وزيرة التخطيط تشارك بفعاليات منتدى شباب الجامعات

كتب: وليد مجدي الهواري الثلاثاء 29-01-2019 14:34

شاركت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، بفعاليات منتدى شباب الجامعات، الذي ينظمه معهد إعداد القادة بحلوان بمشاركة العديد من السادة الوزراء في لقاءات مفتوحة مع الطلاب لعرض السياسات المختلفة بالوزارات، وذلك في إطار استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030.

من جانبها، أكدت الدكتورة هالة السعيد على أن مصر كانت من أوائل دول العالم التي وضعت رؤية طويلة المدى حينما وضعت خطة ورؤية وطنية للأهداف الأممية، وهي رؤية مصر 2030، حيث تم عقد مجموعة من ورش العمل على مدار أكثر من عام للوصول للنسخة الوطنية من الأهداف الأممية، مشيرة إلى أن تلك الرؤية تميزت بمشاركة كلا من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني وكذلك المرأة والشباب منهم شباب 2030 في وضعها وكذلك خلال تحديثها.

كما أوضحت وزيرة التخطيط علاقة رؤية مصر 2030 بأهداف التنمية المستدامة مشيرة إلى أن مصر وضعت خطة طويلة المدي للوصول إلى مراحل متقدمة من تنمية حقيقية ومستدامة، مشيرة إلى أن تحديث رؤية مصر 2030، الذي جاء نظرا للمتغيرات التي تحدث على الساحة المحلية والإقليمية والعالمية، موضحة أننا نعيش في منطقة مضطربة ولدينا الكثير من التحديات التي نتغلب عليها بفضل تكاتف كل أطياف الشعب المصري، حيث أن كل الخطط طويلة المدى هي وثيقة حية قابلة للتغيير، مشيرة إلى أن التحديث شمل إضافة عدة قضايا هامة مثل القضية السكانية، مؤكدة أنها قضية ملحة جدا حيث تعد قضية انضباط معدل النمو السكاني أمر حيوي ولم تعد رفاهية، فالسكان ثروة طالما الموارد متاحة، لذا لابد من وجود توازن بين عدد السكان والموارد المتاحة.

وأوضحت أن مصر تزيد بمعدلات كبيرة جدا، فمعدل زيادة النسل في مصر يصل إلى 2.5% سنويا، موضحة أنه تم إضافة كذلك قضايا ندرة المياه وتأثيرها، وكذلك الشمول المالي وكيفية اندماج الجميع في المنظومة المالية الرسمية إلى تحديث رؤية مصر 2030.

وقامت الدكتورة هالة السعيد، خلال مشاركتها، بدعوة الشباب الحضور للمشاركة المجتمعية لتحديث الرؤية التي ستتم في أبريل المقبل، كما أوضحت أنه سيتم اختيار مجموعة من الشباب ليكونوا سفراء للجامعة للتعريف باستراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030.

وأضافت الدكتورة هالة السعيد أن مصر بلد ذات اقتصاد متنوع، حيث تمتلك قطاعات الصناعة والزراعة والبترول والغاز والسياحة بما يمثل كبيرة، مشيرة إلى أن مصر تمتلك ميزة أخرى مهمة، وهي كونها تمتلك مجتمعاً معظمه من الشباب.

وأكدت وزيرة التخطيط على دور كل من الشباب والمرأة، حيث حرصت الدولة على أن يكون إعداد وصياغة وتنفيذ رؤية مصر 2030 من خلال شراكة مجتمعية شاملة، مع إعطاء أهمية، خاصة لتشجيع مشاركة كل من الشباب والمرأة، وتأكيد دورهم في تنفيذ كافة محاور وبرامج تحقيق التنمية، موضحة أن هدف تشجيع مشاركة وتمكين الشباب والمرأة يشكل إحدى نقاط الالتقاء لمختلف محاور خطط وبرامج التنمية.

وأشارت «السعيد» إلى أنه كان لدينا اختلالات كبيرة في هيكل الاقتصاد لم نواجهها من قبل مثل تحديد سعر الصرف وارتفاع الأسعار، موضحة أن كون سعر العملة أقل من قيمتها يعني ذلك أن السلعة التي يتم تصديرها تصبح مرتفعة السعر بينما التي يتم استيرادها تصبح هي الأقل ثمناً، مما يعني التحيز للصناعة الأجنبية على حساب الصناعة الوطنية، مشيرة إلى أن العملة تعبر عن قوى العرض والطلب.

وفي السياق ذاته، أوضحت الدكتورة هالة السعيد أن حجم الواردات في عام 2014 كان مرتفعًا جداً ليبلغ 80 مليار جنيه، مقارنة بإجمالي 14 مليار جنيه فقط للصادرات، مشيرة إلى إن في السابق كان يتم توجيه الجزء الأكبر من الدعم للطاقة بكافة أشكالها، متابعة أن مصر كانت تستورد الغاز في السابق لكن منذ سبتمبر الماضي أصبحنا نحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز بما ينعكس على الصناعة مثل صناعات الحديد وغيرها.

وأشارت «السعيد» إلى أن الاحتياطي حالياً شهد ارتفاعاً ليغطي واردات قرابة التسعة أشهر بعد أن كان يغطي حوالي شهرين ونصف فقط من الواردات لافتة إلى الانخفاض الملحوظ في معدلات البطالة لتصل إلى 9.9% بعدما كانت تصل إلى 13%، حيث يتم تخريج بين ٦٥٠ إلى ٧٥٠ ألف طالب سنوياً.

وفيما يتعلق بالبنية الأساسية، أكدت وزيرة التخطيط أن الدولة تهتم حاليا اهتماما كبيرا بالبنية الأساسية وهناك توسع في حجم الاستثمارات، ففي الفترة من عام 2011 حتى 2014، والتي عانت تقريبا من توقف في حجم الإنفاق الاستثماري بشكل عام، ما أدى إلى تدهور في البنية الأساسية، لذا يتم اليوم توجيه الاهتمام الأكبر للبنية الأساسية، فشبكة الطرق الجيدة من شأنها أن تجعل جودة الحياة أفضل، كما أنه تربط المحافظات ببعضها لتسهيل التنقل، مما يحقق قدر من العدالة المكانية، مشيرة إلى أهمية الاستثمار في البنية الأساسية لكى تكون جاذبة للاستثمار الخارجي.

وحول مشروع رواد 2030، قالت الوزيرة: إنه «تم إطلاقه بهدف تشجيع فكر ريادة الأعمال والابتكار وثقافة العمل الحر وتأهيل الشباب بمختلف أعمارهم لخلق وظائفه الخاصة، وقد قام المشروع على مدار العام الماضي بإطلاق حملة أبدأ مستقبلك بعدد كبير من المدارس بمحافظات الجمهورية والجامعات، كذلك من أجل تدريب الطلاب وتحفيزهم على مشروعات ريادة الأعمال».

وفيما يخص قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أشارت وزيرة التخطيط إلى أن هذا القطاع يعد قطاعا حيويا في بلد شابة يهدف إلى تحقيق العدالة الجغرافية والمكانية لقدرة تلك المشروعات على الانتشار في القرى والمحافظات المختلفة، مؤكدة على أهمية مساندة جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، والذي تم نقل تبعيته إلى رئيس مجلس الوزراء.

وحول خطة الإصلاح الإداري للجهاز الإداري للدولة، أشارت «السعيد» إلى أن الخطة لا يمكن تنفيذها بين ليلة وضحاها ولكن تحتاج إلى وقت طويل لتنفيذها بالشكل المطلوب، لافتة إلى أن هناك خطة كبيرة مستهدفة للاستثمار في البشر بتنفيذ محور بناء القدرات ضمن خطة الإصلاح الإداري لتأهيل العاملين وتعظيم قدراتهم والاستفادة من كفاءاتهم سعياً لخلق جهاز إداري كفء وفعال كما لفتت وزيرة التخطيط إلى جائزة التميز الحكومي، مشيرة إلى أنها تعد جائزة معنوية يتمثل الهدف منها في التحفيز.

وحول ميكنة الخدمات والتي تأتي ضمن خطة الإصلاح الإداري، أوضحت الدكتورة هالة السعيد أنه خلال فترة وجيزة تم ميكنة العديد من الخدمات وتطوير مراكز خدمات المواطنين بكافة المحافظات، مشيرة إلى أن الهدف الأسمى من ميكنة تلك الخدمات هو التسهيل والتيسير على المواطن المصري في حصوله على الخدمة بشكل أفضل وأسرع، فضلاً عن تنفيذ محور الشفافية وكفاءة المؤسسات الحكومية، والذي يستهدف مكافحة الفساد بفصل مقدم الخدمة عن طالبها، فيما أثنى طلاب محافظات القناة على التطوير الكبير الذي حدث في مجال الخدمات الحكومية.

ولفتت «السعيد» إلى أن الدولة المصرية تعطي أهمية كبيرة لإنشاء مدن جديدة للخروج من نسبة مساحة الـ7% التي يعيش عليها الشعب المصري، حيث يتم التخطيط لإنشاء 15 من المدن الجديدة للعمل على تخفيض الضغط السكاني، وبالتالي تخفيض الضغط على الخدمات المتوفرة في المدن القائمة، مشيرة إلى أن المدن الجديدة من الهام أن تكون مدن خضراء ومستدامة وفقاً لمعايير الاستدامة الدولية تتضمن نصيباً للفرد في الأراضي الخضراء وتغطي أسطح مبانيها بالألواح الشمسية لتوليد الكهرباء.

وقامت الدكتورة هالة السعيد بتوجيه عدداً من النصائح للشباب الحضور تضمنت حثهم على عدم ترك أي فرصه للتعليم والتدريب مشيرة إلى الدور الهام للأكاديمية الوطنية للتدريب في تدعيم الشباب وتأهيلهم بتقديم كافة التدريبات اللازمة، موضحة أن الفقر ليس فقرا ماديا، لكنه فقر في القدرات والإمكانيات وتابعت السعيد نصائحها للشباب بتقديم المساعدة اللازمة بقدر الإمكان للزملاء مع عدم رفض أي فرصة عمل، قائلة: «لكل مكان فائدة ولا يجب التقليل من أي عمل أو مهنة».

وبالإجابة على أسئلة تخص محافظة أسوان، أوضحت «السعيد» أن وزارة التنمية المحلية قامت بتحديد كافة المشروعات التي تحتاج إليها محافظة أسوان لتقم وزارة التخطيط بمراجعتها حالياً وتوجيه المخصصات اللازمة لعاصمة الشباب الأفريقي.

وفي ختام كلمتها، وجهت وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري دعوة للشباب للتفاعل مع المنصات الالكترونية لوزارة التخطيط لمعرفة كل ما هو جديد عنها كما دعتهم للمشاركة بتطبيقات تساعد في تقديم خدمات أفضل ودعم نشر الجهود المبذولة من الحكومة.

ويهدف المنتدى إلى تنمية روح الانتماء الوطني لدي الشباب، ومكافحة الشائعات التي تحاول النيل من الوطن وشبابه، بالإضافة إلى ممارسة الطلاب للأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية بما يساهم في بناء شخصيتهم.

يذكر أن برنامج المنتدى يتضمن لقاءات حول مجلس النواب والشباب، وبناء الدولة، واستراتيجية الأمن القومي، وأثر الثقافة في الانتماء الوطني، واستراتيجية الوزارة فيما يخص الأنشطة الطلابية ولوائحها، وذلك بمشاركة ٤٥٠ طالب وطالبة، وعدد من المرافقين من ٢٧ جامعة حكومية، بالإضافة إلى جامعة الأزهر.