أزمة «بريكسيت».. لمذا تدخل بريطانيا أسبوعا تاريخيا؟ (تقرير)

كتب: غادة غالب الإثنين 14-01-2019 20:07

يشهد يوم الثلاثاء تصويتا مهما لأعضاء البرلمان في المملكة المتحدة على خطة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بشأن انسحاب المملكة من الاتحاد الأوروبي «بريكسيت» وعلاقتها المستقبلية معه. والتصويت الرئيسي، الذي تأجل من 11 ديسمبر الماضي، يأتي مع اقتراب موعد رحيل بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكسيت» في 29 مارس.

وحاليا تقوم «ماي» بمحاولة أخيرة لإقناع أعضاء البرلمان بدعم اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع اقتراب موعد انتخابات مجلس العموم الرئيسية، الثلاثاء. وستلقي خطابًا، الإثنين، للتحذير من أن البرلمان يعرقل تنفيذ خطتها.

صحف ومواقع بريطانية ودولية عدة، أبرزها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» وشبكة «سي إن إن» الأمريكية، حاولت تحليل آليات التنفيذ والنتائج المترتبة على رحيل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، وسلطت الضوء على مدى المعارضة البرلمانية لصفقة «ماي»، وعما إذا كانت لديها خطة بديلة أم لا. وهذا الأمر غير مؤكد بحسب «بي بي سي»، لأنه كما هو متوقع، إذا خسرت «ماي» التصويت الكبير، الثلاثاء، فمن الناحية الفنية لديها حتى الإثنين التالي للسماح للنواب بمعرفة ما تنوي القيام به. وتشمل الخيارات محاولة طرح الصفقة مرة أخرى، أو تقديم صفقة مختلفة، أو لا صفقة، أو استفتاء ثان وتأخير «بريكسيت».

ما الذي يصوتون عليه؟

تتضمن صفقة «ماي» جزأين، هما معاهدة انسحاب ملزمة قانونًا بشأن شروط مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وإعلان سياسي غير ملزم يحدد آمالًا للعلاقات المستقبلية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويشعر العديد من أعضاء البرلمان المؤيدين لـ«بريكسيت» في حزب «ماي» المحافظ أن المعاهدة تجعل المملكة المتحدة قريبة جدًا من الاتحاد الأوروبي، في حين يشعر معظم المحافظين المؤيدين للديمقراطية وجميع أحزاب المعارضة بأن شروط الصفقة غامضة للغاية.

ما هي خطة «ماي» البديلة في حالة الخسارة؟

تتوقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن تواجه «ماي» أكبر هزيمة تعرضت لها أي حكومة بريطانية خلال 100 عام. ستمارَس الكثير من الضغوط من قبل «ماي» ووزرائها حتى الثانية الأخيرة لتقليل حجم الهزيمة.

وتؤكد «سي إن إن» أنه حتى أقرب مساعديها لا يعرفون ما إذا كانت لديها خطة بديلة. وسواء بشكل علني أو حتى في الاجتماعات المغلقة، فإنها تصر على أن خطتها هي الطريقة الأفضل والوحيدة لتحقيق نتيجة الاستفتاء دون تدمير الاقتصاد.

لكن صحيفة «جارديان» البريطانية، عرضت بعض الاقتراحات حول ما قد تفعله «ماي» في حالة الخسارة، أبرزها العودة إلى الاتحاد الأوروبي في محاولة لجعل اتفاقها أكثر جاذبية بالنسبة للبرلمانيين، أو تحدّي النواب بالتوحد حول بديل لصفقتها، أو تهديد نواب البرلمان بإلغاء «بريكسيت»، أو إجراء استفتاء آخر حول خطتها أو تطلب من بروكسل تأخير العملية بأكملها.

فيما ترى «بي بي سي» أنه إذا رُفضت الصفقة، ستحصل «ماي» على 3 أيام عمل للتوصل إلى «الخطة»ب«وبحلول الأربعاء، من المرجح أن تتوجه»ماي«إلى بروكسل سعيا للحصول على مزيد من التنازلات من الاتحاد الأوروبي. ويشهد الإثنين، 21 يناير، تصويت مجلس العموم المتوقع على»الخطة ب«. وستغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي، الجمعة 29 مارس، ما لم يصوت النواب على تأخير أو إلغاء»بريكسيت«.

ما سبب الخلاف مع رئيس المجلس؟

ترى «بي بي سي» أنه على «ماي» إيجاد خطة بدلية عاجلا أو آجلا، ويعود الفضل في ذلك إلى الخلاف الهائل هذا الأسبوع بين رئيس مجلس العموم البريطاني، جون بيركو، من جهة، والحكومة الموالية لـ«بريكسيت» وبعض النواب من جهة أخرى.

وفي خضم الادعاءات الكثيرة ضد رئيس المجلس بأنه متحيز ضد مغادرة الاتحاد الأوروبي، أعلن بشكل أساسي أنه ينوي مساعدة البرلمان على لعب دور أكبر في إدارة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خاصة أن البرلمان حتى الآن يعارض سيناريو إلغاء صفقة «بريكسيت» وكذلك يعارض في الوقت نفسه الصفقة التي قدمتها «ماي».

ما الذي يحدث مع حزب المعارضة الرئيسي؟

تسبب «بريكسيت» في انقسام وتشرذم ليس فقط في حزب المحافظين الحاكم، لكن أيضا في حزب العمال المعارض الرئيسي. وبشكل ما يلتزم حزب العمال في ظل قيادة اليساري المعارض للاتحاد الأوروبي، جيريمي كوربين، بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن معظم أعضائه وناخبيه يريدون إجراء استفتاء ثان لوقف خروج بريطانيا.

ويلتزم حزب العمال بالتصويت ضد صفقة «ماي»، الثلاثاء، لكن من المستحيل توقع ما يمكن أن يفعله الحزب في التصويتات البرلمانية في المستقبل مع اقتراب موعد 29 مارس.

إذن كيف تنتهي أزمة «بريكسيت»؟

ذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أنه لا يوجد أحد يعلم على وجه الخصوص كيف من الممكن أن تنتهي أزمة «بريكسيت»، خاصة أنه بعد أكثر من عامين ونصف العام، لا يزال النواب لا يوافقون على ما يجب فعله بشأن نتيجة الاستفتاء. وهذا الأمر يوضح أسباب مرور بريطانيا بأعمق أزمة سياسية منذ عام 1945.

لكن إذا لم يحدث أي شيء آخر في الأفق، فإنه تجدر الإشارة إلى أن الوضع الافتراضي هو أن تترك المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي دون صفقة، بحسب «بي بي سي». وإذا لم تكن «ماي» في نهاية المطاف على استعداد للمخاطرة بإلغاء اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وإذا كان البرلمان عازما على محاولة وقف الاتفاقية، فإن هناك حاجة إلى إيجاد صفقة بديلة أو إجراء استفتاء آخر.

ما هي فرص استفتاء آخر على مغادرة الاتحاد؟

نشرت مجموعة من الأحزاب المعادية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تشريعات مقترحة لإحداث استفتاء ثان حول مغادرته. ويوصي مشروع القانون بأن يُسأل الجمهور عما إذا كانوا يريدون البقاء في الاتحاد الأوروبي أو المغادرة بموجب اتفاق رئيسة الوزراء.

ويشير النواب الذين يقفون وراء مشروع القانون إلى أن المادة 50، التي تنص على العملية التي تستغرق عامين والتي يغادر فيها عضو الاتحاد الأوروبي الكتلة، يجب تمديدها من أجل إجراء استطلاع آخر، ما يعني أن المملكة المتحدة ستظل عضوا بعد 29 مارس. ويمكن تقديم التشريع من خلال مجلس اللوردات في إطار الخطط التي تنظر فيها مجموعة الأحزاب.​