رغم الأزمات السياسية والاقتصادية التى تعيشها مصر وانعكست على الحياة الفنية خاصة الدراما ومسلسلات رمضان فاجأت حنان ترك الجميع باختيارها مسلسل «نونة المأذونة» وهو مسلسل كوميدى اجتماعى خفيف يتمرد على الاضطرابات التى يعيشها المصريون.. حنان تحدثت فى حوارها مع «المصرى اليوم» فى القضايا الفنية والسياسية.
■ تقديم مسلسل كوميدى اجتماعى فكرته عن مأذونة أليس مغامرة لك بكل المقاييس؟ وهل تعرفت عن قرب على السيدات الثلاث اللاتى يعملن كمأذونات؟
- بالتأكيد أشعر بمغامرة كبيرة فى الموضوع والفكرة والتناول والكوميديا وهذا ما أعجبنى وحمسنى لدخول المسلسل فوراً.. فلأول مرة سنقدم شخصية المأذونة ونتطرق لقضايا اجتماعية وإنسانية شديدة العمق والأهمية مثل العنوسة والفقر والحرمان والوحدة وعقوق الأبناء.. كل ذلك بشكل بسيط يقدم حلولاً مقترحة بدون تعقيد وبالعكس يترك ابتسامة وعبرة.. أما المأذونات الثلاث فللأسف لم ألتق بأى منهن لكن اعتمدت على كل التفاصيل الدقيقة التى كتبها المؤلف فتحى الجندى، حيث رصد تفاصيل حقيقية ناتجة عن بحث دقيق عنهن.
■ المسلسل كوميدى وسيعرض فى توقيت يدخل فيه عادل إمام وهنيدى للدراما بمسلسلين كبيرين هما «فرقة ناجى عطالله» و«رمضان مبروك أبوالعلمين» هل تشعرين بخطر المنافسة؟
- بكل تأكيد لا توجد منافسة من الأساس بينى وبين النجمين الكبيرين فهما أساتذة فى الكوميديا ولهما جمهور عريض كما أن مسلسليهما كبيران جداً على مستوى الكوميديا لكن أنا أقدم كوميديا موقف خفيفة جداً.. وبالمناسبة فأنا متشوقة مثل الجمهور المصرى والعربى لأشاهد هذين المسلسلين.. وكممثلة أعتبر الدراما هذا العام مثل طبق الفاكهة وعادل إمام وهنيدى الكريز الذى يتوج طبق الفاكهة.
■ بسبب الأزمة الاقتصادية التى نمر بها امتنع عدد كبير من المنتجين فى السينما والتليفزيون عن الإنتاج وكذلك بعض النجوم فضلوا مقاطعة العمل بدلاً من تخفيض الأجور فما رأيك فيما يحدث وما توقعاتك للمرحلة القادمة؟
- بالتأكيد نحن فى أزمة صعبة جداً لكن أنا ضد المقاطعة والجلوس بالبيت فهناك 2 مليون عامل يعيشون من وراء السينما والدراما لذلك احترمت جداً كل المنتجين الذين أصروا على الإنتاج رغم كل الظروف حتى لا ندمر صناعتنا وريادتنا بأيدينا.. وأحب أن أقول للجميع لقد كسبنا الأموال من الصناعة وهى صاحبة الفضل على الجميع فى السراء.. فلماذا لا نتحملها فى الضراء ونقف إلى جانبها.. حتى لو خسرنا بعض الشىء لفترة محددة؟ وإذا انتعشت الصناعة مرة أخرى سنعوض ما فاتنا.. ثم إن المال هو أدنى شىء يمكن أن نقدمه لبلدنا وصناعتنا ويجب أن نتحمل فهناك غيرنا قدموا أرواحهم ودماءهم وأولادهم ونحن يجب أن نكون على مستوى المسؤولية بقدر المستطاع.. لكنى لن أتجنى أو أظلم من فضلوا الامتناع عن الإنتاج خوفا على أموالهم فالله أعلم بظروفهم.
■ يتم ترشيحك فى معظم المسلسلات الدينية ومع ذلك تعتذرين رغم أنها مناسبة لحجابك.. لماذا؟
- أتمنى من كل قلبى أن اقدم مسلسلاً دينياً وأنال شرف المشاركة.. لكن أعترف بأنى أعتذر من البداية لسبب وهو سوء علاقتى بكل أسف باللغة العربية.. فأنا لا أجيدها على الإطلاق ولا أستطيع نطقها بشكل سليم مهما حاولت التدريب عليها.. وهذا من سوء حظى.. وفى مرات حاولت الضغط على نفسى وحفظت بعض الجمل وقرأتها باللغة الفصحى فوجدت نفسى أقرب إلى الكوميديا لهذا أعتذر أولا بأول عن المسلسلات الدينية.
■ بعد أحداث الفتنة الطائفية هل صحيح أنك أصبحت أكثر إصراراً على تقديم مشروع فيلم «الأخت تريز»؟
- الفتنة الطائفية ليست السبب الأساسى فهذا الفيلم أحضر له منذ فترة ومتمسكة به جداً وهو للكاتب بلال فضل.. ولكن فعلاً مع مرورنا بأزمات مفتعلة تدعى أن مصر بها فتنة طائفية أجد أن الموضوع أصبح ملحاً وهذا هو وقته السليم.. وفيه أقوم بدور فتاة مسيحية تربطها علاقات رائعة بالمسلمين وهذه هى مصر الحقيقية.
■ بعد الثورة هل ترين هناك اختلافا فى سقف الحرية بالنسبة للموضوعات والشخصيات التى يمكن تناولها؟
- طبعاً الثورة كسرت كل القيود فى كل شىء وفتحت الباب أمام تناول قضايا الفساد وأكبر الشخصيات بحيادية ودون خوف من كسر قلم أو الرفض بسبب الخوف.. لكن ما يهمنى فى هذا السياق ليس سقف الموضوعات ولا الحرية يهمنى أكثر أن نقدم أخلاق الثورة فى الأفلام والأعمال.. وليس الفاسدين فقط والحرية فى تناول الشخصيات.. فالثورة رفعت سقف الأخلاق عند الجميع لذلك أشعر باستياء شديد من محاولات بعض المخربين أن يسيئوا للثورة ويستغلوا أوضاع البلد فى التخريب وخرق القانون وعدم احترام الآخرين.. لذلك فالأهم من رفع سقف الحرية.. رفع سقف الأخلاق التى نادت بها الثورة وحققتها بأيدى المصريين.
■ الحياة السياسية فى مصر اختلفت بمعدل 180 درجة وشارك نجوم فى المظاهرات وبعدها شاركوا فى الاحزاب فأين أنت من السياسة والأحزاب؟
- أنا إنسانة عادية جداً مثلى مثل أى أم أو أخت أو ربة منزل مصرية بسيطة لم أكن أهتم بالسياسة ولا أجد نفسى فيها ولا أشعر بأنها تعنينى من الأساس.. لكن الثورة جعلتنى أفكر وأفهم وأبحث مثل كل المصريين البسطاء.. لكن هذا لا يعنى أننى مؤهلة لاقتحام السياسة.. فأنا لا أحبها ولا أفهم فيها لدرجة الاحتراف وهذا اعتراف حقيقى.. ومع ذلك أرحب جداً بمشاركة الفنانين فى السياسة واشتراكهم فى الأحزاب السياسية الجديدة.. فأى فنان يجد نفسه مؤهل لذلك فأهلاً وسهلاً به فى عالم السياسة وأشكره بشدة على أى خدمة يقدمها لمصر من خلال السياسة.
■ هناك اعتقاد لأنك محجبة بأنك ستنحازين للسلفيين والإخوان الذين اقتحموا الحياة السياسية مؤخراً بعد سقوط النظام.. وربما ترشحينهم لانتخابات الرئاسة إذا اقتضى الأمر؟
- أرفض أى استنتاجات افتراضية يتخيلها البعض بسبب حجابى.. فهل يعقل مثلاً أن من النسبة العظمى من سيدات وفتيات مصر لأنهن محجبات سيكون توجههن السياسى واحد؟ بالتأكيد لا.. أنا لا انحاز لأى اتجاه لا دينى ولا سياسى أنا فقط انحاز لمن يفهم فى لعبة السياسة ويجيدها ويستطيع السيطرة على الأمور وخدمة مصر والخروج بها من الأزمات.. سواء كان هذا تياراً دينياً إخوانياً أو سلفياً أو ليبرالياً أو ديمقراطياً أو اشتراكياً أو أى مسمى فأنا لا أفهم حتى فى تلك المسميات على الإطلاق لكن أدعو فقط من يفهم فى السياسة وسيخدم مصر من أجل مصر ولوجه الله ومن أجل هذا الشعب أن يتقدم.. وما عدا ذلك فأطلب منه أن يتقى الله ويبعد طالما السياسة ليست لعبته وسيؤذى البلد إذا لم يجد الإدارة السياسية.
■ هناك عدد كبير من المرشحين للرئاسة مثل عمرو موسى والبرادعى وهشام بسطاويسى وحمدين صباحى.. من أقربهم للرئاسة من وجهة نظرك؟
- أقربهم هو أفضلهم وأكثرهم وعيا بمصر وأبنائها ومشاكلها وسياستها.. وأنا لا أستطيع تحديد أى منهم.. لكن حلمى فى رئيس مصر أن يكون قريباً من أخلاق سيدنا عمر بن الخطاب.. الذى كان ينام فى الطرقات، لأنه حكم فعدل فنام آمنا.. ليتنا نجد من يحكمنا فيعدل فنأمن له ويأمن لنا.
■ أخيراً.. ما ردك على ما أثير مؤخراً عن تصريحاتك ضد عمرو خالد فى إحدى الصحف بأن صوته مزعج؟
- لا أحب الرد على تلك الأشياء التى لا صحة لها ولم يحدث على الإطلاق إنى تحدثت عن عمرو خالد أو هاجمته أو تطاولت عليه أو على أى شخص فهذه ليست أخلاقى ولا أعرف هدف من يروج لتلك الأشياء السخيفة الكاذبة.