حذرت 46 منظمة حقوقية عربية من أن استمرار وتزايد أعمال العنف في دارفور، وجنوب السودان، قد يؤدي إلى عودة موسعة للنزاع ما لم يصعد المجتمع الدولي والاتحاد الإفريقي من حواره الدبلوماسي مع السودان.
وقالت المنظمات الـ46، التى انضمت لما يسمى "التحالف العربي من أجل دارفور" في رسالة وجهتها إلي القمة الأفريقية المقبلة في أديس أبابا أواخر الشهر الجاري: إن العام الماضي شهد نزوح 250 ألفاً آخرين في دارفور جراء استمرار المصادمات والتفجيرات، وأصبح هناك عدداً أكبر من أي وقت مضى بحاجة للمساعدة (4.7 مليون نسمة).
وأضافت المنظمات أن الشهر الماضي فقط قُتل خمسة جنود من بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، وشهد عام 2009 نزوح 350 ألفاً في جنوب السودان، إلى جانب 2500 لقوا حتفهم – وهو ما يعتبر من أسوأ موجات العنف التي يشهدها السودان منذ توقيع اتفاق السلام الشامل عام 2005 منهياً إحدى أطول حروب أفريقيا ومن أكثرها دموية.
وأكدت المنظمات أن اتفاق السلام التاريخي بين شمال وجنوب السودان يبدو هشاً بشكل متزايد، وهو عرضة لخطر الانهيار مع استمرار عدة قضايا سياسية حساسة بلا حل، فضلاً عن تصاعد العنف وانعدام إحساس السكان - الذين يعانون من الإحساس بالتعرض للخداع واليأس – بوجود شواهد للسلام.
وأوضح بيان المنظمات أن عملية السلام التي تعطي الأولوية لوقف الاقتتال مازالت غير مطبقة في دارفور، ولا يمكن الوصول لسلام دائم في دارفور إذا سُمح لاتفاق السلام بين الشمال والجنوب بالإخفاق.
وقال «زاهر هلال» منسق التحالف العربي من أجل دارفور لـ«المصري اليوم»: "السودان هو أكبر بلد أفريقي، وتقع على حدوده تسع دول أخرى، وتهتم به جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي على حد سواء، وعودة الحرب إليه ستكون مدمرة وستؤدي لزعزعة استقرار المنطقة بأكملها".
وأضاف: التحالف العربي يعمل على دعم السلام وتخفيف معاناة سكان دارفور وبقية أرجاء السودان، بناء على اعتقاد بوجوب حماية المدنيين من العنف، وتوفير المساعدات الإنسانية على جودة عالية، وضمان حماية العاملين بالإغاثة الإنسانية، وألا تُستخدم المساعدات لأغراض سياسية.
وتابع : كما ندعو إلى التسوية والعدالة وسيادة القانون، والعودة الطوعية للأشخاص النازحين إلى أراضيهم وتعويضهم على الممتلكات المتضررة أو المفقودة، مشيرا إلي أن التحالف العربي يدعو في رسالته قادة الدول الإفريقية الذين سيجتمعون في أديس أبابا خلال أيام إلى توفير الدعم الدبلوماسي المكثف والمتماسك للأطراف من شمال وجنوب السودان فيما يخص القضايا التي لم تتم تسويتها، مثل مشاركة عوائد النفط، وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، وحقوق الرعي، والأمن.
وقال: كما ندعو القمة الي تعزيز التنسيق في جهود السلام في دارفور، مع إيلاء الأولوية للوقف الفوري لأعمال القتال، وأضاف: كما ندعو إلى زيادة المراقبة والتغطية لانتهاكات حقوق الإنسان في شتى أنحاء السودان أثناء التحضير لانتخابات أبريل وكذلك التحضير للاستفتاء، ودعم إجراءات حماية المدنيين من احتمالات نشوب العنف.
وأوضح زاهر أن التحالف طالب في رسالته الي القمة بالضغط على مجلس الأمن بالأمم المتحدة كي يعزز من ولاية حماية المدنيين الخاصة ببعثة حفظ السلام في السودان، بزيادة حضورها في المناطق المنعزلة والقابلة للاشتعال عبر النشر السريع لعناصر البعثة في المناطق المعرضة للنزاعات بالجنوب، إضافة إلي تعزيز جهود تحسين أداء بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور من أجل حماية المدنيين في دارفور.