«الحى أبقى من الميت»: هذا المثل باختصار هو تجسيد لموقف عدد كبير من أهالى المنوفية، خاصة مركز تلا، الذين أدلوا بأصواتهم فى انتخابات المرحلة الثانية، إذ صوتوا لقائمة حزب الإصلاح والتنمية الذى يرأسه محمد أنور السادات، نائب الدائرة الثانية بالمحافظة، على مقعد الفئات «فردى»، وتركوا قائمة حزب مصر القومى الذى كان يرأسه شقيقه الراحل طلعت السادات، النائب السابق عن الدائرة، وحصلت قائمة الإصلاح والتنمية على نسبة 12.5%، ليصبح من حقها مقعد واحد، فيما تم استبعاد قائمة «مصر القومى»، لعدم حصولها على النسبة التى تؤهلها للحصول على مقاعد لتخرج خالية الوفاض من سباق الانتخابات، بعد فوز مرشحى الحرية والعدالة بـ6 مقاعد والنور بمقعد، وأنور السادات الذى خاض الانتخابات مستقلاً بمقعد، وحصدت قائمة «الحرية والعدالة» 40% والنور 25% والوفد 12.5 %، والكتلة 12.5%، بالإضافة إلى 12.5% لقائمة الإصلاح والتنمية.
المثير أن قائمة «مصر القومى» كانت من أقوى القوائم المنافسة للحرية والعدالة والنور فى المحافظة، حيث كان يتصدرها النائب الراحل طلعت السادات. وفى المقابل، كانت قائمة الإصلاح والتنمية الأكثر إثارة للمشاكل وعدم الاستقرار والخلافات داخلها، إذ يقع على رأس قائمتها مقدم الشرطة أحمد رفعت، الذى صدر حكم بتحويل صفته إلى فلاح، قبل الانتخابات بأيام، وانسحب منها الدكتور شديد أبو هندية، قبل التصويت بساعات، بسبب استبعاده من صدارة القائمة، بالإضافة إلى أنها لا تضم مرشحين معروفين ولهم تاريخ سياسى سابق، باستثناء مرشحة واحدة كانت من القيادات النسائية للحزب الوطنى المنحل، ما دعا البعض لإطلاق قائمة الفلول عليها.
الطريف أن «الإصلاح والتنمية» استخدم صور الرئيس الراحل أنور السادات فى الدعاية لقائمته، وتم وضعها على البوسترات بحجم كبير، بعد وفاة طلعت السادات، وهى نفس الفكرة التى كان قد بدأ فى تنفيذها النائب الراحل، فى الدعاية لحزبه قبل وفاته، إلا أن شقيقه أنورنجح فى توظيفها على نطاق أوسع ساهم فى كسب تأييد الناخبين، خاصة من أهالى تلا.