الحرب الأهلية تطرق أبواب اليمن.. وأنباء عن تعزيزات لحرس «صالح»

كتب: عنتر فرحات, وكالات السبت 04-06-2011 18:41


مع تصاعد القتال فى اليمن بين قوات الرئيس على عبدالله صالح وأنصار «آل الأحمر» فى صنعاء تتزايد المخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية طويلة، وينتظر اليمنيون رد الرئيس على الهجوم بالقذائف الذى أسفر عن إصابته مع عدد من كبار مسؤوليه، بينما تحدثت تقارير عن انسحاب معسكر الحرس الجمهورى من مدينة تعز وتحركه إلى صنعاء عقب الحادث لحماية الرئيس، فيما فر الآلاف من العاصمة خشية اندلاع معارك جديدة بين طرفى النزاع.


وتضاربت الأنباء حول سفر الرئيس اليمنى إلى السعودية لتلقى العلاج، فبينما ذكرت قناة العربية أن صالح ورئيس وزرائه على مجور ورئيس مجلس النواب يحيى الراعى ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغنى، ورئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، وزير الإدارة المحلية رشاد العليمى- انتقلوا للسعودية لتلقى العلاج، نفى التليفزيون اليمنى نقلا عن نائب وزير الإعلام سفر الرئيس للسعودية لتلقى العلاج، بينما أكد مصدر من الأسرة السعودية الحاكمة - طلب عدم ذكر اسمه - أن صالح ما زال فى اليمن وليست لديه نية لمغادرة البلاد فى الوقت الذى تثار فيه تساؤلات وشكوك حول مدى خطورة إصابة صالح وبخاصة بعد تأجيل مؤتمره الصحفى الذى كان مقررا الجمعة واكتفائه ببيان تليفزيونى، وعدم ظهوره على وسائل الإعلام، وكان مسؤول يمنى قد قال إن الرئيس أصيب إصابة طفيفة فى الرأس وإنه يتلقى العلاج فى مستشفى عسكرى بصنعاء.


ورغم حالة الهدوء الحذر فى صنعاء فإنها شهدت إطلاق بعض الأعيرة النارية التى لم يعرف مصدرها، فى الوقت الذى خرج فيه آلاف اليمنيين من أبناء العاصمة ومحافظة (حجة) شمال صنعاء إلى الشوارع احتفاء بسلامة الرئيس فور انتهائه من كلمته الصوتية التى أكد فيها أنه سليم متوعدا بملاحقة آل الأحمر، وشكل أنصار الرئيس حلقات للرقص، ورددوا هتافات مؤيدة.


وفى الوقت نفسه، فر الآلاف من صنعاء السبت بعد إصابة صالح فى هجوم على مسجد النهدين بالقصر الرئاسى لتبدأ جولة جديدة من القتال تهدد بدفع اليمن لحافة حرب أهلية. وكانت قوات الرئيس اليمنى قد ردت بقصف منازل زعماء اتحاد قبائل حاشد الذى يقاتل من أجل الإطاحة بالرئيس، مما أسفر عن تدميرها، وأسفرت آخر موجة من الاشتباكات بين الجانبين عن مقتل نحو 200 شخص، وتحولت مناطق فى العاصمة صنعاء لمدينة أشباح بعد فرار السكان خشية القتال، وسمع دوى انفجارات وطلقات أسلحة آلية قبل فجر الجمعة ومع طلوع الشمس ازدحمت الطرق بالمدنيين الذين يحاولون الفرار.


وينتظر اليمنيون رد الرئيس صالح على الهجوم الذى تعرض له، إذ يدور القتال على عدة جبهات، فيما تتواصل الاحتجاجات المطالبة بسقوط الرئيس ومحاكمته مع رموز نظامه فى غالبية المدن وبخاصة فى تعز بعد تمكن المتظاهرين الجمعة من استعادة ساحة الحرية بعد أن كانت قوات الأمن قد أخلتها وأحرقت خيام المتظاهرين الأسبوع الماضى فى هجوم أسفر عن مقتل العشرات.


وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن الهجوم جرى بعد قصف القوات الموالية للرئيس مقر حامد الأحمر، وقالت إن أحداث العنف تمثل التصعيد الأخير فى حملة صالح للتمسك بالسلطة بعد أن أخل بوعده بالتوقيع على المبادرة الخليجية التى تنص على رحيله. وأضافت الصحيفة أنه بدلاً من إجراء عملية انتقال سلس للسلطة فإن قوات صالح تحارب رجال قبائل موالين لصادق الأحمر وشقيقه حامد من قبيلة حاشد على مدى الأيام العشرة الماضية. وتنوه الصحيفة بأنه من غير الواضح ما إذا كان من قام بالهجوم هو القوات التابعة للواء على محسن الذى انشق عن صالح وانضم لصفوف المعارضة فى أبريل الماضى، وقام بإرسال قواته لحماية المتظاهرين السلميين المعتصمين فى صنعاء. ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسى عبد الغنى الإريانى تحذيره من أن الهجوم على القصر وفر لصالح الذريعة التى كان يتحينها للانتقام بصورة كبيرة، مضيفا أنه «من المرجح أن يواجه اليمنيون الآن صراعا متفجرا».ومن جانبها، أبدت الولايات المتحدة قلقها تجاه تصعيد الأوضاع فى اليمن مطالبة جميع الأطراف بضبط النفس ووقف العنف.