فلسطينيو الداخل والشتات يجسدون "حلم العودة" على أرض الوطن

كتب: إيناس مريح الخميس 12-08-2010 15:41

عززت الأسابيع القليلة الماضية حلم التواصل بين فلسطينيي الداخل والشتات، كخطوة لتحقيق حلم "العودة"، بعدما نجح فلسطينيو 48 وأولئك اللاجئون في مخيمات الشتات في اختبارهم الأول منذ انتهاء أعمال "ملتقى العودة الفلسطيني الثالث" الذي عقد في أراضي الخط الأخضر للمرة الأولى، والذي لم يمضي عليه نحو شهرين قبل أن يبدأ منظموه التخطيط لعقد المؤتمر الرابع، على أن تحتضنه هذه المرة القدس المحتلة.

صرح بذلك «إسماعيل التلاوي»، الأمين العام للملتقى، الذي قال لـ«المصري اليوم» إن التخطيط منذ البداية كان أن يعقد هذا الملتقى على "أرض الوطن"، وأضاف "كانت الأراضي العربية الشقيقة هي البديل". لكن ما حدث هو أنه لمشكلات إجرائية دائما ما كانت تحول دون دخول فلسطينيي الشتات إلى فلسطين التاريخية داخل الخط الأخضر، فإن المؤتمرين الأول والثاني عقدا في عمان.

وقال «التلاوي» : "سيستمر التخطيط دائما لعقد الملتقى الرابع على أرض فلسطين، وفي القدس كما وعدنا". وبالنسبة للمشاركين، أوضح "وجهنا الدعوة لعدد كبير من الفلسطينيين في العالم العربي وأوروبا في الملتقى الثالث، وهذه المرة سنوجه الدعوة لعدد أكبر يشمل كافة مخيمات لبنان وسوريا والأردن، وحتى الفلسطينيين المقيمين في مصر والعراق".

أما أبرز ما جاء على لسان «التلاوي» هو أنه منذ انتهاء فعاليات وأنشطة الملتقى الثالث، وغادر المشاركون أرض الوطن، "لم ينقطع التواصل بين المشاركين عبر الإنترنت ومواقع الدردشة الاجتماعية".

وأضاف أن المشاركين "أسسوا موقعا إلكترونيا، وبدأ التواصل بينهم بشكل رائع، ولم يقتصر عليهم فقط، بل انضمت إعداد كبيرة من الفلسطينيين الآخرين".

وكان نحو 95 فلسطينيا من مخيمات سوريا ولبنان والأردن قد شاركوا في الملتقي الثقافي التربوي الثالث مع فلسطينيي الداخل والقدس المحتلة، إضافة إلى آخرين من دول الخليج وأوروبا، واضطر جميع المشاركين للحصول على التأشيرات الإسرائيلية، بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله التي تدعم هذا الاتجاه.

وجسد هذا الملتقى لفلسطينيي الشتات حلم العودة للوطن الأم، التي هُجروا منها قسرا منذ عام 1948، إذ أتيحت لهم للمرة الأولى زيارة ما تبقى من بيوتهم العتيقة في عكا وحيفا والقدس. وبكى العائدون على عتبة وطنهم، وقبلوا التراب، ثم خلعوا نعالهم وساروا حفاة، فانغرست أقدامهم لأول مرة على أرض طالما تاقت إليها نفوسهم من الشتات.

جاب هؤلاء الفلسطينيون خلال 10 أيام - ولأول مرة - جميع محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة ومناطق الـ 48، لكن فلسطيني قطاع غزة كانوا هم الذين حرموا من هذا الحلم، بسبب رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي اجتيازهم معابر القطاع. وقال التلاوي "حلمنا تحقق لأيام معدودة، على مدار 3 سنوات مضت، تمنينا عقد الملتقى في فلسطين، وليس في الشتات".

"عم ببكي من فرحتي لأني بوطني، لا أريد الرجوع لمخيمات الشتات"، قالتها آلاء البداوي، من مخيم اليرموك في سوريا، وهي تنظر بعينها المجردة للقدس على مرمى البصر، وسقطت ساجدة "أريد البقاء هنا في وطني فلسطين".

شارك في الملتقى بعض فناني الشتات، بينهم نقيب الفنانين الفلسطينيين في لبنان محمد الشولي، الذي بقي صامدا طوال الرحلة، إلا أنه انهار باكيا قبل مغادرة الوطن بعدة أمتار، قائلا "هذه الدنيا غريبة.. نحن أصحاب الأرض نعيش في دولة ليست لنا.. وفي المقابل، يعيش على أرضنا مهاجرون جاءوا من كافة أنحاء العالم". أما الفنان غسان السعدي، الذي سار في باحات المسجد الأقصى حافيا، فقال "من لم يدرك أن القدس قطعة من السماء، عليه أن يدوس أرضها ليدرك كم هي حنونة".