من أمام شاشة التليفزيون فى منزله فى الفيوم إلى ميدان التحرير.. هكذا قرر أن يغير صفته من متفرج على أحداث مجلس الوزراء إلى مشارك، فقراره السابق بعدم المشاركة فى الاعتصام لعدم اقتناعه بجدواه لا يعنى أن يقف متفرجاً أمام مشاهد الدمار والخراب التى تملأ شاشات التليفزيونات العربية والعالمية، خاصة مشاهد حريق المجمع العلمى وانهيار سور مجلس الوزراء ساعة واحدة فصلت شريف أحمد (خريج كلية الحقوق) عن الهدوء الشديد الذى تحظى به محافظته، وعن الصخب الشديد الذى يعج به ميدان التحرير.. وهو السبب الذى جعله ينزل ليكون واحداً ممن ينظفون الميدان ليعود مثلما كان.. أكثر هدوءاً ونظافة.
قال «شريف» إن الجلوس أمام التليفزيون والتعاطف مع المعتصمين لا يكفى فالميدان فى حاجة إلى تكاتف الجميع لكى يعود إلى ما كان عليه ويستحق أن يكون الميدان الذى اندلعت من ثورة 25 يناير، ولذا قرر أن ينزل من الفيوم إلى الميدان لكى يبدأ فى تنظيف الميدان، آخذاً عهداً على نفسه بألا يعود إلا بعد أن يعود الميدان نظيفاً خالياً من مخلفات الدمار الذى لحق بمؤسساته.
بمجرد أن خرج «شريف» من منزله توجه إلى أقرب محل خردة وقام بشراء عدد من أكياس القمامة السوداء، وركب القطار متوجها إلى محطة مصر. وفى التحرير، وجد أنه يحتاج إلى «مقشة وجاروف»، فذهب إلى أحد البيوت المجاورة فى الميدان طالبا مساعدته بأدوات لتنظيف الشارع.