فى ندوة بمعرض الكتاب: الصحافة مهدت الطريق لـ«ثورة 1919»

كتب: أحمد يوسف سليمان الثلاثاء 29-01-2019 22:33

أكدت الدكتورة عواطف عبدالرحمن، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن ثورة 1919 استطاعت أن تصهر فى بوتقتها كافة التيارات الثقافية وطبقات المجتمع بمختلف الانتماءات، ما ساهم فى تحولها لثورة شعبية حقيقية تحت شعار «الدين لله والوطن للجميع».

‎وأضافت، خلال ندوة بعنوان «ثورة 1919 ما بين الأدب والصحافة» أن الصحافة ارتبطت بثورة 1919، وتعتبر الصحافة المصرية المرجع الرئيسى لأحداث الثورة، حيث سجلت بكافة اتجاهاتها أحداث الثورة وما حوتها من اختلافات وانقسامات وأحداث.

وأوضحت أن عدد الصحف المصرية إبان ثورة 1919 كان 19صحيفة مصرية، منها 60% مملوكة ملكية كاملة للمصريين، و40% للشوام، مشيرة إلى أن هذه الثورة تحتاج إلى تدارسها بين الأجيال الجديدة، خاصة مع وجود عدد كبير من الشباب لا يعرفون من قام بالثورة ولا يعرفون أى معلومات عنها.

وأكد الدكتور والمؤرخ عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ بآداب القاهرة، أن فكرة الثورة بدأت تتجلى فى نفوس المصريين عقب الاحتلال الإنجليزى لمصر عام 1882 وبدأت تنشأ الحركة الوطنية فى مصر على يد الزعيم مصطفى كامل، خاصة بعد إعلان بريطانيا الحماية البريطانية على مصر فى أعقاب إرهاصات الحرب العالمية الأولى، حتى بدأ الاحتلال فى طمس الهوية المصرية والتحكم فى الحياة السياسية فى مصر وإعلان الأحكام العرفية بالتزامن مع بداية الحرب العالمية الأولى. وأضاف أن بداية إرهاصات تشكيل وفد مصرى للسفر لباريس للمشاركة فى مؤتمر فرساى للمطالبة بحق تقرير المصير بعد إعلان توقيع الهدنة بين الدول المشاركة فى الحرب العالمية الأولى، كان على يد الأمير عمر طوسون من الأسرة المالكة الذى اجتمع مع الزعيم سعد زغلول، وكيل الجمعية التشريعية المصرية بالانتخاب، وأقنعه بضرورة السفر لباريس للمطالبة بحق تقرير المصير، وهو ما رفضه المندوب السامى، الذى شعر بخطورة سعد زغلول، فتم نفيه إلى جزيرة مالطة، وهو ما أدى إلى خروج المصريين للمطالبة بعودة سعد زغلول، وحاول الاحتلال البريطانى إشعال الفتنة الطائفية بين المصريين والأقباط لوأد الثورة، إلا أن المصريين نجحوا فى تجاوز هذه العقبة وأفشلوا مخططات الإنجليز لإشعال الفتنة الطائفية، وهو ما تجلى بوضوح فى خروج الشعب المصرى بكل فئاته فى ثورة 1919 والمطالبة بالإفراج عن سعد زغلول.

وأكد الباحث عبدالله الصاوى، مؤسس مشروع ذاكرة الكاريكاتير، أن الحضارة المصرية القديمة كان لها السبق فى تقديم فن الكاريكاتير للعالم، من خلال العديد من الرسوم التى تمتلئ بها متاحف العالم، وفى العصر الحديث ارتبطت الصحافة المصرية ارتباطًا وثيقًا بثورة 1919 وما صاحبها من إرهاصات وأحداث سياسية واجتماعية واقتصادية، كما كانت الصحافة أحد أهم الآليات التى مهدت الطريق للثورة؛ حيث أخذت على عاتقها منذ نشأتها مسؤولية تنوير الأذهان ومحاربة الاستبداد، وعمدت إلى نشر أفكار وآراء رواد الفكر المصرى المُستنير.

‎وأضاف أنه على صعيد الكاريكاتير، فقط ارتبط الحديث عنه فى مصر ارتباطًا وثيقًا بصحافة يعقوب صنوع ورسومها، حيث كان صنوع أول من أسس الكاريكاتير الحديث فى مجلاته العديدة التى أصدرها، وأولاها مجلة «أبونظارة» عام 1877، عندما شعر بأن الصحافة الشعبية تزداد اكتسابًا لقدر جديد من حرية القول إلى حد أنها تطاولت على ولى الأمر أحيانًا.