خلال توقيع وثيقة «الأخوّة الإنسانية» بين الفاتيكان والأزهر في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ألقى شيخ الأزهر أحمد الطيب، كلمة مؤثرة خاطب فيها ضمير المسيحيين والمسلمين.
وأشاد شيخ الأزهر، بـ«وثيقة الأخوّة الإنسانية» وما تتضمنه من دعوة لنشر ثقافة السلام والاحترام، كما ناشد الشعوب التآخي ونبذ العنف والتفرقة، وذلك خلال كلمته ضمن فعالية توقيع الوثيقة، الاثنين، في أبوظبي.
وأشار الإمام الأكبر إلى أهمية وثيقة الأخوّة والإنسانية، وما تتضمنه «من دعوة لنشر ثقافة السلام واحترام الغير وتحقيق الرفاهية البشرية جمعاء، بديلا من ثقافة الكراهية والظلم والعنف والدماء».
كما أكد شيخ الأزهر أن الوثيقة «تطالب قادة العالم وصناع السياسات ومن بأيديهم مصائر الشعوب وموازين القوى العسكرية، بالتدخل الفوري لوقف نزيف الدماء وإزهاق الأرواح البريئة، ووضع نهاية فورية لما تشهده من صراعات وفتن أوشكت أن تعود بنا لتراجع حضاري بائس وحرب عالمية ثالثة».
ودعا شيخ الجامع الأزهر المسلمين في الشرق الأوسط إلى «احتضان» الطوائف المسيحية في دولهم، وخاطبهم قائلا: «استمروا في احتضان إخوانكم من المواطنين المسيحيين في كل مكان. فهم شركاؤنا في الوطن».
كما وجه الطيب حديثه إلى المسيحيين في العالم العربي، قائلا: «أنتم جزء من هذه الأمة وأنتم مواطنون ولستم أقلية، وأرجوكم أن تتخلصوا من ثقافة مصطلح الأقلية. فأنتم مواطنون كاملو الحقوق والواجبات، واعلموا أن وحدتنا هي الصخرة الوحيدة التي تتحطم عليها المؤامرات التي لا تفرق بين مسيحي ومسلم إذا جد الجد وحان قطف الثمار».
ودعا الإمام الأكبر كذلك المسلمين في الغرب، إلى الاندماج في دولهم المضيفة واحترام القوانين المحلية، قائلا: «اندمجوا في مجتمعاتكم اندماجا إيجابيا تحافظون فيه على هويتكم الدينية، كما تحافظون على احترام قوانين هذه المجتمعات، واعلموا أن أمن هذه المجتمعات مسؤولية شرعية وأمانة دينية في رقابكم ستسألون عنها أمام الله تعالى».
وأضاف: «وإن صدر من القوانين ما يفرض عليكم مخالفة شريعتكم، فالجأوا إلى الطرق القانونية فإنها كفيلة برد الحقوق إليكم وحماية حريتكم».
وطالب الطيب شباب العالم في الشرق والغرب بالتسلح بالأخلاق والعلم، والعمل بمبادئ الوثيقة وجعلها دستور حياتهم، لضمان «مستقبل خال من الصراعات والآلام».
وأكد شيخ الأزهر التزامه بالعمل مع قداسة البابا فرنسيس وكل الرموز الدينية، من أجل حماية المجتمعات واستقرارها.