«المعرض» خارج قاعات الكتب: «فسحة» عائلية رخيصة ومتنزه ثقافى وفنى

كتب: آيات الحبال, أحمد يوسف سليمان الأحد 03-02-2019 22:14

كان معرض القاهرة الدولى للكتاب، إلى جانب أنه أهم التجمعات الثقافية فى مصر، هو متنفّس ومتنزّه ثقافى وفنى للأسرة المصرية، وتلك كانت الفئة الأهم التى طالتها تخوفات الغياب عن المعرض فى دورته الخمسين بعد نقل فعاليات المعرض إلى مركز مصر للمعارض الدولى بالتجمع الخامس، لكن مع انطلاق فعاليات دورة اليوبيل الذهبى للمعرض الأربعاء 23 يناير، شهدت أرض المعارض الجديدة توافدا كثيفا من الأسر والعائلات، تزامنًا مع إجازة منتصف العام، وبشكل خاص أيام العطلة الأسبوعية الخميس والجمعة والسبت، وربما كانت تلك الكثافة سبب مد فترة العمل اليومية للمعرض حتى التاسعة مساءً فى تلك الأيام الثلاثة. الزوار الذين تخطوا المليونين حتى آخر إحصاء، منهم من جاء لشراء الكتب فقط بشكل أساسى، ومنهم أيضًا من جاء كعادة أسرية سنوية، تستمتع فيها العائلة بالطقس الثقافى والفنى، فى ظل المكان الجديد الذى توافرت فيه عدة عوامل ليناسب هذا الطقس، بدءًا من المساحات الخضراء، وأماكن الجلوس والمقاعد المعدّة بخدمة جيدة، ومنطقة المطاعم التى توفر مستويات اقتصادية متباينة، وأيضًا منطقة ألعاب الطفل الممتدة بطول البوابات الرئيسية لأرض مركز مصر للمعارض الدولية، وكذلك خيمة المسرح التى توفر عروضا مسرحية وفنية وعروضا للأطفال، وربما كان منح المعرض اهتماما خاصا بالطفل هذا العام أيضًا ميزة إضافية لتشجيع الأسر على الحضور والاستمتاع بأنشطة مختلفة للصغير والكبير. «أميرة صابر»، أم لطفلين، تقول لـ«المصرى اليوم»، إنها لم تكن تحضر فعاليات معرض الكتاب من قبل، بسبب عدم توافر أماكن مخصصة للعب أطفالها تتناسب مع أعمارهم التى لم تتجاوز الأربع والست سنوات، مشيرة إلى أنه رغم بُعد المسافة بعد نقل المعرض إلى مكانه الجديد بالتجمع الخامس، إلا أن إدارة المعرض وفرت مساحات مناسبة للأطفال، بالإضافة إلى توفير مساحات خضراء لجلوس الأسر للراحة وتناول الطعام، فضلًا عن الجناح الخاص بالطفل الذى يوفر أنشطة متعددة لهم، مؤكدة: «المعرض خروجة فيها أنشطة مختلفة بتذكرة دخول رخيصة، وأتمنى أن يكون فى مكان يجمع أنشطة زى دى بسعر مناسب خارج المعرض». اعتادت «رضا بغدادى»، وهى سيدة ستينية، زيارة معرض الكتاب مع أبنائها وأحفادها كل عام، ولكنها أشادت هذا العام بالتنظيم وتواجد وسائل مساعدة لكبار السن وعناصر تأمين، بالإضافة لتواجد مقاعد جيدة لكبار السن، كما أشاد أيضًا «عادل شبانة» الذى حضر مع زوجته وطفليه (5 سنوات و9 سنوات) إلى المعرض، بالتنظيم هذا العام، حيث اعتاد زيارة المعرض كل عام كطقسٍ أسرى للتنزه وشراء الكتب لأطفاله، موضحًا أن المعرض أصبح أفضل تنظيمًا هذا العام بشكل يناسب الأسرة، حيث خُصصت مساحات للجلوس وأخرى للعب الأطفال وركن خاص بالطفل، مشيرًا إلى أنه يحرص خلال المعرض على شراء الكتب الدراسية لأطفاله، وكذلك الألعاب التعليمية.

عالية محمود، أم لثلاثة أطفال، اعتادت زيارة معرض الكتاب كل عام، وتعتبره «طقساً خاصاً» بالنسبة لها، حيث تعد وجبات الإفطار والغداء استعدادًا لقضاء يوم طويل داخل المعرض، إلا أنها هذا العام وجدت أن المساحات الخضراء والمساحات الخاصة بالأطفال شجعت أطفالها على الحضور. على الجانب الآخر، هناك عدد من الأسر أثقلت كاهلها الإجراءات الأمنية وطوابير التفتيش، التى رأت أنه يمكن أن تكون أيسر، خاصة أنهم يضطرون للوقوف فترات طويلة على أبواب الدخول الرئيسية وأبواب القاعات للتفتيش، وكذلك انتظار أفراد أسرتهم للدخول، حيث يشتكى «عثمان محمود»، وهو رب أسرة جاء مع أطفاله لتفقّد المعرض بعد نقله، من الزحام الذى تسببه إجراءات التأمين، و«عدم الاستخدام الأمثل للمساحات داخل أرض المعارض».