حذر مركز «كارنيجى» للسلام من محاولة تهميش من سماهم «الإسلاميين الجدد» فى مصر، وقال، فى الإصدار الأخير من سلسلة «أوراق كارنيجى»، إن ردود الأفعال على فوز الإسلاميين فى الانتخابات التشريعية، تبين وجود جهود لتهميش الإسلاميين الجدد، وهذا موقف غير حكيم، لأن العملية الديمقراطية والانخراط السياسى والمحاسبة الانتخابية، ستواصل دفع الآراء والسياسات السلفية نحو الاعتدال على المدى البعيد، أما إبطال هذه المكاسب الانتخابية فسيؤدى إلى انتكاس هذا التوجه ويدفع هذه المجموعات إلى صفوف المعارضة.
وأضاف المركز، فى البحث الذى أجراه جوناثان براون، تحت عنوان «السلفيون والصوفيون فى مصر»، أن الانتخابات البرلمانية أثبتت مدى الشعبية والقوة التنظيمية اللتين يتمتع بهما حزب «الحرية والعدالة» المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، كما كان متوقعاً، وكشفت أيضاً عن القوة غير المتوقعة للتحالف السلفى، مشيراً إلى أن نتيجة الانتخابات تؤكد هيمنة الأحزاب الإسلامية على المشهد السياسى المصرى، وهو أمر غير مريح بالنسبة للعلمانيين المصريين والحكومات الغربية.
وتابع المركز: «إن شبح الإسلام السياسى فى مصر لم يعد قصراً على جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب المنبثقة عنها كحزب (الحرية والعدالة) أو المنشقة عنها كحزب (الوسط)، بل بات يشمل العديد من الأحزاب السلفية المحافظة التى يعتبر حزب (النور) الأبرز فيها، فيما كان أداء الحزبين الصوفيين (التحرير المصرى وصوت الحرية)، سيئاً فى الجولة الأولى من الانتخابات».
وأكد «كارنيجى» أن هذه الأحزاب التى تتشارك فى الإسلام لديها معتقدات «متباينة»، وتتخذ مواقف «غاية فى الاختلاف»، مشيراً إلى أن «القلق من الانتصارات الإسلامية وصعود السلفيين، واضح فى مصر وفى الولايات المتحدة».
وأشار المركز الدولى إلى أن الإسلام يلعب دوراً مهماً فى الحياة المصرية، ووفقاً لاستطلاعات مركز «جالوب» فإن 44٪ من المصريات و50٪ من المصريين يعتقدون أن الشريعة الإسلامية ينبغى أن تكون المصدر الوحيد للتشريع، لكن المصريين يقصدون بالشريعة «الحرية والعدالة الاجتماعية»، على حد قوله.