استطلاع لـ«جالوب»: المصريون متفائلون بالمستقبل رغم معاناتهم الاقتصادية والأمنية

كتب: فتحية الدخاخني الأحد 05-06-2011 19:42


قالت داليا مجاهد، المدير التنفيذى لمركز جالوب أبوظبى، إن الشعب المصرى يتوقع مستقبلاً سياسياً واقتصادياً مشرقاً، وإنه متفائل بشكل كبير، مشيرة إلى أن المصريين لديهم قيم ديمقراطية، ويريدون حكومة تمثلهم تعتمد على قيم دينية، على أن يكون لرجال الدين دور استشارى فقط.


أضافت «داليا»، فى المؤتمر الصحفى الذى عقد الأحد، لإعلان التقرير الجديد الذى أصدره المركز تحت عنوان «مصر من ميدان التحرير إلى التغيير: قدرات المصريين وتحدياتهم وما يجب على القادة فعله إزاء ذلك»، أن هذه القيم الدينية لدى الشعب هى التى تجعله أكثر شعوب العالم معارضة للهجمات ضد المدنيين بنسبة 97٪.


تابعت «داليا»: «كنت هنا منذ عامين فى نفس الفندق فى مؤتمر صحفى، أثناء رحلة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى مصر، ومنذ عامين كانت مصر بلداً مختلفاً، وكان الناس ينظرون إلى أوباما بتفاؤل وأمل، وكان مصدر إلهام للكثيرين داخل وخارج أمريكا، والآن أصبح الشعب المصرى رمزاً ومصدر إلهام، وأصبحت مصر قدوة للمنطقة، لذلك نعمل على قياس الرأى العام بها حتى نستطيع كتابة التاريخ بصورة مختلفة، بدلاً من التاريخ الذى يرويه الحكام»، مشيرة إلى أن الاستطلاع تم إجراؤه على عينة ممثلة لمختلف شرائح الشعب يبلغ عددها 1000 شخص ممن هم فوق سن الـ15.


واستعرضت «داليا» أكبر التحديات التى تواجه الشعب المصرى، كما أوضحها الاستطلاع، وهى أن المصريين بعد الثورة أقل رضا بمستوى معيشتهم لأنهم يعانون من مشاكل اقتصادية، كما تراجع لديهم الإحساس بالأمن، لكنهم فى نفس الوقت يخشون من تدخل الولايات المتحدة فى نظامهم السياسى، وخوفهم من دعمها جماعات سياسية معينة.


وأوضحت نقاط القوة لدى المصريين، وأهمها التفاؤل بالمستقبل، وتوقعاتهم لتحسن الأوضاع خلال السنوات الخمس المقبلة، مشيرة إلى أن هذا يرجع إلى أن الغالبية العظمى من المصريين كانوا يدعمون المظاهرات ضد مبارك بنسبة 83٪، و11٪ ممن شاركوا فى المظاهرات كانوا فوق سن الـ15 سنة، وأن عدد من شاركوا فى المظاهرات يقدر بنحو 6.2 مليون شخص، ومعظمهم من الأكثر تعليماً، والرجال، والشباب، معتبرة أن هذا أمر طبيعى فى كل ثورات العالم، وأضافت: «لكن أهم شىء وجدناه أن المستوى الاقتصادى للمشاركين فيها يمثل الأغلبية من الشعب.


وكشفت «داليا» عن أن مصدر الإعلام فى الثورة لم يكن موقع «فيس بوك» على شبكة الإنترنت، بل كان التليفزيون المصرى بنسبة 81٪، وقناة «الجزيرة» بنسبة 63٪ ثم موقعى «فيس بوك» و«تويتر» بنسبة 8٪، كما أن 17٪ من المشاركين فى المظاهرات ليس لديهم إنترنت فى منازلهم، وهو ما يوضح أن الثورة لم تكن مجرد ناس على «تويتر» و«فيس بوك».


وقالت إن ثقة المصريين فى عدل المجتمع بعد الثورة زادت، موضحة بأن 90٪ من المصريين ينوون المشاركة فى الانتخابات، وهم مؤمنون أن الانتخابات المقبلة ستكون عادلة ونزيهة، مقارنة بـ28٪ قالوا قبل الثورة إنهم يثقون فى مصداقية الانتخابات، لكن هذه النسبة ارتفعت بعد الثورة إلى 94٪، و80٪ لديهم ثقة فى المحاكم و60٪ يثقون فى الحكومة.


وأكدت أن معظم المصريين يرون أن الشريعة الإسلامية لابد أن يكون لها دور وتكون مصدراً من مصادر التشريع، وإن لم تكن المصدر الوحيد، لكن فى ذات الوقت يرون أن رجال الدين لابد أن يكون دورهم استشارياً فقط، مشيرة إلى أن إيمان المصريين بفاعلية الوسائل السلمية فقط فى رفع الظلم زاد بعد الثورة إلى 79٪، كما أن مصر ولبنان من أكثر شعوب المنطقة ترحيباً بالتنوع الدينى، بنسبة 67٪ و76٪ على التوالى، لافتة إلى أن الثورة المصرية كسبت احترام العالم، بما فيه الشعب الأمريكى، بنسبة 82٪.


وقالت إن أكبر تحد تواجهه مصر حالياً هو عدم وجود رؤية واضحة للمستقبل السياسى، موضحة أن نسبة دعم المصريين للإخوان المسلمين لا تزيد على 15٪، والحزب الوطنى 10٪، والوفد 9٪، والوسط 5٪.


وأضافت: «يعتقد أغلبية المصريين أن الأحوال الاقتصادية تسوء بنسبة 53٪ مقابل 25٪ قبل الثورة، ونسبة الناس التى تشعر بالخوف من السير وحيدة فى الشارع ارتفعت إلى 39٪، رغم أنهم قالوا إن نسبة تعرضهم بشكل شخصى للاعتداء قلت بعد الثورة».


وتابعت: «الأغلبية أبدت خوفها من أن أمريكا لن تسمح لمصر بالسير فى الطريق السياسى الذى تريده دون تدخل، لذلك كانت الأغلبية 75٪ ضد أى دعم من أمريكا لمجموعات سياسية فى مصر، وكانت هذه النسبة أعلى بين من يرغبون فى أن تكون أمريكا نموذجاً لمصر.