«المصري اليوم» مع أسرة «طفل البلكونة».. الأب يدافع عن الأم: «تشقى على أولادي» (فيديو)

كتب: محمد القماش السبت 26-01-2019 17:40

بدموع وآهات استقبلنا عبدالرازق أبوزيد، سائق «التوك توك»، وأبنائه الـ3 الصغار، يوسف، وياسين، ومروان، أكبرهم 11 عامًا، وشقيقة السائق «سامية»، بعد القبض على «هند الروبى»، زوجة الأول، وصاحبة مقطع الفيديو الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعى، وتظهر فيه وهي تحاول إدخال ابنهما الأكبر «أسامة»، بالصف السادس الابتدائى، إلى شرفة منزلها بمساكن «ابنى بيتك»، من إحدى نوافذ المنزل بعد نسيان الطفل المفتاح بالداخل.

واقعة طفل البلكونة

كان الزوج «عبدالرازق»، في محافظة الفيوم، مسقط رأسه، رفقة الابن «ياسين»، وقت الواقعة، وروى لـ«المصرى اليوم»، أن زوجته «هند» اتصلت مساء أمس الأول، على زوجة أخيه وأخبرتها بالقبض عليها: «الشرطة ألقت القبض علىّ، وأخذوا أسامة كمان».

واقعة طفل البلكونة

واقعة طفل البلكونة

ارتجف الرجل الأربعيني، لهول ما سمع، على حد قوله، وصل إلى منزله ليعرف من الجيران وطفليه «يوسف»، و«مروان»، ما حدث، مكث قليلاً وفوجئ بقوة من ديوان عام قسم شرطة ثالث أكتوبر، تلقى القبض عليه، لاستجوابه، فقال: «مراتى مظلومة ولم تفعل شيئًا يهدد حياة ابننا الكبير.. الواد شقي جدًا».

مسح «عبدالرازق» دموعه بطرف جلبابه، وهو يكمل حديثه: «أنا أجريت عمليتن جراحيتين، ولم أستطع مواصلة العمل كسائق (توك توك)، ومراتى هند كانت تتولى الإنفاق على الأسرة بأكملها»، فيؤكد الزوج، أن هند تعمل عاملة نظافة بمدرسة بلال بن رباح القريبة من مسكنهم بـ«ابنى بيتك»:«بتقوم الساعة 6 صباحًا، تروح الشغل وترجع بعد العصر، وبتكون تعبانة على الآخر».

واقعة طفل البلكونة

واقعة طفل البلكونة

يدافع الزوج «عبدالرازق» عن زوجته التي وجهت إليها نيابة ثانٍ أكتوبر، تهمتى الإهمال، وتعريض حياة طفل إلى الخطر، فيقول: «هند كانت بتشقى على أولادنا، وتتولى رعايتهم، وكمان أطفالي الثلاث الكبار ومن بينهم أسامة، التحقوا بالمدرسة التي تعمل بها».

يعزو زوج المتهمة سلوك «هند» بإدخال ابنها إلى شرفة الشقة كما ظهر بمقطع الفيديو المتداول، إلى أن زوجته تشقى طوال النهار: «لما جت من الشغل، ذهبت لشراء مسلتزمات منزلية، وفوجئت بأن أسامة يلهو بالشارع، ونسى المفاتيح داخل الشقة، وهىّ شقيانة ولا تستطيع البيات في الشارع بالأطفال»، ليشير إلى أنه استلم شقتهم بمساكن ابنى بيتك قبل نحو عام، وليس لديهم أقرباء: «إحنا مقطوعين من شجرة هنا، وزوجتي لم تستطع الذهاب عند أحد للاستنجاد به».

يصرخ «عبدالرازق»، ويصيح بقوة، عندما يعرف بمطالبة عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، بضرورة إيداع ابنه «أسامة» بإحدى دور رعاية الأطفال: «ابنى يعيش في حضنى وأمه، أنا لم أمت»، وعندما يقابل سائق «التوك توك» زوجته وابنه المجنى عليه، سيقوم باحتضانهما بقوة، كما يتمنى: «إحنا في مصيبة، وربنا يعيدهما لىّ سالمين».

واقعة طفل البلكونة

طفل البلكونة

يندد الرجل الأربعنيى، بقيام أحد جيرانه بالتقاط صور للواقعة: «الله يسامحه، وبقول له حل لنا مشكلتنا»، مطالبًا بالإفراج الفورى عن زوجته، فهى لم تفعل شيئا سوى محاولة دخول الشقة: «حرام مراتى يتعمل لها قضية جنائية بسبب تلك الواقعة، ليس معقولاً تكون قاسية على أولادها».

بكت «سامية»، عمة الطفل «أسامة»، وجلست إلى جوار أشقاء الطفل الـ3، أمام مسكنهم: «بقينا في مصيبتين هند في النيابة، وابنها مصيره لا نعرفه»، قالت العمة ذلك، في أسى: «أخويا نقل في الشقة دى وعليه أقساط ويدفع كل شهر 700 جنيه، ويدفع علاجًا 200 جنيه كل شهر، وهو على باب الله».

تقول عمة الطفل المجنى عليه، إن أخيها «عبدالرازق» ليس لديه دخل ثابت، وتقدم بمشروع «كرامة» ولم يحصل على أي مساعدات:«هما ناس غلابة، وهند كانت لا تمتلك أموالاً لإحضار نجار لكسر باب الشقة، فلجأت إلى فعلتها بمحاولة إدخال الطفل إلى شرفة الشقة كما ظهر في مقطع الفيديو».

يروى الطفل «يوسف»، بالصف الثالث الابتدائى، أن والدته حاولت إدخاله إلى شرفة الشقة قبل أخيه الأكبر «أسامة»: «بس أنا مقدرتش أطول وأدخل البلكونة»، ليؤكد أن أخيه الأكبر كان يبكى بشدة وخاف يدخل البلكونة من شرفة العقار الخارجية: «أمى كانت ماسكة فىّ قوى، وبعد كده بكت لعجزها عن عمل أي حاجة».

وقال الطفلان «ياسين»، و«مروان»، إنهما لم يتعرضا للضرب من قبل أمهما: «ماما كانت تعطينا فلوس ولا تضربنا، وعايزين نشوفها وأخونا أسامة».

ويشير الأطفال والجيران بالمنطقة، إلى أن تلك الواقعة لم تكن الأولى التي تجبر الأم المتهمة أحد أطفالها للدخول إلى شرفة الشقة بتلك الطريقة، فتقول أم عمر، إنها وبخت الطفل «أسامة» قبل شهر عندما حاول الدلوف إلى البلكونة بالطريقة التي ظهرت بالفيديو المتداول: «الأطفال معذورون، أمهم تعمل وقتا طويلا، وأغلبهم يلهو بالشارع، وينسى المفاتيح».

وقالت الأم المتهمة، أمام إسلام عطية، رئيس النيابة، إن زوجها «مريض»، خرج لزيارة والده المريض أيضًا بمحافظة الفيوم، وبعد ذلك خرجت ونجلها أسامة البالغ من العمر 12 عاما، ثم اكتشفوا نسيان المفتاح داخل الشقة.

واستكملت الأم، قائلة:«إنها ظلت تفكر في أي حل للدخول إلى الشقة، فلم تجد أمامها إلا محاولة الدخول عن طريق جيرانها وعبور الطفل من خلال نافذة شقتهم التي تبعد قرابة متر عن شرفة منزلها، وبعد ذلك صعد الطفل إلى النافذة وأصبحت يديه معلقتان بشرفة شقته ورجليه تستند على نافذة شقة الجيران، والأم ممسكة بقدميه»، مؤكدة أنها تصرفت على فطرتها ولم تكن تتعمد إيذاء نجلها أسامة، ولكنها أقدمت على ذلك لدخول الشقة.