لست محترفًا حقيقيًّا،
بالمعنى المفهوم للكلمة:
أخطئ كثيرًا فى هِجاء الحروف
حتى أسهل الكلمات، من عيِّنَة: على حِدَة
فأسأل فيها أحدهم
كنت أظنُّها تُكْتَبُ هكذا: على حِدى، أو حتى: على حدا
لست محترفًا مُطْلَقا؛
فَمَن لا يعرف كيف يكتب على جَسَدٍ مفتوحِ النِّهايات،
مُتَحَجِّجًا بأن الله يراقِبُه،
وقد لا يروق له هذا الفِعْلُ؛
فهو هاوٍ،
رُبَّما هاوٍ فاشِلٌ أيضًا
كَمَن يسأل أحدَهم عن كيفيَّة كتابة: حِدَة!
لستُ مُغَفَّلًا تمامًا أيضًا،
لا يخدعنى ناظم الغزالى،
ولا تأتى فيروز خِلْسَةً إلى سطور قصائدي
فتسرق منى «السوكسيه»،
الذى بدَّدْتُ ليلةً كامِلَةً فى محاوَلَةِ صياغته
كما أن «عفريتةً» أسفل بنطالٍ من الجينز ليست تمنع من وصول أصابعي
إلى الأشكال الهندسية المنثورة على صفحة المساء الذى بدأ منذ قليل.
بالمناسبة...
لست عاشقًا خائِبًا،
أَمُرُّ إلى الرابعة والأربعين بتؤدة حكيم عجوز
يتمهَّل فى انتقاءاته،
ويدفع الذُّبابَ من حول وجهه،
بِتَجَهُّمٍ ماكِرٍ
وانتباهٍ لئلَّا تَفْجَأَه اللحظةُ التى تصدمه: « عمُّو... عاوزة أروح ميدان الساعة... ممكن تقول لى أمشى ازاى؟».
«عمُّو» عابرٌ فضاءات الرغبة فى البقاء
يحسب حروف الكلمة مرارًا،
ويمضى سائرًا فوق الرصيف ببلاهة ماكرة أيضًا
وتستقبله الحياة بخفَّةٍ،
كأنَّما يبدأ الآن...
كأنَّما يرى ما يجب أن يراه...
تمامًا...
تمامًا!
قصيدة محمود شرف