رغم ما تعانيه «سوريا، واليمن، وليبيا» من أزمات ونزاعات سياسية وحروب على مدار السنوات السابقة، حرص عدد من دور النشر الخاصة بهذه الدول على المشاركة ضمن فعاليات دورة اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، بعيدًا عن المشاركة الرسمية، وفى محاولة لاستمرار أنشطتها التى اعتادت ممارستها فى بلادها.
«أبويحيى»، سورى مقيم بمصر، المشرف على جناحى دار الكوثر ودار الأنس السوريتين بمعرض الكتاب، واللتين لم يتمكن أصحابهما من الحضور لمشكلات فى استخراج التأشيرات، يقول لـ«المصرى اليوم»، إن الحرب أثرت بشكل كبير على حركة الطباعة والنشر فى سوريا، حيث أصبحت الدار التى كانت تصدر نحو 60 عنوانًا فى السنة لا تتعدى إصداراتها أصابع اليد الواحدة، موضحًا أنه بالإضافة إلى ركود حركة النشر تعانى الدور والمكتبات السورية من صعوبة الطباعة التى يقومون بها فى مصر أو بيروت فى أغلبها، بسبب انخفاض سعر الورق والطباعة بها، كذلك صعوبة الشحن والتى يتحايلون عليها بشحن الكتب عبر بلد وسيط وهى لبنان فى الأغلب.
ويؤكّد «أبويحيى» أن عدد دور النشر السورية المشاركة فى معرض القاهرة تأتى فى المركز الثانى بعد الدور المصرية مقارنة بالمشاركات العربية، وعلى الرغم من هذا تشارك العام الحالى نحو 62 دارًا سورية فقط مقارنة بـ90 دارا العام الماضى، وهذا يرجع إلى تخوفات بعض الناشرين من نقل المعرض لمكانه الجديد بالتجمع الخامس، مشيرًا إلى أن التنظيم الجيد والإقبال الذى شهده المعرض منذ انطلاقه أزال كثيرا من التخوفات، موضحًا أن نقل المعرض أتاح فئة جديدة من الجمهور لم تكن تأتى إلى أرض المعارض بمدينة نصر.
واتفق رضوان عيسى، مسؤول جناح دار رضوان السورية، مع «أبويحيى» فى التنظيم الجيد للدورة الحالية بعد نقل المعرض إلى مكانه الجديد، ويمارس «رضوان»، المقيم بمصر منذ بدء الحرب فى سوريا، عمله من القاهرة، بعد أن فقد مطبعته الخاصة فى الحرب، ليكتفى حاليًا بمتابعة مكتبته فى سوريا، والطباعة فى مصر، مقسما نشاطه بين القاهرة وحلب، ويشير أيضًا إلى صعوبات الشحن التى جعلت جزءًا من الكتب يتأخر فى الوصول وجزءًا آخر يضيع وسط تلك الإجراءات، وهو ما جاء بالخسارة على بعض الدور.
وتشارك ليبيا بجناح مجمع لدور النشر والهيئات الرسمية وذلك برعاية وزارة الثقافة الليبية، حيث يضم 6 جهات، منها 3 لدور نشر و3 لجامعات ليبية، ويقول عبدالمهيمن الشيخ، مسؤول مكتبة دار الحكمة الليبية بالجناح، إنهم لم يواجهوا صعوبات فى نقل أو شحن الكتب بسبب التسهيلات التى قدمتها لهم وزارة الثقافة الليبية مع الجهات المصرية، غير أن بعض الكتب لم تصل إلى الآن بسبب إجراءات الجمارك، لافتا إلى أن حركة النشر فى ليبيا شهدت تطورًا بعد الثورة، وانخفض سعر الورق وأصبحت هناك زيادة فى عدد الكتب كما قلّت التعقيدات والرقابة على حركة النشر لتتيح وجود إصدارات أكثر سنويًا.
التواجد اليمنى كان أقل إلى حد ما، حيث يشارك بجناح رسمى للعرض فقط، تابع للمركز الثقافى لسفارتهم بالقاهرة، إلى جانب مشاركة مكتبتين فقط هما: خالد بن الوليد ودار الجيل، ويقول عبدالعليم أحمد، مسؤول مكتبة خالد بن الوليد اليمنية، لـ«المصرى اليوم»، إن اليمن كانت تكتفى بالمشاركة الرسمية التى كانت تضم تحتها مشاركة المكتبات الخاصة، لكن المشاركة الآن أصبحت أكثر للمكتبات بشكل منفصل عن الجناح الرسمى، ويوضح أنه كناشر يواجه العديد من التحديات وسط سيطرة فصائل مختلفة على المدن اليمنية، التى يجمع منها الإصدارات، وكذلك المدن التى يمر عليها لشحن الكتب إلى مصر، حيث تخضع الكتب فى كل نقطة تفتيش إلى فحص شديد بحسب فكر الفصيل المسيطر على المنطقة ويتعرض جزء منها فى كثير من الأوقات للمصادرة أو الحرق إذا لم تتوافق مع فكر هذا الفصيل، وهو الأمر الذى يجعل الكثير من الدور تخشى المشاركة فى معارض دولية، وتأثر أيضًا قطاع النشر اليمنى عامة والذى أصبح إنتاج دار النشر فيه لا يتجاوز 20 إصدارًا فى السنة بعد 100 عنوان قبل ذلك، موضحًا أنه أصبح يلجأ إلى الطباعة فى مصر لتفادى إجراءات التفتيش المشددة والتكلفة الباهظة، وقد بدأ هذا العام بطباعة 6 من إصداراته فى مصر، مستهدفا بكتبه المواطنين والطلاب اليمنيين فى القاهرة بشكلٍ أساسى.