شارك الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، واللواء أركان حرب مصطفى أمين، مدير جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، في مراسم توقيع بروتوكول التعاون بين هيئة المواد النووية، والشركة المصرية للرمال السوداء، وذلك من أجل تعظيم أوجه الاستفادة من أحد الخامات التعدينية بمصر (معادن الرمال السوداء)، وإقامة الصناعات التكميلية والمتطورة القائمة على معالجة هذه المعادن.
وقام بالتوقيع اللواء أركان حرب عزالدين صالح، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء، والدكتور حامد إبراهيم ميرة، رئيس مجلس إدارة هيئة المواد النووية، بحضور عدد كبير من قيادات الجانبين.
وأوضح الدكتور شاكر أن بروتوكول التعاون يأتي في إطار توجهات الرئيس عبد الفتاح السيسى نحو ضرورة استغلال المقدرات والثروات الطبيعية، وتعظيم القيمة المضافة لهذه الثروات التعدينية، وتتويجاً للجهود التى تبذلها الدولة نحو التوسع في آفاق التنمية المستدامة والتبني الواعي لملف التعدين كقاطرة تنمية حقيقية لبلدنا العزيز، وامتداداً لمسيرة العمل الناجحة لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لتحقيق لرؤية مصر 2030، وضرورة المساهمة الفاعلة في المشروعات القومية التي تزخر بها بلدنا الآن.
وأضاف أن «مشروع استغلال خامات الرمال السوداء يهدف إلى تعظيم أوجه الاستفادة من أحد أهم المحاور التعدينية في زيادة معدلات الدخل القومي، وتوطين التكنولوجيا الوطنية وسد الفجوة القائمة ما بين احتياجاتنا وحجم ما يتم استيراده من الخارج».
كما أضاف أن «هذه الأهداف تتلخص فى دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمشاركة في إقامة المشروعات القائمة على استغلال الثروات الطبيعية، وتركيز وفصل المعادن الاقتصادية والاستراتيجية المتواجدة برواسب الرمال السوداء ذات المردود الاقتصادي العالى، وتخليق كيانات صناعية عملاقة قائمة على معالجة وإعلاء القيمة المضافة للمعادن الناتجة، والتنمية المجتمعية وخلق فرص عمل للشباب بمحافظات استغلال الخام، بالإضافة إلى المعالجة البيئية لرواسب الساحل والتخلص من المواد المشعة، وتأهيل مساحات شاسعة (آلاف الأفدنة) للاستثمار الساحلي».
وأوضح شاكر أن مصر تمتلك إحدى عشر موقعاً لخامات الرمال السوداء على ساحل البحر المتوسط، بالإضافة إلى ما تم استكشافه حديثاً على طول ساحل البحر الأحمر بجنوب مصر.
وأضاف أنه «سيتم بمقتضى هذا التعاون تطوير وحدة الهيئة التجريبية برشيد إلى مصنع إنتاجي لفصل معادن الرمال السوداء، وكذلك تركيب وحدات مصنع تركيز المعادن على شاطئ (رشيد ـ إدكو)، وسوف تشهد الأيام القليلة القادمة بدء الإنتاج من مناطق (رشيد ـ إدكو) وناتج تركزي مينا دمياط».
وترجع أهمية الرمال السوداء إلى ما تحويه هذه الرواسب من عدد كبير من المعادن ذات القيمة الاقتصادية والاستراتيجية العالية، أبرزها «الإلمنيت، والروتيل، والزركون، والمونازيت، والجارنيت والماجنتيت»، التي تدخل في قطاعات عريضة من الصناعات التكنولوجية الهامة والدقيقة.
وأكد أن هذا البروتوكول يأتي في إطار سلسلة من أوجه التعاون بين الشركة المصرية للرمال السوداء، وهيئة المواد النووية، والتي أثمرت عن تقييم احتياطي الرمال السوداء ومعادنها الاقتصادية ودراسة جدوى استغلالها بالعديد من مناطق تواجدها، ومن ثم تم البدء في إنشاء مصانع تركيز وفصل معادن الرمال السوداء بمناطق البرلس، وبركة غليون و«رشيد ـ إدكو»، لفتح آفاق جديدة من التنمية التعدينية والمجتمعية بمحافظات مصر.