباشرة للتغيرات المناخية تشمل ارتفاع منسوب سطح البحر وزيادة الصرف الصحي وزيادة منسوب المياه المالحة، وارتفاع درجات الحرارة، مبينا أن انعكاسات التغير المناخي ظهرت جليا نتيجة لإخلال الإنسان بموازين الأرض، وهو ما زاد من أزمة المياه العالمية بسبب شح الأمطار ونشوء الفيضانات وارتفاع منسوب سطح البحر وتغير نمط الأمطار وقلتها وشدتها أحيانا وازدياد رقعة التصحر وتراجع الأراضي الزراعية، وازدياد التلوث وتعاظم الصراع على المصادر المتاحة وارتفاع أسعار الغذاء.
وقال «العطفى»: إن الدول العربية تحتاج إلى 75 مليار دولار لعشر سنوات مقبلة لمواجهة التغيرات المناخية، مؤكدا وجود مبادرات من جانب جامعة الدول عربية لمواجهة تحديات تغير المناخ، واهتمام المجلس العربي للمياه بوضع حلول لمشكلات المياه والغذاء التي تزداد تعقيداً في المنطقة العربية يوما بعد آخر، حيث أصبحت الحلول المستدامة لهذه المشكلات حتمية لمواجهة المستقبل.