قال باتريك تيفى بينيسان، رئيس ديوان رئاسة جمهورية توجو، ومستشار الرئيس للشؤون الاستثمارية، إن بلاده دعمت مصر خلال انتخابها لرئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019، مشيرًا إلى أن «توجو ستدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي في رئاسته للاتحاد المقبلة، خاصة أن الرئيس المصري لديه اهتمام بالغ بقارة أفريقيا، ويدعم التعاون معها».
وأضاف «بينيسان» في حواره لـ«المصري اليوم»، أن «مصر دولة كبيرة، ولها صوت مؤثر في العالم، وعندما يتولى رئيس مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي بالطبع سيكون قادر على إيصال صوتها لكل دول العالم، ونحن على اقتناع تام أن كافة الدول الأفريقية سوف تستفيد من فترة رئاسة الرئيس السيسي للاتحاد الأفريقي».
وفيما يلي نص الحوار:
- بداية.. كيف ترى العلاقات مع مصر في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
العلاقات بين مصر وتوجو، وطيدة وتاريخية، وتتمتع بتناغم عميق على كافة المستويات، خاصة أن الرئيس السيسي والتوجولي فور غناسينغبي، يتمتعان بعلاقات صداقة، كما أن الرئيسين لديهما نفس التوجه لتنمية العلاقات بين البلدين من أجل مصلحة الشعبين المصري والتوجولي.
وتجلى ذلك التعاون في دعم توجو لمصر خلال انتخابها لرئاسة قمة الاتحاد الأفريقي لعام 2019، كما أن توجو تدعم وبشدة الرئيس عبدالفتاح السيسي في رئاسة للقمة الأفريقية المقبلة، خاصة أن الرئيس المصري لديه اهتمام بالغ بقارة أفريقيا، ويدعم التعاون معها.
-الرئيس التوجولي في زيارته الأخيرة إلى مصر بحث مع الرئيس السيسي قضية «مكافحة الإرهاب»، ماذا عن مجال التعاون بين البلدين في هذا الملف؟
هناك تعاون بالغ بين البلدين في هذا الملف، ولابد من تعاون كافة دول القارة للقضاء على الإرهاب، كما أنه من الضروري أن تهتم كل دولة بمعرفة أسباب اتجاه الشباب إلى التطرف، وتنامي هذا الفكر المتشدد، وفي هذا الملف اتفق الرئيسين على تطوير وتنمية قدرات الشباب والمرأة لتمكينهما حتى يتم القضاء على الإرهاب بشكل نهائي.
فالشباب تحديداً إذا تم تمكينهم وتطوير قدراتهم لن يتجهوا للتطرف، وفي هذا الإطار، قام أكثر من وفد توجولي بزيارة مصر لاكتساب الخبرة المصرية في مجال ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة، فضلاً عن الاستفادة من تجربة مصر في تنمية قدرات الشباب الرياضية.
وبشكل عام، مصر بلد متقدم ونريد الاستفادة من الخبرات المصرية في كافة المجالات لتطوير بلادنا.
-مدى تأثر توجو بالإرهاب في دول غرب أفريقيا؟
توجو تجمعها علاقات شراكة متميزة على كافة الأصعدة مع دول غرب أفريقيا، ومن ثم فإن الإرهاب الذي يواجه تلك الدول ويؤثر عليها، بالطبع يؤثر على بلادنا ولكن بشكل غير مباشر.
- كم تبلغ حجم الاستثمارات المصرية سواء كانت الحكومية أو الخاصة في توجو؟
ليس لدى رقم محدد لحجم الاستثمارات المصرية، ولكن مصر تستثمر في عدة مجالات أبرزها «الإنشاءات» وتعمل بها شركة المقاولون العرب، «الكهرباء» وتعمل بها شركة السويدي إلكتريك، «التعليم» حيث أن هناك شراكات بين الجامعات المصرية والتوجولية، «الزراعة» ومؤخراً مصر أقامت مزرعة نموذجية مشتركة في توجو.
-ما هي أبرز فرص الاستثمار في توجو؟
الرئيس التوجولي وضع خطة تنمية للبلاد على مدار 5 سنوات، بدأت من 2018 وتنتهي 2022، ويتم تنفيذها على ثلاث محاور، وذلك لجذب الاستثمارات المحلية والخارجية أيضاً.
المحور الأول يعتمد على تطوير ميناء ومطار العاصمة «لومي» حتى تكون المنفذ الرئيسي لدول غرب أفريقيا، حيث أن التعداد السكاني لدولتنا 8 مليون فقط، ولكن إذا أصبحنا المنفذ الرئيسي لغرب أفريقيا سوف نستطيع خدمة 300 مليون مواطن في الغرب، وهذه فرصة للمستثمر المصري لبيع منتجاته في بلادنا لأنها ستصل إلى كافة دول الغرب،، وبالرغم من أن البنية التحتية موجودة بالفعل لكن تحتاج إلى تطوير كبير، كما نتطلع لافتتاح فروع لكبرى البنوك في توجو.
أما المحور الثاني من خطة التنمية، هي تحويل الموارد الطبيعية والمواد الخام إلى منتجات لتصديرها، مثل «الأناناس، الكاكاو»، بدلاً من تصديرها كمواد خام، بالإضافة إلى تطوير المجال الزراعي خاصة أن 70 % من المواطنين في توجو، مزارعين، لكن الإنتاج قليل للغاية لندرة الإمكانيات المادية مع أن البنوك المحلية كانت ترفض إقراض المزارعين، وفي الآونة الأخيرة تدخل الرئيس التوجولي ووضع برنامج لمساعدة الفلاحين وتمويلهم، وهذه فرصة جيدة للمستثمرين الأجانب للاستثمار في مجال الزراعة، مع وجود ضمان حكومي لتلك الاستثمارات الخارجية.
كما أن توجو تتمتع بـ «الفوسفات، المنجانيز، الحديد، الذهب، والرخام»، أما البترول كافة محاولات التنقيب عنه لم تسفر إلا عن القليل منه الذي يقع تحت إطار الاستهلاك المحلي فقط، ونتطلع إلى تحويل مادة «الفوسفات» إلى سماد من أجل الزراعة، ونتطلع لإنشاء مصنع للسماد.
خطة التنمية في بلادنا، وضعت في الاعتبار البٌعد الاجتماعي، فوضعنا خطة لتطوير «الصحة، التعليم، الكهرباء، وتوصيل الانترنت إلى كافة أرجاء البلاد»، ويبلغ تمويل تلك الخطة 8.5 مليار دولار، تم تقسيمهم إلى 65 % من تمويل القطاع الخاص، و35 % من تمويل القطاع الحكومي.
-هل مصر تشارك في خطة تنمية توجو؟
عقب إعداد خطة التنمية أرسلنا تصور عنها لجميع سفراء الدول الأخرى في بلادنا لشرحها لدولهم ومن ثم نستطيع جذب الاستثمار الخارجي لها، وبالفعل هناك مشاريع تم البدء فيها ضمن تلك الخطة، أبرزها «المزرعة النموذجية المشتركة» التي أقامتها وزارة الزراعة المصرية في مدينة «سوكودي»، فضلاً عن استثمار عدد من رجال الأعمال المصريين في مجال السياحة وتشييد عدد من الفنادق في بلادنا، ومن ثم فإن بالفعل مصر تشارك في خطة تنمية توجو.
-ما هي أبرز محفزات الاستثمار التي تقدمها توجو لتشجيع المستثمرين؟
خطة تنمية بلادنا طموحة للغاية، ومعنية بجذب الاستثمار الأجنبي بالأساس، ومن ثم الرئيس أطلق مبادرة للإصلاح الاقتصادي عن طريق الإصلاح التشريعي لقوانين الاستثمار، ولذلك في مؤشرات البنك الدولي للإصلاح الاقتصادي توجو تقدمت بـ 19 مكانة عن دول أخرى في ترتيب مؤشرات الإصلاح الاقتصادي لجذب المستثمرين، وذلك ضمن 10 دول حققوا تقدم ملحوظ في اقتصادهم الداخلي.
فضلاً عن أن الحكومة تمنح مميزات للمستثمر الأجنبي، وأبرز تلك المميزات، إتاحة بيع ما يقرب من 80 % من منتجاته في المنطقة الحرة.
-عام 2017، قام وفد حكومي مصري بزيارة توجو لمناقشة تطوير ميناء لومي البحري وإنشاء منطقة صناعية بالمنطقة، ماذا تنفذ من تلك المشروعات؟
مشروع تطوير الميناء وإنشاء منطقة صناعية بها، من المشروعات التي لها الأولوية لدى الرئيس التوجولي، ويديرهما شرطة «توجو إنفست»، والحكومة في انتظار تقديم الشركات المصرية عروضها لتنفيذ تلك المشاريع وتمويلها.
-ما هي أبرز التحديات الاقتصادية التي تواجه توجو؟ وكيف يمكن تخطيها؟
التحديات التي تواجه اقتصادنا تشبه تحديات اقتصاد كل دول القارة السمراء، فلابد أن نكون جزء من السوق الدولي، ومن ثم نحتاج إلى تطوير منظومة اقتصادنا حتى يتمكن الشعب من المشاركة في خطة تنمية الدولة، والاستفادة الجادة لتعظيم ثروات البلاد والدخل أيضاً.
-ما هي رؤية توجو في ملف الإصلاح الهيكلي لمفوضية الاتحاد الأفريقي التي تم نقاشها خلال القمة الأفريقية الاستثنائية الماضية؟
رؤيتنا تهدف لوصول المفوضية إلى مرحلة التمويل الذاتي دون الاعتماد على أي تمويلات خارجية، ولابد من مناقشات جماعية بين كل دول القارة للوصول إلى هذا الهدف، وحين قال الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخراً «على الأمم الأفريقية أن تبني مستقبلها بأيديها» كان محق للغاية، وتوجو تدعم هذا الفكر وتؤيده.
-هل ترى أن مصر قادرة على تنفيذ خطة إصلاح الاتحاد الأفريقي؟
نعم.. مصر دولة كبيرة، ولها صوت مؤثر في العالم، وعندما يتولى رئيس مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي بالطبع سيكون قادر على إيصال صوتها لكل دول العالم.
وبلادنا على اقتناع تام أن كافة الدول الأفريقية سوف تستفيد من فترة رئاسة الرئيس السيسي للاتحاد الأفريقي، خاصة بعد عرضه مؤخراً لعدد من الخطوات التي سيتخذها خلال فترة رئاسته للاتحاد.
وبالرغم من أن خطة الإصلاح الهيكلي للاتحاد، تحدي ضخم، ولكن الأمم لا تبنى في أيام، وخطة التطوير تم وضعها منذ سنوات وعمل على تنفيذها الرئيس الرواندي، بول كاجامي، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، ومن ثم الرئيس السيسي سوف يُكمل تنفيذها بالعمل الجماعي مع كل دول القارة.
-القارة الأفريقية مقبلة على تفعيل اتفاقية «منطقة التجارة الحرة القاري»، كيف ترى هذه الاتفاقية؟ وما هي عقبات تنفيذها؟
البرلمان التوجولي صدق رسمياً بالموافقة على تفعيل الاتفاقية، الشهر الماضي، وهذا يوضح أهمية منطقة التجارة الحرة لبلادنا، حيث أن توجو الدولة الـ 13 من الدول الأفريقية التي صدقت رسمياً على الاتفاقية، وهذه خطة طموحة للغاية، وعوائدها ستعظم من حجم التبادل التجاري بين الدول الأفريقية، وستعمل على إلغاء تعقيدات الجمارك والضرائب على البضائع، خاصة أن متوسط نسبة التبادل التجاري بين كافة الدول الإفريقية لا يتجاوز الـ 16% وهو الأمر الذي لا يمثل سوى 3% من مؤشرات التجارة العالمية، وبالمقارنة مع الاتحاد الأوروبي فالتبادل التجاري بينهما يمثل 76% من مؤشرات التجارة العالمية، ومن ثم توجو تعمل على إقناع كافة الدول الأفريقية للتصديق رسمياً على الاتفاقية، حيث أن بدء دخول الاتفاقية حيز التفعيل يتطلب الوصول بعدد الدول المصدقة عليها لنحو 32 دولة.
ولكن تنفيذ الاتفاقية يواجه عدة عقبات، أبرزها «تطوير البنية التحتية للدول الأفريقية، وإنشاء سكك حديدية لحرية نقل البضائع بين الدول، شبكات كهرباء جيدة، وتوافر لخدمة الانترنت لمتابعة حركة البضائع»، والرئيس السيسي أكد أن تعاون الدول مع بعضها البعض سيحقق هذا الغرض بكل سهولة.